أقام كونغرس المؤسسات العربية الأميركية «مهرجان السلام» في ديربورن الثلاثاء الماضي لمناسبة مرور عام على إنتهاء «حرب تموز» التي سجلت فيها المقاومة اللبنانية نصرا كبيراً، تمثل في صمود المقاومة والشعب اللبناني الباسل في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركيا، ما أتاح تقويض المخططات التي رسمت للإستيلاء على الجنوب وصولا لنهر الليطاني، وتجريد المقاومة من سلاحها تمهيدا لفرض شرق أوسط جديد في كامل المنطقة وفق الشروط الإسرائيلية والأميركية.
لكن رياح الحرب جاءت على غير ما تشتهيه سفن تل أبيب وواشنطن وعواصم عربية، فقد أدت مجابهة المقاومة لأقوى خامس جيش في العالم وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وضرب العمق الإسرائيلي لأول مرة لمدة 33 يوماً وتحويل شمال إسرائيل إلى مدن للأشباح.ديربورن التي تظاهرت صيف العام الماضي أثناء حرب تموز أحيت الأسبوع الماضي ذكرى انتهاء الحرب في مهرجان استمر من الخامسة عصرا حتى العاشرة ليلا في منتزه هملوك بارك وحضره آلاف من أبناء الجالية اللبنانيين والعرب في ديربورن وديربورن هايتس وديترويت والمناطق المحيطةوفيما كان أبرز مطربي الجالية يحيون الحفل برفقة الفرقة موسيقية التي صدحت أنغامها في أرجاء المنتزه والأحياء المحيطة، شكلت حواليها مجموعات من الشباب والفتيات فرقا قامت بأداء وصلات من الرقص الشعبي والفلكلوري خاصة الدبكة.وقد توالى على المسرح، الذي تجمع حوله المشاركون في المهرجان، كل من الفنانين رضوان العموري وطوني ماضي وعلي بردى ويارا شاهين وناصر حبيب.وتخلل المهرجان كلمتان مقتضبتان لرئيس «كونغرس المؤسسات» السابق المحامي عبد حمود وعضو الهيئة الإدارية في الكونغرس الزميل أسامة سبلاني.وأعرب عبد حمود في المناسبة عن توجه كونغرس المؤسسات والجالية عموماً نحو تشجيع سبل تحقيق السلام في ارض الوطن الام – لبنان – وعموم الشرق الاوسط، وقال: «نحن نحب السلام» وكان بذلك يناقض ادعاءات طالما تناقلتها بعض وسائل الاعلام الاميركية والغربية بأن العرب والمسلمين في ديربورن «دائما غاضبون». وأضاف «جئنا اليوم لنؤكد لهم إننا نحب السلام».اما ناشر صحيفة «صدى الوطن» ورئيس تحريرها اسامة سبلاني، فقد اشار الى التظاهرات الحاشدة التي نظمها كونغرس مؤسسات الجالية الصيف الماضي في كل من ديربورن وواشنطن والتي هدفت الى مناهضة الحرب التي فرضها الاسرائيليون في تموز (يوليو) من العام الماضي على لبنان. وقال سبلاني «نعم كنا غاضبون ذلك الصيف حيث ان اكثر من 4000 شخص من ابناء الجالية هنا كانوا عالقين على خطوط النار في تلك الحرب بين آلة القتل الاسرائيلية ودفاعات المقاومة المتواضعة». اضاف «نحن طلاب سلام، والسلام لا يحميه إلا الشجعان، وتابع «نعم نحن مع السلام أما الاستسلام.. فهيهات منا الذلة».وساد المهرجان جو من الفرح والوئام ودعوات الأهالي بأن ينعم لبنان وكامل المنطقة العربية بالإستقرار والأمن، وأن يجنب الله الأوطان شرور الحروب وويلاتها.«صدى الوطن» التقت عددا من الحاضرين ومنهم عبير سعد فتاة في الـ 22 من عمرها تدرس في جامعة إيسترن ميشيغن عبرت عن فرحتها بهذا اللقاء وتمنت أن تكون حرب تموز آخر حرب تشهدها لبنان، أضافت «ان الناس في الجنوب يكرهون أكثر شيء في الدنيا الحرب، لكنها حين تفرض عليهم يواجهونها ببسالة، لا يخشون الموت في سبيل ديارهم وأوطانهم وكرامتهم».وقال رودولف عيسى (23 عاماً) جئنا اليوم لأننا نؤمن بالسلام وكل ما نتمناه أن يعم الإستقرار بلدنا لبنان.ورفعت في المهرجان لافتات تدعو الى السلام في لبنان والعراق وفلسطين ونبذ الحرب، كما رفعت في المهرجان لافتات تطالب بـ«سحب جنودنا الأميركيين من العراق».ويذكر ان شركة «غاردن فود» لصاحبها شاكر عون قدمت الماء والمرطبات لكونغرس المؤسسات على أن يتم بيعها لتأمين جزء من تكاليف المهرجان، كما ساهم الشيف حبيبب بزي وفريقه في إنجاح الحفل من خلال تقديم السندويشات والمشاوي للمشاركين.
Leave a Reply