ديربورن – «صدى الوطن»
أكثر ما يلفتك في شخصية العميد الركن المتقاعد حسن بيضون هو تواضعه وأدبه الجم، بما يشي أن الأربعين عاماً التي قضاها في السلك الأمني بلبنان، تمحورت بشكل أساسي حول خدمة المواطنين، تمثيلاً حقيقياً للشعار الشهير «الشرطة في خدمة الشعب».
العميد بيضون كان قد تقاعد مؤخراً من الخدمة التي تنقل خلالها بين العديد من المواقع القيادية الأمنية في لبنان، حيث شغل عدة مناصب بينها قائد سرية السجون المركزية في رومية، وقائد القوى الأمنية في مدينة بنت جبيل، وقائد سرية درك أمن مطار بيروت الدولي.
ويحرص بيضون بشكل سنوي على زيارة الولايات المتحدة، وتحديداً منطقة ديترويت التي يعيش فيها أقاربه وثلاثة من أبنائه الأربعة الحائزين على الجنسية الأميركية، فيما تقطن ابنته مع عائلتها في العاصمة واشنطن.
خلال زيارته الأخيرة لديربورن التي تضم الآلاف من أبناء مدينة بنت جبيل والقرى المحيطة، التقت «صدى الوطن» العميد المتقاعد للتعرف على واقع الوضع الأمني في لبنان، من خلال تجربته الطويلة.
يقول بيضون بثقة إن مطار بيروت الدولي هو من أكثر المطارات الدولية أماناً في العالم، وذلك بسبب طبيعة الإجراءات المتبعة، والتقيد بالقوانين والنظم المعمول بها، للحد من الفوضى وتفادي الأخطاء والتجاوزات إلى أقصى الحدود.
ورغم إقرار العميد المتقاعد بتفشي المحسوبيات في العديد من مرافق الدولة اللبنانية، إلا أنه أكد على أن الشرفاء والأوادم من العاملين في السلك الأمني كثيرون، وهؤلاء يضعون مصلحة المواطن اللبناني وكرامته وحماية أمنه في المقام الأول، وقال «خدمة المواطن والمحافظة على احترامه وكرامته هي حق من حقوقه الإنسانية والمدنية والقانونية، وهي تأتي في المقام الأول رغم ما تفرضه التحديات الأمنية في كثير من الأحيان».
ووصف الوضع الأمني في مطار بيروت بأنه «أكثر من ممتاز» رغم الازدحام وكثافة حركة الطيران، وعزا ذلك إلى «الإجراءات الأمنية» التي تعتمد على التفتيش المكثف خلافاً للكثير من مطارات العالم.
إصلاح السجون
كان بيضون قد شغل في الفترة ما بين 2001 و2006 منصب آمر سجن رومية، وعمل خلال خدمته هناك على تحسين أوضاع السجناء وضمان حقوقهم التي يكفلها القانون اللبناني.
وخلال تلك الفترة، اتبع دورة «زائر عالمي» لمدة شهر واحد في الولايات المتحدة، اطلع فيها على السجون الأميركية في 13 ولاية، وبذل جهوداً حثيثة للاستفادة من الخبرات الأميركية وتطبيقها في لبنان.
وقال «عندما كنت في موقع المسؤولية في سجن رومية وضعت في اعتباري إعادة تأهيل السجناء، حيث أمّنا لهم العديد من الخدمات حسب طاقتنا، مثل أجهزة الكمبيوتر والانترنت»، وأضاف أن السجون اللبنانية تتيح لنزلائها اللقاء الدوري بالمرشدين الاجتماعيين والدينيين الروحانيين.
وأقر بوجود بعض الأخطاء مثل السماح للسجناء بالحصول على الأطعمة والأشربة من خارج السجن، مما يفتح باباً واسعاً أمام تهريب الممنوعات والمخدرات.
فخور بالجالية
في سياق آخر، أشاد العميد الركن المتقاعد بمنجزات الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة عامة، وفي منطقة ديترويت بشكل خاص، وقال «لقد أحسن اللبنانيون الاستفادة من الفرص التي توفرها أميركا ولم يدخروا جهداً لتحسين ظروف عائلاتهم ومستقبل أبنائهم وهذا أمر مفرح».
أضاف أن ديربورن تكاد تبدو كمدينة لبنانية، وأن «عندما أزورها كأنني أزور بنت جبيل».
وختم بالقول «امتناني لجميع أبناء جاليتنا اللبنانية الذين يحتفون بزيارة الشخصيات اللبنانية وتكريمها وهذا دليل على كرمهم وأصالتهم وانتمائهم لوطنهم الأم، ولا يسعني في النهاية إلا القول: لي الشرف أن أكون من بنت جبيل».
Leave a Reply