مريم شهاب
فـي دراسة طريفة منقولة عن الأنترنيت بدأت بالسؤال الآتي: أيهما أخف على قلبك كرجل، العمل أم الزوجة؟؟ العمل يوفر لك المال، وزوجتك تستولي على ذلك المال. فـي مكان العمل تستطيع أن ترفع صوتك بالصياح والغضب والاحتجاج، وقد يعود عليك ذلك بنتائج إيجابية. أما مع الزوجة فإنك تخسر معركة الصياح، لأنها تقلبه إلى نواح مستمر بمجرد إحساسها بأن هزيمتها وشيكة.
تستطيع أحياناً أن تزوغ من العمل، أما الزوغان من البيت، فخليك مستور ولا تحاول!!
قد ترضى عليك إدارة العمل وتكافئك على مجهودك، بينما رضى الزوجة غاية لاتدرك. وحتى إذا رضيت عنك الزوجة فإن «حماتك» لن ترضى عنك وتظلّ تنكّد عليك!!
من حسنات العمل أنك قد تتمتع بإجازة سنوية، وعطلات أسبوعية ودينية ووطنية، أما الحياة الزوجية فلا إجازة فـيها، بل أن زوجتك «تلزق» فـيك فـي أكثر الإجازات وقد تجبرك على أن تقضيها مع أهلها هي وعلى مزاجها!! اللهم لا اعتراض ولا رد لقضائك!!
فـي العمل قد تصبح مديراً ويصبح لك مكتب خاص، وسكرتيرة تكذب بالنيابة عنك، أما فـي البيت ولدى زوجتك فستبقى «زوجاً» وبعد أن تكبر فـي السن ستناديك الزوجة «يا حاج»، حتى ولو لم تؤدِ فريضة الحج. يعني الست تعطيك لقب حاج لتكسير مجاذيفك لأنه «راحت عليك» ويا رب حسن الختام!! بالمقابل يا ويلك ويا ظلام ليلك لو ناديت زوجتك بـ«حاجة»، فهي لن تبلغ الأربعين أبداً وذنبك على جنبك إن غازلتها وناديتها «يا حاجة».
الأهم من كل ذلك، تستطيع تغيير العمل، أو تغيير وظيفتك وقت ما تشاء، أما لو أحست الزوجة أن عينك زائغة وأنك تفكر فـي تحويلها إلى الأرشيف مزودة بإفادة كزوجة أولى، عندها حضرتك ستتمنى «العمى وقصر العمر» الذي يمنعك من البصبصة وزوغان العين.
لنفرض أنك كبرت فـي السن أو تركت العمل بسبب الملل والكلل، بدون شك سوف تنال مكافأة نهاية الخدمة أو معاشاً تقاعدياً. ولكن هل يمكنك التفكير فـي التقاعد من الحياة الزوجية؟ الزواج مؤبد والزوجة ستصادر معاشك ومكافأتك.
وهناك جهات عمل تعطي العاملين وثائق تأمين تحوطاً لحدوث مكروه، وإذا حصل المكروه، وذهبت فـي الطريق الذي لا رجعة منه، فإن زوجتك هي التي ستقبض قيمة التأمين وتستمتع به. ولرفع ضغطك أكثر أذكر لك، حكاية الرجل الأمريكي الذي قال يوماً لزوجته: فكرت فـي قتلك قبل 25 سنة ولو فعلتها لكنتُ اليوم قد خرجت من السجن!! بعد كل هذا يا أزواج الستات وأصحاب الشنبات أجيبوا بصراحة: أيهما أفضل زوجتك أم عملك؟؟
لا يفتأ حلم الإنسان فـي تغيير حياته والذهاب إلى مكان بعيد يجد فـيه سعادته المفقودة، يراوده حتى يغادر الحياة. ظلّ عامل المناجم فـي رواية «أبناء وعشاق» للروائي الإنكليزي «د. هـ. لورانس» يجمع ملابسه كل بضعة أيام ويعلن لزوجته التي لا تكف عن مشاكسته، أنه سيهجرها إلى الأبد ويغير حياته. فلا تعترضه ولا تظهر الجزع لاعتزامه أن يهجرها. فما إن يغادر المسكن حتى تبكي ندماً وتخرج إلى الخارج بعد قليل لأداء بعض واجباتها المنزلية فتجد زوجها قد ترك ملابسه فـي غرفة الغسيل وانصرف إلى عمله. فتسعدها المفاجأة وتحتضن ملابسه بحنان وتقبّلها وتعيدها إلى دولاب الملابس. ومساءً يرجع الزوج من عمله فـيجلس إلى مائدة العشاء بلا تعليق وتحنو عليه زوجته. فلا تمضي أيام حتى تتكرر القصة نفسها وبالتفاصيل نفسها وهكذا طوال أربعين عاماً.
Leave a Reply