في عينيها حزن دفين وندم على سذاجة كبلتها بعذاب الضمير. عشرون عاماً عاشتها نهاد من عمرها البالغ 51، قبضة زوجها فيها تكلمت، تضربها بعرض الحائط و”تمسح بها الأرض” كي تتنفس. عشرون عاماً تحيى نهاد اللاحياة خوفاً من الموت وتتغذى من فتات الحب المريض فإذا بالوهم سوط يجلدها ويحول حياتها الى “قبر أسود” تعيد مشهد الموت فيه كل لحظة. أما اليوم فهي هاربة تصارع الذكريات التي أثقلت كاهلها بالذل والاعتداءات الجسدية والتشوهات النفسية.. والأمل في الأفق يلوح..
العنف الأسري المتمثل بالاعتداءات الجسدية والنفسية هو أشهر انواع العنف البشري المتفشي في زمننا، ليصبح لغة لا تعرف هوية محددة أو عرقاً أو إثنية، تجمع بين الكثيرات من المعنفات في المجتمعات الغربية والعربية وفي بعض الأحيان لا يستثنى الرجل من الوقوع كضحية.
“ضرب الحبيب زبيب”، و”من ضربك أحبك” أمثال شعبية تربّينا عليها وربما جاءت كتبرير لكثير من حالات الضرب التي تتعرض لها المرأة وتدفعها الى الكتمان بدل الإعلان عنها. فلمن ستشكو من الضرب في حين ان “ضرب الحبيب زبيب”؟..
تتعدد الروايات والوجع واحد، نساء في الجالية العربية يتعرضن للعنف الأسري يومياً، البعض منهن عرفن السبيل للخروج من زواجهن والبعض الآخر لا يزلن يخضعن لأزواجهن المعتدين. أسبابهن عديدة، فكما نعلم، في عقليتنا الشرقية، جزء لا يتجزأ من بناء الأسرة الصالحة هو كتمان ما يحدث خلف جدرانها التي تصبح بعد حين معزولة، لتستشري أشكال العنف بلا حسيب أو رقيب ولتدفع الزوجة الثمن وبالطبع أولادها الشهود هم الوحيدون.
المبدع أبو عنتر
بعد التردد الذي كبل شفتي نهاد التي تعيش في ديربورن، بدأت تروي قصتها مع زواجها السابق الذي استمر 20 عاماً، “أول مرة ضربني “أبو عنتر”، حسبما أحب أن ألقبه، كانت ثالث ليلة من شهر العسل وبعدها صار “الحبل على الجرار” فلا يمضي يوم دون ان أستقبل نهاراتي الجحيمية بلكمة ولبطة وكف وشد شعر، فعصا الممسحة كانت تستخدم لضربي أما الحزام فكان يستخدم لجلدي والكرسي ليخبط ظهري وحتى الطاولة لم تصمد”.
وتضيف نهاد بسخرية: “كان مبدعاً في ضربه لي فلم يتوان عن استخدام شتى أنواع التعذيب وأنا التزم الصمت بدهشة مغفلة، أنتظر اليوم الذي أموت بين يديه لأرتاح”. ترد نهاد سبب رضوخها للعنف الأسري الى تاريخ من الاعتداءات الجسدية التي عايشتها أمها وجدتها، وتقول: “كانت أمي ترى الندوب على جسدي ووجهي لكنها كانت تواجهني بحكمة الصبر، “ان الله يا بنتي مع الصابرين”. لا ألوم أمي لأنها عاشت الاعتداءات الجسدية طوال حياتها في بيت أهلها وفي بيتها ليصبح العنف الأسري جزءاً من ثقافتها وأمراً ظنت أنه طبيعي”. تتنهد نهاد وتسرح في المدى ثم تعود لتقول “أنا اليوم كسرت دائرة القلق وحطمت ثلاثة أجيال تعاملت مع ضرب المرأة على انه امر طبيعي. ولم يفت الاوان عليّ كي انال شهادة جامعية وأعيش أنا وأولادي حياة كريمة بعيداً عن الهمجية والوحشية”.
