شيكاغو – يستمر عداد الموت بإحصاء ضحايا العنف وحوادث إطلاق النار في مدينة شيكاغو، التي تشهد منذ سنوات ارتفاعاً صاروخياً في معدلات الجريمة لاسيما في أحيائها الجنوبية والغربية، حيث الكثافة السكانية من الأفارقة الأميركيين.
وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي قتل 12 شخصاً على الأقل وجرح 74 آخرون في عدة حوادث إطلاق نار نُسبت معظمها إلى العصابات المنتشرة في ثالث كبرى مدن الولايات المتحدة، بحسب صحيفة «شيكاغو تريبيون».
وبحسب الصحيفة فقد أصيب أربعون شخصاً بإطلاق نار خلال سبع ساعات فقط، منهم أعضاء في عصابات، ومنهم عابرو سبيل. وبين مساء الجمعة وصباح الاثنين، أحصت الشرطة 66 إصابة بالرصاص، أما الصحيفة فأحصت سبعين، بحسب وكالة «فرانس برس».
وتنشط العصابات بشكل كبير في الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة، وهي أحياء فقيرة فيها وجود كبير للأقليات العرقية وانتشار واسع لعصابات المخدرات والدعارة.
وتحاول سلطات المدينة، وعلى رأسها رئيس البلدية رام إيمانويل، احتواء الغضب الشعبي المتصاعد بالتأكيد على أن حوادث العنف والقتل بالمدينة قد تراجعت مقارنة بالعام الماضي.
وعقد إيمانويل ورئيس شرطة المدينة أدي جونسون مؤتمراً صحافياً مشتركاً، ووجها خطاباً غلبت عليه العاطفة لسكان المدينة البالغ عددهم 2.7 مليون.
وقال رئيس البلدية الديمقراطي الذي كان رئيساً لموظفي البيت الأبيض خلال الفترة الأولى من عهد الرئيس باراك أوباما –قبل توليه منصبه الحالي– «أرواحنا تتألم بسبب ما حدث في عطلة الأسبوع في بعض أحياء المدينة، شيكاغو لا تستحق هذا».
وأضاف «البعض يضع اللوم على ارتفاع درجات الحرارة في زيادة نسبة جرائم القتل، لكن في الحقيقة الطقس ليس هو من يضغط على الزناد».
ورأى إيمانويل «ضرورة التخلص من الثقافة التي تحاول تبرير (هذه الجرائم) بدلاً من إدانتها».
من ناحيته، قال رئيس الشرطة جونسون «إن مجموعات صغيرة في شرق وغرب المدينة هي المتورطة في ارتكاب جرائم القتل خلال عطلة الأسبوع»، لكنه أقر بأن الشرطة «لم تعتقل أحداً من المشتبه بهم حتى الآن»، مطالباً «الجميع إلى بذل المزيد من الجهد والعمل سوية لإيقاف هذه الأعمال».
وقال المسؤول في الشرطة فريد والر للصحافيين إن بعض حوادث إطلاق النار كانت تستهدف أشخاصاً محددين على خلفية صراعات العصابات. لكن حوادث إطلاق نار عدة وقعت وسط جموع المارة من دون تمييز، حتى أن الرصاص لم يوفر مأتماً في المدينة.
وتقول سلطات المدينة إن السياق العام لأعمال العنف آخذ بالانحسار، وأن حوادث إطلاق النار تراجعت بنسبة 30 بالمئة، وجرائم القتل 25 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي.
وتوجه إيمانويل بنداء إلى السكان لكي يبلغوا عن مطلقي النار، قائلاً «عليهم مسؤولية أخلاقية أن يتكلموا» حتى يأخذ القضاء مجراه.
والجدير بالذكر أن الآلاف من سكان المدينة تظاهروا خلال عطلة نهاية الأسبوع مطالبين بتنحي إيمانويل قبل ظهوره في المؤتمر الصحفي.
وكان الرئيس دونالد ترامب هاجم مراراً رئيس بلدية شيكاغو –الخاضعة سياسياً للديمقراطيين– «لأنه لا يفعل شيئاً لإيقاف ارتفاع معدلات الجريمة والقتل في المدينة»، وقال إنه مستعد لإرسال قوات فدرالية للمساعدة بفرض الأمن في المدينة.
وسجلت شيكاغو منذ مطلع العام الجاري، 318 جريمة قتل، و504 منذ آب (أغسطس) ٢٠١٧ (بينهم 487 قتيلاً من السود)، فيما تم توثيق أكثر من ١,٧٨٥ حادثة إطلاق نار منذ مطلع العام ٢٠١٨.
Leave a Reply