بقلم: مريم شهاب
أنوي جدياً خلع هذه القلنسوة، وأعرف أن كثيرين سوف يستنكرون هذا القول. لكنها حقاً تبدو غبية. ثم هل تتوقعون مني أن أصدق أن الله يهمّه إن كنت أعتمر قبعة كبيرة مدببة أم لا؟ وهل يبالي إذا كانت حمراء أم بيضاء أم سوداء؟ أرجوكم المعذرة
«بابا الفاتيكان فرنسيس»
تشاهد على مفارق الطرقات وعلى صفحات الجرايد والمجلات وشبكات التواصل الإجتماعي إعلانات ودعوات «على حب رسول الله الأعظم محمد، ومولد الإمام الأكرم علي بن أبي طالب»، لحضور حفلات ومؤتمرات في أغلى الفنادق والقاعات. ترى هل سأل أحدهم من وكلاء الدين وأصحاب القلنسوات والعمامات، هل يهم النبي الأعظم محمد هذه المآدب والحفلات؟؟ وهل أن ترديد مآثر الإمام علي وأقواله والإحتفالات بمولده، هل تزيده كرامة وعلواً؟؟ وهذه الأموال التي ينفقها «المتدينون الجدد» الذين نقرتهم مظاهر البطر وأغوتهم الأبهة الباطلة، فيدفعون الأموال الطائلة سفهاً وباطلاً لمثل تلك الدعايات والمؤتمرات لتكرار مقولات ومآسٍ ومجالس عزاء لا ينال منها النبي محمد ولا الإمام علي شرفاً ولا عزاً.
بخلقه العظيم رقق الرسول محمد قلوب أجلاف الجزيرة العربية، وبالعدل ساوى بين المهاجرين والأنصار وعفى عن من آذوه وكذبوه. والإمام علي رغم علمه وقوته كان إمام الفقراء والبسطاء، لكن على عكسه جاء من بعده قومٌ إتبعوا الشهوات. وإشتغل بعض وكلاء الله على الأرض في مباذخ الأرض أو في تقويم الرعاع وتأسيس الجيوش وخوض الحروب والتمرغ في قذارة السياسة.
وتاه الإسلام بين الرعاع والسياسة.
ليس بالمؤتمرات الباذخة ولا ترديد أحاديث وتعاليم قديمة، أعاد البابا فرنسيس الكثيرين إلى الكنيسة، لا زخارف ولا أعلام. ثوب عادي وتقشف وشقة بسيطة وسيارة فورد فوكس صغيرة يتجول بها في روما. بدأ بنفسه قبل أن يدعو جميع الرهبان والراهبات إلى الإكتفاء بالسيارات المتواضعة، «لأن أخواناً كثيرين لكم في حاجةٍ إلى طعام فلا ترفلوا في النعم».
أسست الأم تريزا مملكة البؤساء والمنبوذين بدون حفلات ولا مؤتمرات.
كلام رومانسي أليس كذلك؟؟
نعلم أن الدين ما كان ليقوم ويستمر لولا المال، والمال ليس فقط لبناء الجوامع والمساجد وإقامة مجالس العزاء وحفلات الخطابة ومآدب الأكل والتشريفات.
مثلاً هنا في ديربورن. كم مسجد وجامع وحسينية لكن هل هناك مكتبة عربية عامة؟؟ هل هناك مستشفى أو دار للإيتام أو قاعة العاب رياضية أو ناد يجتمع به كبار السن أو الصغار أو شقق للمهاجرين الجدد من أصحاب الدخل المنخفض.
تكلفة إحتفال واحد بالمبعث النبوي الشريف، لاشك أنها تكفي لدعم مسيرة أكثر من طالب متفوق أو لدعم فنان طموح ومساعدته على تقديم فن راق يليق بثقافتنا كجالية عربية أميركية.
اليد العاملة المثمرة هي التي تعطي لمن يستحق وهي من يحب الله ورسوله والمؤمنون. أم اليد الناعمة مثل الألسن الناعمة فهي مثل الرخام، ناعمة وباردة و«ثقيلة جداً» خاصة وأنها تلقي المواعظ فقط.
Leave a Reply