ديربورن – «صدى الوطن»
أحيت الجالية العربية في منطقة ديترويت سلسلة من الفعاليات الاحتفالية بعيد الفطر السعيد بعد شهر حافل بالمآدب الرمضانية التي أقامتها شخصيات رسمية ومراكز دينية ومنظمات إنسانية ونواد أهلية متنوعة، إضافة لعدد من مهرجانات السحور التي استعادت طقوس وتقاليد الشهر الفضيل في البلدان العربية والإسلامية.
واستضافت دائرة شرطة ديربورن مهرجاناً احتفائياً بمناسبة العيد، في موقف السيارات التابع للـ«سيفيك سنتر» على شارع ميشغن أفنيو الخميس الماضي. واستقطب المهرجان الذي أقيم بالتعاون مع فعاليات تجارية وإعلامية عربية أميركية، مئات العائلات التي حظي أطفالها بفرصة ممارسة الألعاب وركوب الأحصنة ومشاهدة الحيوانات الأليفة.
وفي أول أيام العيد، منحت احتفائية «قريتنا تعطي في العيد» صناديق مليئة بالألعاب لحوالي 1400 طفل، في «مركز هايب الرياضي» بمدينة ديربورن هايتس، وذلك بمبادرة من أهل الخير والإحسان الساعين لزرع البهجة والسعادة في قلوب أطفال العائلات الفقيرة، والذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم.
وتحت شعار «لا طفل بدون هدية»، وزعت «مبادرة زين» هدايا وعطايا لقرابة 200 عائلة من سكان مدينتي ديربورن وديترويت، في صالة «سراي بالاس» بديربورن، الثلاثاء الماضي، وذلك بمساعدة ما يزيد عن مئة شخص من المتطوعين الذين قاموا بملء الصناديق بالهدايا والألعاب وتوزيعها على الحاضرين.
وكانت «مبادرة زين» قد تأسست قبل خمس سنوات على أيدي مجموعة من النشطاء لمساعدة الأسر المعوزة، وحافظت على استمرارها بجهود مكثفة من قبل الناشطة ملاك صعب التي أشارت إلى أن «زين» قدمت –يوم الثلاثاء الماضي– هدايا لحوالي 800 طفل. وقالت: «لقد ضاعفت المبادرة من هداياها، في العيد الحالي، مقارنة بالعام الماضي»، مضيفة: «نحن نجمع التبرعات النقدية فقط، ثم نشتري الألعاب من متاجر مثل «وولمارت» و«فايف بِيلو»، لكي نتفادى حصول بعض العائلات على هدايا ثمينة وحصول أخرى على هدايا رخيصة»، لافتة إلى أن المبادرة تُعنى أيضاً بتوزيع العيديات على الأيتام واللاجئين، كما أن الأسر المحرومة يتم اختيارها بالتعاون مع منظمات اجتماعية، مثل منظمة «زمان إنترناشيونال» وغيرها من المؤسسات الخيرية الأخرى.
وقالت: «لا أحد يعطي المبالغ للغرباء، ولهذا فنحن نعتمد على المؤسسات الخيرية والمساجد والمراكز الاجتماعية ونجري بحوثاً في المدارس لتحديد الأسر المحتاجة»، مضيفة أن «زين» تستلهم في عملها جهود المنظمات الخيرية العربية والإسلامية الأخرى العاملة في منطقة ديترويت، مثل «جمعية الرعاية الإسلامية» (مسلم فوستر كير) التي تقوم بمساعدة العائلات الفقيرة خلال شهر رمضان.
مريم شرارة، وهي إحدى المتطوعات في المبادرة، أكدت على أن «معاني رمضان لا تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب منذ طلوع الشمس حتى غروبها»، مضيفة: «لقد أردت من خلال التطوع مساعدة الناس في مجتمعي، خاصة في أيام العيد، وأردت من خلال ذلك، التعرف على المعنى الحقيقي للصيام.. الذي يأتي في مقدمة معانيه.. التعاطف مع الناس الأقل حظاً».
