الحزب الجمهوري يسحب اسم جواد من اللجنة المالية بعد اتهامات ساقتها مدوِّنة صهيونية
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
عقد قادة من العرب والمسلمين الاميركيين ظهر يوم الاثنين الماضي مؤتمرا صحفيا على خلفية استفسارات وجهتها موظفة في حملة المرشح الجمهوري جون ماكين الى رجل الاعمال اللبناني الأميركي والناشط في الحزب الجمهوري علي جواد على خلفية اتهامات ادعتها كاتبة احدى المدونات. وطالب المجتمعون باعتذار من قبل المرشح الجمهوري.
وعلمت «صدى الوطن» ان جيم نيكيلسون، رئيس الحملة الجمهورية في ميشيغن، اتصل من بعد ظهر الخميس الفائت بجواد معتذرا عن سوء الفهم الذي حصل معتبرا ان الطريقة التي تعاطى فيها جواد مع الموقف كانت راقية ان كان لجهة التنحي من اللجنة المالية بهدوء او لجهة ردة فعله، واصفا صاحبة المدونة التي اطلقت الاتهامات ضد جواد بالفاقدة للمصداقية مؤكدا على وقوفه الى جانب جواد في هذه القضية.
وكان متحدث باسم الحملة الانتخابية لماكين، قد اتصل بجواد موجها اليه استفسارات حول اتهامات عن علاقات له بـ«حزب الله» استنادا الى ادعاءات ساقتها كاتبة يهودية حاقدة في احدى المدونات على شبكة الانترنت تفيد بأن جواد من مناصري الحزب اللبناني وذو علاقات بنواب لبنانيين موالين للحزب المدرج على لائحة الارهاب من قبل الادارة الاميركية.
وما كان من جواد الا ان رفض الرد على تلك الاتهامات طالبا نزع اسمه عن لائحة اللجنة المالية. وكان المؤتمر الصحفي قد عقد للمطالبة بالاعتذار عن تلك الاهانة بعد ان كان قد اشيع ان الحملة هي التي اقصت جواد.
واعتبر الزميل اسامة السبلاني ناشر صحيفة «صدى الوطن» ورئيس اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي (ايباك) في المؤتمر الصحفي الذي عقد في النادي اللبناني الأميركي ان الاتهامات الموجهة الى جواد والتي اعقبت طلب الاخير ازالة اسمه عن لائحة عضوية اللجنة المالية لحملة ماكين في ميشيغن هي «اتهامات لكل العرب الاميركيين بجعلهم عرضة لتهمة الارهاب لمجرد انهم عرب، واستنادا الى اتهامات باطلة ساقتها كاتبة لمدونة فاقدة للمصداقية».
ورأى السبلاني ان منهج اتخاذ قرارات جارحة استنادا على اتهامات غير مدعومة بالادلة هو اسوأ ما يمكن ان يبدأ به المرشح الجمهوري ماكين سباقه الى الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «الامر الذي لن يميزه ابدا عن الرئيس الحالي جورج بوش والذي ادخل البلاد في حرب لم تنته مآسيها استنادا الى ادعاءات مختلقة لم يتم التأكد من صحتها».
ورد علي جواد، وهو مؤسس النادي اللبناني الأميركي ورئيس شركة «ارمادا» للمحروقات، الادعاء بأن الحملة الجمهورية هي التي انتزعت اسمه عن لائحة عضوية اللجنة المالية في الحملة، والصحيح انه هو الذي طلب ازالة عضويته بعد ان وجهت اليه تلك الاتهامات الباطلة، في اتصالين أجريا الاسبوع قبل الماضي من قبل مسؤولين في حملة ماكين.
وقال جواد بأنه ناشط داعم للحزب الجمهوري منذ مدة طويلة ولقد ساهم في دعم العديد من المرشحين الجمهوريين منذ 18 عاما. ومن الذين سبق ودعمهم السيناتور في الكونغرس الأميركي عن ولاية ميشيغن كارل ليفين (ديمقراطي)، والسيناتور السابق سبنسير ابراهام (جمهوري) الى جانب الرئيس الحالي جورج بوش ووالده الرئيس الاسبق، ورفض جواد ان يتم الآن الطعن في وطنيته وولائه.
وكانت ديبي شلاسيل وهي صاحبة مدونة الكترونية تخصصها لتوجيه اتهامات بدعم الارهاب لكل من هو من اصل عربي او مسلم، قد أطلقت اتهامات لجواد بالعمالة لـ«حزب الله» اللبناني، حيث ادعت انه التقي خلال زيارتين مؤخرتين الى لبنان بقيادات ونواب برلمانيين موالين للحزب.
ودرجت شلاسيل على كيل الاتهامات للنشطاء العرب الاميركيين والمسلمين. ولم يفلت من اتهاماتها حتى رسميون اميركيون وقد بلغت اتهاماتها من الغرابة ان وجهت تهمة دعم الارهاب لوزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس. وقال السبلاني ان «صاحبة المدونة قد وجهت اتهامات الارهاب الى العديد من العرب الاميركيين ولم يفلت منها حتى رسميين فدراليين».
