خليل رمَّال – «صدى الوطن»
معركة انتخابات حاكمية ميشيغن التي ستجري في عام 2018 ستكون حبلى بالمنافسة الحادة والمفاجآت الكثيرة.
وفيما يتم التداول بأسماء مرشحين محتملين لهم باع طويل في العمل السياسي والحكومي لخوض السباق على خلافة الحاكم الحالي ريك سنايدر، برز الأسبوع الماضي، إعلان مدير دائرة الصحة في بلدية ديترويت، العربي الأميركي، عبدالرحمن (عبدول) السيد عن ترشحه لخوض السباق التمهيدي للحزب الديمقراطي، في أولى تجاربه الانتخابية.
ويحمل السيِّد دكتوراه في الصحة العامة وهو من أصول مصرية ويتمتع بسجل أكاديمي لافت، وقد نجح خلال الفترة القصيرة التي تولى خلالها إدارة دائرة الصحة بديترويت، في تحقيق إنجازات لافتة على حد تعبير صحيفة «ديترويت نيوز»، من بينها إصلاح مكتب رعاية الحيوانات، والدفاع عن السكان المعرضين لتلوث مياه الشرب بمادة الرصاص والربو. كما عارض السيِّد، طلب شركة «ماراثون» بزيادة الانبعاثات الغازيَّة من مداخن مصفاتها في جنوب غربي المدينة، مطالباً بتوفير بيئة تعليم اَمنة لطلاب ديترويت.
وأعلن السيد (٣٢ عاماً) الأسبوع الماضي ترشحه لسباق الحاكمية، بعد تقديم استقالته من بلدية ديترويت بعد أقل من عامين على توليه المنصب الذي من المتوقع أن يغادره نهائياً في 17 الحالي.
ويوم السبت الماضي شارك السيد في مؤتمر الحزب الديمقراطي بميشيغن، الذي أقيم في مركز «كوبو» وسط ديترويت، بصفة مرشح محتمل لحاكمية الولاية، إلى جانب النائب في الكونغرس الأميركي عن فلنت دان كيلدي، وزعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس شيوخ الولاية غريتشن ويتمر.
والسيد يعتبر أول مرشح عربي أميركي مسلم يسعى لحاكمية ولاية ميشيغن التي تضم نسبة مرتفعة من العرب والمسلمين الأميركيين.
ورغم صغر سنه، يراهن السيد على مؤهلاته الأكاديمية وخبرته الإدارية لتأكيد جدية ترشيحه للمنصب بمواجهة مرشحين من الوزن الثقيل متسلحاً بسجله الأكاديمي والعلمي والإداري الباهر ومدفوعاً بعواقب أزمة المياه الملوِّثة في مدينة فلينت والسياسات المتخبطة الصادرة عن واشنطن بعد تولي قطب العقارات الملياردير دونالد ترامب السلطة.
ويقول السيد إن قلقه من طريقة تعاطي حكومة الولاية مع أزمة مياه فلنت والتطورات السياسية الأخيرة على مستوى البلاد منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً شكلت دافعاً قوياً له لخوض المنافسة على أعلى منصب تنفيذي في الولاية، مستنداً الى خبراته الإدارية والعلمية وإيمانه بقيم المساواة والتعددية الأميركية.
«أنا اتبعت هذا المسار المهني لأنني أعتقد بأهمية الكرامة الإنسانية وبأن نبذل حياتنا في سبيل حمايتها وتعزيزها»، شرح السيد، مستذكراً أنَّه إبن مهاجر مصري ولهذا السبب فإنه «يتفهم التحديات التي يواجهها أبناء الأقليات في أميركا»، ومضيفاً «نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بالعمل الحكومي بدلاً من القيام بإجراات التقشف على حساب المواطنين». وأضاف «لم يسبق لي أنْ احسست بهذا القدر من المسؤولية. لقد شعرت أنه يجب أن أترك موقعي في ديترويت وأسعى بجد وبأمانة لحاكمية الولاية».
ويواجه السيد تحداً صعباً أمام كيلدي وويتمر، فهو ليس معروفا على مستوى الولاية، غير أنَّ القواعد القديمة لا تُطبق بالضرورة وهناك فسحة أمل أمام المرشَّحين غير التقليديين. فانتصار ترامب في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في ولاية ميشيغن يظهر أنَّ الناخبين على استعداد لقبول القادمين من خارج المؤسسات السياسية.
وكان السيد قد عُين في موقعه كمدير لدائرة الصحة العامَّة في ديترويت في شهر أيلول (سبتمبر) 2015. وذلك بعد إعادة تفعيل الدائرة التي كانت قد انحلت بسبب العجز والفساد. وقاد السيِّد عملية إعادة تنظيم الإدارة فزاد العاملين من خمسة موظفين و85 مقاولاً إلى 220 موظفاً.
رئيس بلدية ديترويت مايك داغن أعرب يوم الخميس عن رضاه وغبطته من إنجازات السيد في إعادة بناء إدارة وهيكلية دائرة الصحة العامَّة في ديترويت وتمنى له التوفيق في مسعاه الجديد. «هناك العديد من الموهوبين هنا الذين يحدوهم الأمل بالخدمة العامَّة وعبدالرحمن يلاحق حلمه وأتمنى له التوفيق».
وأطلق السيِّد برامج لتدريب النساء لتعليم أقرانهن على الحد من وفيات الأطفال الرضع ومعالجة الحمل غير المقصود للفتيات في سن المراهقة. كما نفذ اختبارات صارمة على مادة الرصاص بالمياه في جميع مدارس المدينة.
نبذة عنه
نشأ السيد في منطقة ديترويت الكبرى حيث تلقى تعليمه المدرسي في بلومفيلد هيلز ونال شهادات في العلوم السياسية والأحياء من «جامعة ميشيغن»، كما ألقى كلمة الطلاب الخريجين جنباً إلى جنب مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في العام ٢٠٠٧.
وفي وقت لاحق، اختير السيد للدراسة كباحث بمنحة «رودس» في جامعة «أكسفورد» البريطانية، حيث حصل على درجة الدكتوراه. ثم حصل لاحقاً على شهادة طبية من كلية الأطباء والجراحين في «جامعة كولومبيا»، ودكتوراه في الصحة العامة.
وقبل أن يعود الى ديترويت عمل السيد بروفسوراً في قسم علم الأوبئة في «جامعة كولومبيا» بالعاصمة واشنطن.
وعن هذه التجربة يفيد السيِّد «أنا طبيب ومعلّم وموظف في القطاع العام معاً، وسوف أكون كذلك مسؤولاً منتخباً إذا اختارني الناس على رأس الحكم في الولاية هذه».
Leave a Reply