برامج لمكافحة العنف الأسري
يقدم برنامج مكافحة الجريمة والعنف الأسري في المركز العربي الأميركي (أكسس) خدمات مجانية وموثوقة كالجلسات الشهرية التي تأتي على شكل مجموعات تشارك فيها النساء رواياتهن وهمومهن، كما يقدم الاستشارات النفسية، والعلاج النفسي، وادارة الحالات الخاصة، والخدمات القانونية، والقسائم الغذائية بالاضافة الى مساعدة ضحايا التحرش الجنسي والاغتصاب وجرائم الكراهية والسرقات والاعتداء وجرائم أخرى.. يُموَل البرنامج من قبل “التحرك ضد الجريمة” و”لجنة خدمات ضحايا الجريمة”، كما يساعد بعض الأطباء والمحامين والمعلمين في صنع التغيير من خلال تقديم يد العون لضحايا العنف الأسري في البرنامج.
قالت المشرفة على برنامج مكافحة الجريمة والعنف الأسري في “أكسس” منى مكي: “لاحظ البرنامج ارتفاعاً في اعداد حالات العنف التي تتعرض لها النساء العربيات في الجالية العربية، وللأسف فان القضية تبقى قيد الكتمان بسبب خوف الكثير من النساء الحديث عن معاناتهن في العلن”. وتضيف مكي: “عملت مع ضحايا من النساء العربيات ممن تعرضن للطعن الجسدي ولطلقات نارية وللاغتصاب من قبل أزواجهن وعلى مرأى أولادهم”.
وفي تحليل لنفسية الاشخاص الذين يمارسون العنف الأسري، تقول مكي: “هم مريضون نفسياً وعندهم نقص بشعور الأمان وشخصيتهم ضعيفة وسطحية وثقتهم بالنفس سلبية والكثير من المشاكل النفسية الاخرى التي تدفع المعنِف الى تفضيل الحلول العدوانية تجاه الشريك وافراد الأسرة”.
وتؤكد مكي على ان مشاهدة الاولاد للعنف الاسري دون ان يتعرضوا له شخصياً قد يؤدي الى الاحباط وقد يصل الأمر بهم الى الانتحار. وتضيف مكي: “المشكلة الأساسية التي تلمستها من خلال معاينتي لضحايا العنف، هي النقص الثقافي والمعرفة القانونية عند المرأة العربية حول حقوقها الزوجية”.
وتصنف مكي العنف الاسري الى عدة انواع منها: “العنف الجسدي، العنف الجنسي، العنف الكلامي، العنف العاطفي، العنف الاقتصادي، العنف الروحي، والعنف المادي الذي يكون الزوج فيها متحكماً بالوضع المادي في الزواج بالاضافة الى العنف الديني الذي يكون الرجل فيها متحكماً بحرية المرأة من حيث ممارسة الامور الحياتية البسيطة كتلك التي تتعلق بالخروج من المنزل وغيرها”.
ثلاثة نساء روين بعضاً من تفاصيل حياتهن الزوجية التي ترافقت مع اعتداء كلامي واعتداء جسدي على مدار سنوات كن فيها ضحية للعنف الأسري. وانضممن الى برنامج مكافحة الجريمة والعنف الأسري في “أكسس”. وبالرغم من العنف الذي تعرضت له تلك السيدات، الا ان الطموح لا يزال ينبض حياة. واستطعن بعد ان تحقق الطلاق ان يكملن مسيرتهن بعزيمة أقوى وايمان أعمق.
“إياكِ والخوف من كسر دائرة الصمت”
كانت اقبال، 38 عاماً، وتعيش في ديربورن هايتس، تظن أنه لا يوجد أحد عايش مثل ظروفها القهرية مع زوجها السابق، الى ان انضمت الى البرنامج في “أكسس” لتجد أنها ليست وحيدة.
