بلال شرارة
فـي قرانا, تنتظر البنت نصيبها عل ناصية العمر، فإذا جاء ابن حلال تبدأ الاسئلة ولا تنتهي!
من هو؟ أصله فصله!
موظف أم مزارع.. مقيم أم مغترب؟
ملاك أم مستور الحال..
ادابه، علومه، أخلاقه.. الخ
ثم تزغرد نساء الحي.
هي الأسئلة نفسها، تدور على الألسنة عن العريس (الرئيس).
وما أكثر المتقدمين الى الامتحانات الشفهية والخطية وامتحان التجربة.
ثلة.. ثلة يتقدمون..
أبناء أصل وفصل ومغمورون ولكنهم عشاق..
رؤساء كتل نيابية او نواب موظفون فئة أولى فـي مختبرات السياسة الداخلية والخارجية.
مزارعون جربوا فـي حقول الوطن كل أنواع البذار.
مقيمون ومغتربون موزعو الانتماء، يدورون كدوارن الشمس.
يركبون كل موجة، ويتحدثون كل اللغات.
يقبلون ويديرون..
يكثرون من حركتهم ومن تجوالهم ولا يتركون شاردة ولا واردة ولا
سفارة.
يحفظون عن ظهر قلب أسماء العواصم القريبة والبعيدة. وأسماء شوارعها.
انه امتحان السياسة الخارجية..
جاء فلان وذهب .. (أكلنا حلاوة وشربنا ماء)..
ثلة.. ثلة يتقدمون.
يقرأون (الميثاق) المعجل والمؤجل ويتلاعبون بنصوص الدستور.
يقسمون يمين الحفاظ على الامتيازات لا على الدستور.
باختصار : مدرسة السياسة الداخلية: (ميثاق الامتيازات).
و(الرئيس العريس) عليه ان يرفع يده اليمنى ، وصدره مطرز بوشاح الأرز، وعيناه ثابتتان فـي محجريهما ويقسم يمين الحفاظ على الدستور! أي دستور فخامتكم ؟
تزغرد نساء الحي!
أين العروس؟
فـي قرانا، تنتظر (الاصلاحات) على ناصية العمر، وتتقدم بنا حالة القلق والتوتر، تبلغ شبابنا فتصدأ أرواحنا على شباك الانتظار.
الوفاق بعد الاستحقاق! ولكن ستنكرني يا بطرس ثلاثا قبل صياح الديك..
من وعودهم تعرفونهم فاحذروا الرؤساء الكذبة!
فـي قرانا ، وفـي مواسم الانتخابات، كان المرشحون يعلقون صورهم
على كل ناصية. ويتقدمهم السعاة يمهدون لهم للجولات الانتخابية. كنا
نسمعهم وهم يتحدثون عن ردم حفر الطريق، وجر المياه وفتح بنوك للتسليف الزراعي..
كدنا ان نصدقهم ولكن جارنا ابو حسن كان يستحضر الحكايات من كتاب (كليلة ودمنة) ويحفظ امثالاً كثيرة. ويردد دائماً : (لا تقول فول ليصير بالمكيول).
(أبو حسن) كان ولا زال يبصر بعيون زرقاء اليمامة (ولا زال لا يرى اليمن الا سعيداً !) . ويرفض تصديق الوعود، ويردد دائماً: (من جرب المجرب
كان عقلو مخرب). ويضيف : مهر عروستنا: (الوفاق المعجل فـي هذا الوطن المؤجل).
Leave a Reply