نيويورك – في وقت استمرت فيه تظاهرات حركة “احتلوا وول ستريت” في عدة مدن أميركية، ومعها حملة الاعتقالات، أعلنت نقابات أميركية دعمها متظاهري الحملة بعدما قررت الانضمام إلى المسيرات الاحتجاجية في مدينة نيويورك ومدن أخرى بينها ديترويت.
وقد أبدت نقابات أميركية رغبتها في دعم متظاهري حملة “احتلوا وول ستريت”. وعن أسباب هذا الدعم، قال قادة النقابات في نيويورك، التي تضم مئات آلاف الأعضاء، إن الشباب الذين يقفون وراء “احتلوا وول ستريت” يتحدثون باسم غالبية الأميركيين المحبطين من وضعية الاقتصاد الأميركي والشركات والبنوك، التي استفادت على ظهور الكادحين.
في هذا السياق، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن زعماء النقابات كانوا حذرين في البداية من احتضان حركة “احتلوا وول ستريت”، إلا أنهم أمطروا المتظاهرين الأسبوع الماضي بمساعدات مثل الخيام والفرش وسخانات الغاز، وأطنان من المواد الغذائية. وانضم المتظاهرون من جانبهم إلى الاتحاد في مسيرات واعتصامات في مختلف أنحاء البلاد.
وتشعر النقابات العمالية بالذهول من نجاح المتظاهرين في التحدث بوضوح وقوة عن القضايا العمالية التقليدية، مثل عدم المساواة في الدخل، إضافة الى أن النقابات بدأت في تبني بعض التكتيكات الجريئة والمهارات الاجتماعية والإعلامية، التي تنتهجها حركة “احتلوا وول ستريت”.
وتعمل النقابات على اللجوء إلى البساطة في رسالتها، إسوة بحركة الاحتجاجات التي انتقدت الثروة “الفلكية” التي تمتلكها نسبة 1 بالمئة من الأميركيين مقارنة مع المعاناة الاقتصادية لـ 99 بالمئة من الشعب الأميركي. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين الاقتصاديين قوله: “نعتقد أن حركة “احتلوا وول ستريت” أعطت النقابات صوتاً ليتحدثوا عمّا يجري في بلادنا اليوم”، مشيراً إلى أن ما يجري إيجابي وضروري.
اعتقالات
وفي موازاة ذلك، قالت شرطة نيويورك، الاحد الماضي، انها اعتقلت عشرين من نشطاء حركة “احتلوا وول ستريت” خلال تظاهرة ضد المصارف. وقال متحدث باسم الشرطة ان “غالبية من تم توقيفهم اعتقلوا لقيامهم بخرق النظام العام بينما اعتقل ثلاثة لتعديهم على رجال الشرطة”.
ووقعت تلك الاحداث بعد ظهر السبت في ساحة فولي جنوب مانهاتن بالقرب من العديد من الابنية الرسمية وبينها مبنى المحكمة الفدرالية ومحكمة استئناف ولاية نيويورك. وبحسب شهود، طلبت الشرطة من المتظاهرين اخلاء بعض الارصفة وابعاد المتظاهرين عن عتبات محكمة الاستئناف ما ادى الى “اشتباكات” مع المتظاهرين واعتقال عشرين شخصا. ولم يحدد المتحدث باسم الشرطة عدد المتظاهرين الذين اخلي سبيلهم لاحقا.
وتأتي الاعتقالات في جو من التوتر اثر تصريحات عدة اطلقها رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ انتقد فيها المتظاهرين. ويخشى بعض المتظاهرين ان يتم طردهم من الساحة التي يعتصمون فيها منذ السابع عشر من ايلول (سبتمبر) قرب بورصة “وول ستريت”. وكان بلومبرغ وصف سلوك المعتصمين بانه “فضيحة” بعد وقوع اعتداء جنسي لم يكن المحتجون ينوون ابلاغ الشرطة بحصوله. واتهمت الحركة رئيس البلدية بـ”الكذب”. كما وجهت صحيفة “نيويورك بوست” الواسعة الانتشار انتقادات حادة قبل ايام للحركة حيث نشرت مقالا بعنوان “كفى!”. كما اعرب سكان المنطقة، حسب الصحيفة، عن ضيقهم بالمحتجين الذين كادوا يكملون شهرهم الثالث رغم تقدم فصل الشتاء.
وفي أتلانتا اعتقلت الشرطة حوالي 20 محتجاً من حركة “احتلوا أتلانتا” أثناء محاولتهم الاعتصام في أحد شوارع المدينة. وذكرت وسائل إعلام محلية ان الشرطة قامت باعتقال المتظاهرين وسط تحليق للمروحيات، أثناء خروج المحتجين من حديقة “وودروف” ولاحقاً أثناء تجمعهم في شارع بيتشتري وسط أتلانتا ليل السبت. وبدأت الشرطة المرابطة قرب الحديقة بالتوجه نحو المتظاهرين الذين بدأوا يهتفون “العار العار” واعتقلت عدداً منهم. وهتف المتظاهرون في مسيرتهم “شوارع من هذه؟ إنها شوارعنا! الشعب الموحّد لا يهزم”.
Leave a Reply