وكان شهر الصيام قد شهد –هذا العام– عودة لافتة لإحياء الفعاليات المرتبطة بطقوس الشهر الفضيل، حيث أقيم عدد من خيام السحور في الديربورنين، مثل «مهرجان باب الحارة» في ديربورن، و«مهرجان السحور» في ديربورن هايتس، الذي شهد في أسبوعه الأخير إطلاق المئات من الفوانيس الورقية التي تلألات في سماء المدينة، كما شهد إجراء سحب يانصيب أسفر عن فوز أربعة أشخاص ببطاقات سفر، اثنتان لأداء الزيارة لمرقد الإمام الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء العراقية، واثنتان لأداء مناسك الحج للأماكن المقدسة في مكة المشرفة والمدينة المنورة.
المآدب الرمضانية كانت بدورها عامرة على مدار أيام الشهر الفضيل، وكان في مقدمتها حفل إفطار أقامته حاكمة الولاية غريتشن ويتمر، في 9 أيار (مايو) المنصرم. وفي الحفل الأول من نوعه في قصر الحاكمية بالعاصمة لانسنغ، رحبت الحاكمة الديمقراطية وعائلتها بالمدعوين الذين وفدوا من جميع أنحاء الولاية، وسط حضور بارز للجالية العربية في منطقة ديربورن. وأكدت على أن «الإفطار الرمضاني لن يكون لمرة واحدة، وإنما سيكون تقليداً سنوياً للاحتفاء بمسلمي الولاية، ودورهم في تعزيز ثقافتها الاجتماعية وإمكانياتها الاقتصادية».
وفي نفس السياق، أقامت النائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي ديبي دينغل مأدبة إفطار بمدينة ديربورن، بحضور ممثلي فعاليات دينية ومجتمعية متعددة. وأشارت النائبة عن «الدائرة 12» في ميشيغن إلى أنها ستجعل من الإفطار تقليداً سنوياً لمشاركة المسلمين احتفالهم بالشهر الفضيل.
كما أقام شريف مقاطعة وين بيني نابليون مأدبة رمضانية بمدينة ديربورن هايتس، حضرها عدد من المسؤولين المحليين وشخصيات عربية أميركية.
وأقام العديد من المنظمات الإنسانية والأهلية والتجارية إفطارات مماثلة، كان بينها منظمة «الأيادي النقية» (بيور هاندز) التي نظمت مأدبة خيرية في بديربورن، بالتعاون مع «مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية البشرية»، لجمع التبرعات لمساعدة ضحايا الأزمة الإنسانية في اليمن.
منظمة «لايف» للإغاثة والتنمية، بدورها، أقامت –بدورها– إفطارين رمضانيين في 18 أيار (مايو) الماضي، في مدينتي ديربورن وديترويت، وجمعت تبرعات رُصد ريعها لمساعدة المحتاجين والمعوزين من جميع الأعراق والديانات.
كما أقامت عدة جمعيات أهلية، إفطارات حاشدة، أبرزها «نادي مشغرة في أميركا» و«نادي برعشيت» و«جمعية أهالي يارون» وغيرها.
على المستوى الوطني، أقام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفل إفطار رمضاني في البيت الأبيض، في 14 أيار (مايو) الماضي، بحضور عدد من سفراء الدول الإسلامية وفعاليات إسلامية أميركية، وذلك في إطار تقليد رئاسي سنوي بدأ في 1996. وقال خلال الحفل، «إن شهر رمضان هو وقت تتضامن فيه القوى سعياً من أجل الأمل والتسامح والسلام»، وهنأ الحاضرين باللغة العربية، قائلاً «رمضان كريم».
ووصف رمضان بأنه «شهر الخير والعطاء وخدمة المواطنين»، وبأنه “فرصة جيدة للتقارب بين الجيران والعائلات في المجتمع الأميركي».
كما أقام أعضاء مجلس النواب الأميركي المسلمون، وهم النواب الديمقراطيون أندريه كارسون (عن ولاية إنديانا) وإلهان عمر (مينيسوتا) ورشيدة طليب (ميشيغن)، إفطاراً رمضانياً في 22 أيار، بتنظيم من مؤسسة «مناصري المسلمين»، المعنية بالدفاع عن الحقوق المدنية، وذلك لأول مرة في تاريخ الكونغرس.
Leave a Reply