عمان – خطا الاردن خطوة الى الامام وخطوتين او اكثر الى الوراء، عندما انتخب برلمانا جديدا يزيد حدة الفرز والاستقطاب داخل المجتمع الاردني، فيخرج للمرة الاولى من مقاعده الاسلاميين الذين كانوا على الدوام حلفاء العرش الى المعارضة، ويستبعد المعارضين الليبراليين واليساريين من العملية السياسية، لمصلحة العشائر والقبائل التي جرى احياء دورها واستنفار عصبيتها، في خطوة تعمق الشرخ القائم اصلا بين ما يعرف بـ”الشرق اردنيين” وبين ذوي الاصول الفلسطينية، وينذر بمواجهات شتى لن تساهم في دفع خطر “الوطن البديل” الذي عاد ليحتل مكانه على جدول اعمال اليمين الاسرائيلي، الرافض لاي شكل من اشكال التسوية للقضية الفلسطينية، والمنادي بابعاد فلسطينيي الداخل من اجل اقامة الدولة اليهودية المنشودة.
وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الأردنية، الأسبوع الماضي، فوز الغالبية الساحقة من الموالين للسلطة، بينهم 13 امرأة والعشرات من الوجوه الجديدة التي تدخل للمرة الأولى إلى البرلمان، وذلك بعد مقاطعة الإسلاميين للانتخابات. ومن مقاعد مجلس النواب الـ120 تم انتخاب 78 نائبا جديدا يصلون للمرة الأولى إلى البرلمان، أما الآخرون فهم وزراء ونواب وأعضاء مجلس أعيان سابقون، حسب ما أعلن وزير الداخلية نايف القاضي في مؤتمر صحافي. وسيضم مجلس النواب الجديد 13 امرأة، 12 منهن فزن وفق نظام “الكوتا” الانتخابية، في المقابل تمكنت ريم بدران وهي كريمة رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، من الفوز بمقعدها عن عمان خارج “الكوتا”.
والغالبية العظمى من المرشحين الفائزين هم من الشخصيات التي تستمد تأييدها من روابط قبلية قوية ومسؤولين حكوميين وأمنيين سابقين لا ينتمون لأحزاب سياسية، ما يضمن للحكومة إقرار برنامجها التشريعي بيسر.
Leave a Reply