وطالب السبلاني وجواد من ماكين الاعتذار والطلب من جواد بالعودة الى عضوية اللجنة المالية للحملة الانتخابية كرد اعتبار، في حين قال جواد انه من المبكر تقرير ما اذا كان سيقرر العودة ام لا في حال تم الاعتذار والدعوة الى الانضمام الى اللجنة المالية للحملة.
وقال جواد بأن هذه الاتهامات التي اوردتها صاحبة المدونة عن علاقات له بــ«حزب الله» هي عارية عن الصحة، ونفى لقاءه مع اعضاء من الحزب اللبناني خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، وقال بأنه التقى مع السفير الاميركي في بيروت ضمن وفد لبناني أميركي واجرى لقاءات مع رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب لبنانيين، معتبرا ان «ولاءه للولايات المتحدة الاميركية هو ولاء مواطنية بالاختيار».
داوود وليد، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير)-فرع ميشيغن، والذي كان من ضمن المشاركين في المؤتمر الصحفي الذي عقد في النادي اللبناني الأميركي في ديربورن، قال بأن «كير» «نصحت جواد برفع دعوى قضائية ضد شلاسيل» واعتبر ان مثل هكذا اتهامات «تحول كل الجالية العربية والاسلامية الاميركية الى ضحايا» ما اسماه «الماكارثية الجديدة» في اشارة الى منهجية السيناتور الأسبق جو مكارثي التي سادت ما بين فترتي الاربعينيات والستينيات حيث وجهت الاتهامات بالعمالة للشيوعية خلال الحرب الباردة، كأداة لمحاربة مناوئي السلطة انذاك.
وفي انتقاده لماكين قال السبلاني ان الاخير «بدأ حملته الى البيت الأبيض بارتكاب خطأ مع العرب الاميركيين»، معتبرا ان ما فعله ماكين ما كان ليتم «لو كان ينظر الى العرب الاميركيين كفاعلين في الحياة السياسية، لأنهم دعامة لا يمكن ان يستغنى عنها في الحرب على الارهاب وفي حماية امن البلاد»، ورفض السبلاني ان يتم التعامل مع العرب الاميركيين فقط كأدوات لترجمة اللغة العربية بل طالب بالشراكة الكاملة في العمل السياسي. واكد على ان «الجالية تريد ان تسمع من ماكين شرح واعتذار والا سيكون هناك ردة فعل من قبل الجالية على ذلك في صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة».
اما سوزان بزي، المديرة المنسقة للغرفة الاميركية العربية للتجارة فقالت ان العرب الاميركيين سيصوتون في الانتخابات القادمة وسيحددون المرشح الذي سيدعمونه اعتمادا على كيفية تعاطي ماكين مع الامر، في اشارة الى مقاطعة ماكين في حال لم يتم الاعتذار.
وفي رد للسبلاني على اسئلة الصحفيين قال: مشكلة ديبي شلاسيل لا تهمنا ان اميركا هي دولة حريات ولمن كان ان يتحدث بما يريد ونحن لا نعير ما تكتبه شلاسيل اي اهتمام. لكن المشكلة هي ان يقوم رسميون من امثال جون ماكين باتخاذ قرارات اعتمادا على ادعاءات كاذبة، مانحا أمثال شلاسيل من ناشري الكراهية ضد العرب والمسلمين مصداقية هي بعيدة كل البعد عنها.
وقال السبلاني ان «من بين الإدعاءات الكاذبة التي دأبت شلاسيل على نشرها على مدونتها اتهمامها مثلا كونداليزا رايس انها من مساندي حركة «حماس»! وان المدعي العام الفدرالي ستيفين مورفي من مناصري «حزب الله»، هذه المرأة ليس لها أي مصداقية. لا تستحق ان تمنح اهتمام اصلا فكيف تقوم حملة ماكين باتخاذ قرارات اعتمادا على اتهاماتها». وأضاف السبلاني متوجها الى الحضور «دعني اقول لكم لماذا لا يتكبدون عناء التحقق من هذه الادعاءات، السبب ان المتهم هو عربي اميركي»، ورفض السبلاني أسلوب التعامل الذي استخدمه الحزب الجمهوري وماكين مع العرب الأميركيين قائلا «لا، عليكم اخذنا بعين الاعتبار، لأننا اميركيون ونمتلك اصواتا، ونشارك بالحياة العامة».
ووصف السبلاني ما يحدث بأنه اقصاء: «انهم يدفعون بنا الى خارج دائرة المشاركة في الحياة العامة، انهم يحاولون حشرنا في الزاوية، وانت تعلم انه من الخطر جدا ان تحشر أحدا في الزاوية. عليهم ان يعلموا ذلك. على ماكين ان يدرك ذلك». وأضاف «اذا كانوا هكذا يتخذون قراراتهم فإن الامر محزن. نحن ركن زاوية هذه البلاد، ولا يمكن ان نستعمل فقط كمترجمين، نحن وطنيون، نريد المشاركة في ادارة وطننا وحمايته، لكنني اقول لـ ماكين انك اذا اهنتنا بهذا الشكل فكيف تتوقع منا ان نمد يد العون إذا أصبحت رئيسا، او حتى منحك اصواتنا، كيف تتوقع منا ان نثق بك؟».
Leave a Reply