استمر زواج اقبال 14 سنة، واجهت فيها أنواعاً متعددة من الاعتداءات الجسدية بدأ بضرب الكف وصولاً الى الدفع واللكم ورمي قطع الأثاث عليها. تروي اقبال قصتها بتحفظ وريبة وتقول: “لا أزال حتى اليوم أجد صعوبة في تصوير الحالة التي كنت أعيشها في زواجي السابق، فأشعر بالعار من ذنبٍ لم أقترفه. عشتُ على مدار 14 عاماً على أساس أنني ارتكبت جريمة”. وتضيف في حيرة: “لكنني حتى اليوم لا أعرف ما هي الجريمة التي أقترفتها لأسجن في بيت معزول ويحرم عليّ العيش الكريم. في سجني أصدقائي كانوا أولادي الشاهدين على تعنيفي اليومي”. تصف اقبال زوجها السابق على أنه من الصنف الغيور فلا تذكر طيلة مدة زواجها أنها قصدت المحال التجارية للتسوق وتقول: “لو كان بمقدور زوجي السابق تحديد الأوكسجين عليّ لما توانى عن ذلك. ففي محاولته الى عزلي، منعني من الحصول على سيارة، بالرغم ان أوضاعه المادية كانت تسمح له بشراء اكثر من سيارة”.
أما اليوم فاقبال تتابع دراستها الجامعية في مجال الطب واستطاعت الحصول على وظيفة تساعدها على تأمين مستلزمات الحياة لها ولأولادها وتقول اقبال: “حلم حياتي سوف يتحقق، فلطالما أردت أن أصبح طبيبة نسائية، وأقول لكل امرأة تتعرض للاعتداء الجسدي اياك والخوف من كسر دائرة الصمت، اليوم قبل غد”..
يضربني.. ثم يبكي معتذراً
لم تقدر زينب، 44 عاماً، وتعيش في ديربورن، على تمالك نفسها وهي تروي قصتها مع زوجها السابق. تتلعثم الكلمات على شفتيها والدموع تتساقط بغزارة على وجنتيها الهزيلتين وتقول: “الوجع في قلبي كبير، أكبر من ان يحمله قلب انسان، لكنني على الله اتكلت وسلمت أمري للقدر”. تزوجت زينب في سن مبكرة ودام زواجها 22 عاماً، “لا أعرف كيف مرت هذه السنين التي تخللها ضرب زوجي السابق لي يومياً وفي بعض الأحيان أكثر من مرة في النهار الواحد. وعند كل اعتداء كان يعتذر مني ويطلب السماح وهو يبكي لأنه لم يستطع تمالك نفسه”.
وتضيف زينب: “عندما كنت أرى دموعه كنت أشعر بالذنب ولكن لماذا؟ أنا لم أقترف شيئاً، كان يأتي الى الغرفة دون القاء السلام عليّ ويشدني من شعري ويبدأ بلكمي وضربي حتى أفقد الوعي أحياناً”. عند هذا الحد توقفت زينب عن الاسترسال في نبش الذكريات، أغمضت عينيها لوهلة وأخذت نفساً عميقاً وقالت: “لا يهم الماضي حتى لو كان في القلب يوجع، المهم أنني خرجت سليمة من وضع غير طبيعي وهذه السنة أتخرج من الجامعة باجازة في المحاسبة والحياة تستمر”..
“لستِ وحيدة يا ملاك”
“بالرغم من أن أمنية زوجي السابق كانت أن يراني في الشارع مشردة بعدما هربت من البيت وتحقق الطلاق، الا انني أثبت أنني أستطيع العيش وحدي مع اولادي وبكل مسؤولية”. تقول ملاك وفي عيونها نظرة استشراس على الحياة وعلى الظروف القاهرة التي عاشتها.
