ربِّ هبّ اليّ من لدنك عملاً صالحاً يقرّبني إليك. هذا ما تؤمن به بعض السيدات من الجالية خلال قيامهن بعملٍ صالح وجليل في «المركز الإسلامي» على فورد رود.
اختارت هؤلاء السيدات العمل التطوعي كل يوم جمعة أسبوعياً، حيث يأتين إلى المركز الإسلامي منذ الصباح الباكر ويقمن بتحضير الكثير من الأطعمة الشرقية اللذيذة، وخبز بعض المعجنات، وخصوصاً، البقعات الطازجة والمميزة، لبيعها لزّوار المسجد والمصلين أو لبعض الطلبات الخاصة خارجه، وهذا العمل يشكّل مورداً مادياً لابأس به للمركز، خاصة وأن هؤلاء السيدات يتبرعن بالوقت والعمل تقرباً لله تعالى، وفي أحيان كثيرة يأتين يوم الخميس لتحضير مايلزم، وفي أغلب الحفلات العامة والخاصة في المركز، هن «الشيف» المجهول في المطبخ في تحضير المآكل الشهية بأيديهن الطاهرة ونفوسهم الكريمة، دونما مقابل مادي، فقط تقرباً لنيل رضى الله ورفع الشكر له له لأنه تبارك وتعالى وهب لهن القدرة على العمل الصالح.
لهنّ التحية والشكر والتقدير.
رضى الله ورضى الوالدين..
«ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه»، هذه الآية المباركة والدعاء الرائع قرأها القاضي سالم سلامة، يوم الخميس الماضي خلال حفلٍ جميل أقامته جمعية برعشيت، ليس فقط تكريماً له وإنما للقاء أبناء بلدته الفخورين به وبنشاطه الدؤوب المكلل بالفوز بمنصب رئيس القضاة في محكمة ديربورن، والذي نتمنى أن يكون هذا النجاح الدرجة الأولى في سلم العطاء والعمل الصالح لأجل أبناء وطنه وجاليته كلها على إختلاف إنتماءتها.
غصت قاعة بيبلوس بأبناء بلدة برعشيت الطيبين، وكان لقاءً حميمياً بين الجميع نسق له بنجاح العديد من شباب البلدة ولهم الشكر لذلك. لكن الشكر الجزيل للقاضي سلامة الذي إشتغل بجد ونشاط وبإرادة صلبة ليصبح رائداً ناجحاً وقدوة لشبابنا وأولادنا ومنية كل أمٍ ليكون إبنها مثله عندما شكر والديه بمحبة الإبن البار بأهله خلال الإحتفال.
تمنىّ الجميع وبصدق للقاضي سلامة التوفيق في منصبه وأن يبقى ذاكراً وشاكراً لنعم الله عليه وعلى والديه، وقادراً على القيام بعملٍ صالحٍ يرضاه الله عز وجل وترضاه الجالية التي أحبته ودعمته بإخلاص.
من كان بلا خطيئة فليرجمه بحجر
عاتبني أحد الأصدقاء وخلال حفلة تكريم القاضي سالم سلامة. لأنني لم أكتب إنصافاً للأستاذ عدنان سلامة، بعدما كتب عنه في صحيفة «صدى الوطن» بقلمٍ قاسٍ..
إن عدنان سلامة صديقي وجاري منذ أيام الضيعة في برعشيت، أيام الأحلام الواسعة والطامحة في لبنان حضاري يحتضن جميع أبنائه. وقد مرّت الأيام ومزقت الحروب الأحلام حتى جمعتنا الأيام هنا في ديربورن. ورغم كل شيء بقي الأستاذ عدنان صديقي وجاري العزيز هو وزوجته الكريمة السيدة أم بشّار، والنبي (ص) وصّى بسابع جار، والجار قبل الدار حتى ولو جار واختار نهجاً سياسياً مختلفاً عني أو عن الكثيرين الذين «تربوا وحلموا سوا». وأنا شخصياً أحترم رأي سلامة كونه صريحاً ومحباً وعاملاً من أجل لبنان حسب قناعته وما يراه مناسباً، تماماً مثلي أنا ومثل اللبنانيين جميعاً في حبهم القاتل لوطنهم. فالكل واقف حول بستان جميل، إسمه لبنان، والكل يريد القطعة الأكبر منه، فدخلوا جميعاً في جدال سقيم وصراع قاتل، أنساهم أنفسهم وشغلهم عن العناية بوطنهم وإنمائه. والنتيجة: كلنا خاسرون، ومن كان منا بلا خطيئة فليرجم الأستاذ عدنان سلامة بحجر.
كل عام وأنتم أحبائي.
هذا المقال سوف يكون الآخير لي لهذه السنة، لأني سوف أغيب عن ديربورن ثلاثة أسابيع قادمة. لذلك أتمنى للجميع ميلاداً مجيداً، وبرجاء أسأل المسيح العظيم أن يكون عيد ميلاده رحمه ونعمة وسلام لكم ولأحبائنا في الشرق والعالم بأسره، وأتمنى لكم أيضاً سنة ميلادية مباركة ملؤها الصحة والعافية وأوزان خفيفة، وعقول كبيرة وقلوب صافية. وكل عام وأنتم أحبائي.
Leave a Reply