صدر عن المؤسسات العربية الأميركية والقادة الروحيين والنشطاء السياسيين والإجتماعيين مساء الأربعاء الماضي، في 28 آب (أغسطس) الماضي، البيان التالي:
إن الجالية العربية الأميركية في منطقة ديترويت الكبرى تشعر ببالغ القلق تجاه تطورات الأحداث في الشرق الأوسط التي تحوم حول إحتمال هجوم عسكري وشيك، والعواقب التي ستنجم عن مغامرة هدّامة من شأنها أن تشعل أكثر، الأزمة الدموية في المنطقة.
إن سياسات إدارة الرئيس أوباما الشرق أوسطية هي مصدر أساسي لعدم الإستقرار والتخبط ونحن متفاجئون من الرئيس أوباما الذي إنتخب على أساس الوعد بالتغيير وعدم تكرار أخطاء سلفه المتمثلة بقرع طبول الحرب وتخييب أمل الناس الذين صوتوا له من أجل التخلص من سياسات الإدارة السابقة.
إلا أن أسلوب تعاطي أوباما مع مسألة الحرب الأهلية في سوريا يذكر بأسلوب جورج دبليو بوش الفاشل تجاه العراق والذي أدى إلى غزو غير أخلاقي وغير مبرر إطلاقاً ضده في 2003. وقد أدت الحرب على العراق إلى إزهاق أرواح مليون شخص وتهجير ملايين آخرين من بيوتهم، وإلى خراب ودمار البلد وتقسيمه وإخضاعه إلى دورات العنف والموت اليومي التي تقضي على حياة العراقيين اليوم. كما أنها أصابت في الصميم مصداقية بلدنا الأميركي وموقفه بين الأمم وتسببت بقتل وجرح الآلاف من جنودنا وأوصلت إقتصادنا إلى حافة الإفلاس. وقد أشارت إستطلاعات الرأي الأخيرة وبوضوح إلى أن غالبية الشعب الأميركي لا يريدون أي نوع من التدخل في سوريا وعلى الرئيس أن يصغي إلى الرأي العام الأميركي ويؤمن المصالح الحيوية الأميركية. ونحن كعرب أميركيين نشارك الشعب الأميركي في قلقه ووجهة نظره المحقة.
كما أننا ننتهز هذه الفرصة لكي ندين بأشد العبارات أي إستخدام للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا بغض النظر عمن يقف وراء هذه الجريمة النكراء. كما نطالب بفتح تحقيق مستقل وأمين لتحديد المتسببين بالهجوم الكيميائي وتقديمهم للعدالة.
كذلك ندين تصاعد العنف مؤخراً ضد المدنيين من مسلمين ومسيحيين وكنائس ومساجد الذي يحدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان ومصر وفلسطين وندعوا الحكومات العربية إلى ممارسة مسؤولياتها لحماية شعوبها من الإرهاب وإحترام حقوق الإنسان لدى مواطنيها.
كما أننا نتأمل من الحكومة الأميركية أن تعمل بما توحيه مبادىء الآباء المؤسسين لهذه الأمة العظيمة وتمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأن تركز على حاجات ومشاكل شعبنا الأميركي، ونطالب الرئيس والكونغرس بإحترام القانون الدولي والدستور ومعارضة تمويل وترؤس حروب غير موافق عليها من الشعب الأميركي ضد بلدان مستقلة ذات سيادة.
إننا نعبر عن دعمنا لكل الجهود المبذولة لجمع السوريين على طاولة تفاوض واحدة من أجل تسوية سلمية لأزمة بلادهم ونؤيد المحاولات الجارية لعقد مؤتمر «جنيف 2» كوسيلة سلمية لحل الأزمة السورية.
Leave a Reply