ملاك، 34 عاماً، وتعيش في ديربورن هايتس، استمر زواجها 11عاماً، تقول: “أجبرني زوجي السابق على ترك الدراسة ومنعني عن العمل وأغلق أبواب البيت عليّ بالمفتاح كي لا أخرج الى أي مكان. كان يناديني بـ”الغبية والهبلة” ويضربني حتى يدبغ جسدي باللونين الأزرق أو الأسود وذلك على مرأى من اولادي الذين كانوا يقفون متصبرين ولا تصدر عنهم كلمة”. وتضيف ملاك: “كنت دائماً أسمع صوتاً في رأسي يقول لي “لستِ وحدك يا ملاك”، احضن أولادي وأحياناً ادعوا الله أن لا يطل النهار الآتي. وبعد مرور سنين على الاعتداءات الجسدية التي كنت أتلقاها بشكل شبه يومي قررت الرحيل”. تقول ملاك أنه على كل امرأة تقع ضحية العنف الأسري أن تبدأ بوضع “خطة للرحيل”، كما ان هنالك العديد من المؤسسات الاجتماعية التي تقف الى جانب المرأة المعنفة وتدافع عن حقوقها، فلا داعي للخوف بعد الآن”..
هل يتعرض الرجل للعنف الأسري؟
هنالك رجال عرب يتعرضون للعنف المنزلي من قبل زوجاتهم، ومنهم من لجأ الى برنامج مكافحة الجريمة والعنف الأسري في “أكسس” طلباً للمساعدة. وفي هذا الخصوص، تقول مكي: “الكثير من الرجال يتعرضون للعنف الأسري، الا أنها حالة أشد تعقيداً من تلك التي تتعرض لها المرأة كوننا نعيش في مجتمع ذكوري يكون الرجل فيه هو المتحكم بالأسرة وليس العكس. كما أن هناك خوفاً من وصمة العار التي قد تطال الرجل المعنف في حال ابلاغه عن قضيته معتبراً ان في ذلك انتهاكاً للرجولة”.
تحديات كبرى بعد الخروج من العلاقة العنفية
تقول مكي: “في الجالية العربية هنالك فهم خاطئ لكيفية التعامل مع العنف الاسري وهنالك نقص في الدعم المعنوي لضحايا العنف الأسري”. وتضيف مكي: “لم أصادف أحداً من الناجين من العنف الاسري الذي يندم على الرحيل، لكنهم يواجهون العديد من التحديات والمصاعب”. وتؤكد مكي على ضرورة أن يعرف ضحايا العنف المنزلي ان “هنالك احداً يهمه الامر وان هنالك برامج دعم موجودة خصيصاً من اجلهم، فيصبح من السهل عليهم الرحيل والاستمرار في الحياة”.
تقول إحدى الضحايا: أيتها المرأة المعنفة، لا تخافي أن تطلقي الصوت عالياً وتقولي “كفى”. ففي العنف الأسري دمار وتشتت ودوامة ظلم لا تنتهي.
الخوف مبرر، لكن الصمت في مثل هذه الحالات يجعل من حياتك سجناً قاهراً. فلا تخافي من تحطيم الجدران المعزولة لأن الحياة الكريمة حق لك وعليك..
الرأي الشرعي في العنف المنزلي
هنالك بعض الأزواج الذين يحاولون تبرير ضربهم لزوجاتهم استناداً الى آيات قرآنية قد تبيح ظاهرياً ضرب الزوجة. ولدى مناقشة هذا الموضوع مع سماحة السيد محمد باقر الكشميري، الوكيل الشرعي ومدير مؤسسة “إمام”-مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في أميركا الشمالية، تبين أن الكثيرين يتداولون فهماً خاطئاً لمعاني الآيات القرآنية ومضامينها الانسانية العميقة. ويتحدث السيد الكشميري في هذا الصدد:
أولاً، نظام العقوبات، كأصل هو موجود لدى سائر الأقوام والأمم والديانات والحكومات بغض النظر عن حيثياته وتطبيقاته سلباً وإيجاباً. والاسلام ليس بدعاً فنظام العقوبة والتأديب هو جزء منه. وقد فصّل كيف ومتى وتحت ظل أي شروط وعلى يَدي مَن يتم العقاب.
