عدسة مختلفة تتمايز عن “الإعلام الأميركي السائد” والأنماط الهوليوودية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت “قناة الإسراء” حفلاً، تضمن جمع تبرعات، للعرض الأول لفيلم “روك باتم”، مساء الجمعة الماضي، في صالة “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في ديربورن.
والفيلم المستوحى من قصة حقيقية، تم تصويره وإخراجه وإنتاجه بإمكانيات ذاتية، أشرفت عليها “قناة إسراء”، إحدى القنوات الإعلامية في مؤسسة “إمام” في ديربورن.
تدور قصة الفيلم حول الشاب “آدم” الذي ينحرف بسبب ضغوط اجتماعية وتربوية خاطئة عن الفطرة البشرية السليمة، والطريق القويم، فيتحول إلى شخصية عدائية ومشوهة تنتهي بدخوله السجن، بعد قتله أحد أصدقائه.
في السجن، يكتشف “آدم” الذي أراد الانتقال من دور “الضحية” إلى دور “الجلاد” بأنه يواجه وحيدا مصيرا قاتما في عتمة السجن. وفي اللحظة التي تبدو فيها جميع الطرق مغلقة وأن لا نور في آخر النفق، ينبثق “الأمل”، بالعودة إلى الله والاستجارة به.
ويأتي المشهد الأخير الذي يتضمن تلاوة آيات قرآنية ليؤكد على رسالة الفيلم الدينية، لكن الرموز التي يحملها الفيلم تؤكد أن الالتزام الديني، سواء كان إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا، يمثل طوق النجاة لحياة الأفراد الخاضعين لجملة الضغوط اليومية والعامة على مدار حياتهم، فتزرع في أرواحهم اليأس والقنوط والرغبة بالانتقام.
والاسم الذي يحمله البطل: “آدم” يمد الفيلم بالرمزية اللازمة لاستنتاج مثل هذا الفهم.
جدير بالذكر، أن كتابة السيناريو والإعداد لهذا الفيلم جاء من خلال ورشة إبداعية، شارك فيها عدد من الشبان العرب الأميركيين الذين يعملون كمتطوعين في “قناة إسراء”، وقد قام بتمثيل شخصيات الفيلم كل من جلال مغنية وحسين بيضون وفؤاد زبان.
وفي كلمة لمخرج الفيلم مايك مسلم، قال: “هناك الكثير من الشباب العرب الأميركيين الذين يملكون أفكارا جادة وطموحة، وعلينا دعمهم والوقوف إلى جانبهم”. وأضاف: “صحيح أن المؤسسة التي أنتجت الفيلم هي مؤسسة إسلامية شيعية، ولكنها تعمل على مد الجسور بين جميع الأديان والثقافات، ورسالة الفيلم الأساسية تقول: إن البشر جميعاً متشابهون”.
ونوّه أوس أصفر المشرف على “قناة إسراء” “إن العمل على إنتاج هذا الفيلم جاء من زواية مختلفة تتمايز عن الاتجاهات الإعلامية الأميركية السائدة، والإنتاج السينمائي بالمواصفات الهوليودية، التي تروج لقيم المتعة واللذة السريعة والعنف”.
وطالب أصفر الحاضرين بالتبرع لدعم المواهب والمتطوعين في المؤسسات الاجتماعية والدينية والخيرية الأخرى، خاصة وأن الكثير من الشباب يتمتعون بالموهبة والرغبة بالعطاء،.
وعرض أصفر، للنشاطات الإعلامية التي تشرف عليها مؤسسة “إمام”، ومنها إصدار مطبوعات دورية، وإنتاج برامج إذاعية، ومرئية تلفزيونية، تساهم في تدعيم القيم الإنسانية، والقيم الثقافية والحضارية والدينية وفي مقدمتها نشر قيم التسامح والمحبة والعطاء.
وأثنى السيد حيدر بحر العلوم، أحد المشرفين على إدارة مؤسسة “إمام”، على الجهود المبذولة في “قناة الإسراء”، وقال: إن الهدف من هذا الحفل هو إخباركم عن قصة تلفزيون الإسراء، ولكن إذا أردتم معرفة قصته، عليكم معرفة قصة مؤسسة “إمام”.
ووصف السيد بحر العلوم مؤسسة “إمام” بأنها مؤسسة تعمل من خلال أهداف موضوعية على تطوير المجتمع ومده بالقدرة للتغلب على معاناة الكثيرين من الناس، إضافة إلى أهدافها الأخرى في خدمة الجالية العربية الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف بحر العلوم: “إن مدينة ديربورن تزخر بالكثير من المؤسسات الخيرية في جميع المجالات، وهي تقوم بعمل مشكور في خدمة الجالية والمجمتع الكبير، ولكنها جميعاً تعمل في إطار محلي، أما مؤسسة “إمام” فهي تعمل على مساحة واسعة من البلاد وفي الكثير الولايات والمدن الأميركية”.
وأكد بحر العلوم أن المؤسسة تركز على دعم الأجيال الجديدة وتحثهم على التمسك بهوياتهم انطلاقا من المبادئ الاسلامية العامة وقيم آل البيت عليهم السلام، وأنها مؤسسة تنشد نشر مفاهيم الرحمة والعدالة، وتقديم خدمات اجتماعية وتعليمية وتنويرية وتساعد الفقراء والمحتاجين.
وعرض في الحفل شريط تسجيلي أظهر بعض الشباب العاملين في المؤسسة والمتطوعين في برامجها، وتحدث هؤلاء عن الأسباب التي دفعتهم للعمل في المؤسسة، والنتائج التي لمسوها على المستويات الشخصية والاجتماعية العامة، الأمر الذي يساعد على بناء شخصيات إيجابية فاعلة في المجتمع وقادرة على اتخاذ زمام المبادرة.
وتم في نهاية الحفل جمع تبرعات.
Leave a Reply