ثانياً، إن الاسلام يحرّم الاعتداء على الآخرين حتى لو كان بكلمة بسيطة جارحة فضلاً عن الضرب. فقد جعل للمؤمن حُرمة عظيمة حتى جاء في الحديث الشريف: “حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة”. قال تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
ثالثاً، كلمة (ضرب) التي وردت في الآية الشريفة هي ليست موجهة للمرأة انما هي موجهة الزوجة الناشز. غاية الأمر، كما قلنا في المقدمة، هناك نظام عقوبات ونظام تأديبي لغرض التربية. وفي هذا النظام علينا أن نتعرف على معالمه؟ وما هي صلاحيات المنفذ؟ وما هي شروط التنفيذ؟ وما هي حدود التنفيذ؟
فالله تعالى يقول {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} وقد يحتاج الرجل نفسه الى مؤدب. وما المانع إن كان المؤدب هي المرأة إن وجدت الشرائط؟ إذن التأديب لم يخصصه الشرع للذكر دون الأنثى إنما خصصه للزوج في اطار عقد الشراكة الزوجية وللأب في اطار نظام الاسرة. وكلاهما يجوز في ظروف معينة وفي حدود معينة. علماً ان بعض الاسر يتم فيها عنف من قبل المرأة نفسها ويكون الرجل هو الضحية! فإن كان الزوج هو الناشز فصلاحية التأديب ترفع الى الحاكم الشرعي وهو الفقيه الجامع للشرائط ليضغط عليه فإن لم ينفع كان له الحق في تطليقها منه من باب الولاية الشرعية وهو أمر يختص بالفقيه الجامع للشرائط فقط دون سواه مطلقاً. ومن الشروط أن لا يكون الضرب للتشفي والانتقام إذ هو حرام. ومنها أن لا يترك أثراً من احمرار او اسوداد فإن فيه كفارة بل دية وقد يصل الى قصاص. ولذا ذكر القرآن في قصة أيوب لتحقيق قسمه في موضوع كان جانب منه الضرب {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ} فكان باقة من سويقات الشعير. كما سئل الإمام الباقر عليه السلام عن وسيلة الضرب فأجاب: “الضرب بالسواك”.
فالزوجة (وليس الانثى بشكل عام) حينما تتخلف عن حق زوجها من الاستجابة له في الفراش من دون سبب او علّة (وهو الحق الوحيد له عليها إذ لا وجوب عليها أي شئ عدا ذلك فان ما تقوم به نساء مجتمعنا هو من كرم اخلاقهن ومن حسن العادات والتقاليد ليس إلا) أعطى الشرع للزوج حق استخدام الضغط من دون اخراج القضية الى خارج المنزل وضمن تدرّج. فالمرحلة الأولى هي {فَعِظُوهُنَّ} باللسان واللحن والتحذير. فإن لم ينفع فالمرحلة الثانية {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} أي عدم المبيت عندها وهو حق من حقوق الزوجة بغض النظر عن الحق الجنسي. وهذا عامل مؤثر جداً وضاغط على الزوجة حيث انها تشعر بالامن والاستقرار والدفء والحماية حينما يبيت الزوج في منزله. فان لم ينفع فآخر وسيلة بيتية هي {وَاضْرِبُوهُنَّ} بشرط {فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} فان لم ينفع {فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} فان لم ينفع فحينئذ أبغض الحلال.
لقد ذكر علماء النفس شيئاً عن المازوشية (حب المرأة للألم) التي تصيب بعض النساء. وهي حالة نفسية تحصل لدى بعض النساء التي يهمها أن تستشعر أنوثتها بوقوعها فريسة لفحولة وقوة وصلابة الذكر. وعادة ما يصاحب ذلك الاستعلاء الذكوري وممارسة الرجل فحولته باستخدام القوة والضرب فتستلذ المرأة وتشعر بأنوثتها. كما ان هناك من علماء التربية من يرى ضرورة الضرب المدروس لغرس التربية حيث هناك حالات لدى بعض الأطفال لا يمكن رفعها الا بممارسة القوة لكن في نطاق محدد.
Leave a Reply