بقلم: صخر نصر
بضعة أيام ونحتفل بعيد الفطر السعيد، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة، مرت أيام الشهر الفضيل وكانت حافلة بالمآسي ففي سوريا يتواصل سيلان الدم والحرب الضروس، وفي العراق لا يزال «الداعشيون» يقطعون الرؤوس ويهدرون دماء الناس ويهجرون من لا يتناسب وفكرهم التكفيري وطرد غير المسلمين، والوطن إلى تمزق تحت شعارات مختلفة، واليمن السعيد لازال يعاني من القتال وأنباء القتل اليومية، وكذلك ليبيا التي لا تزال تئن من جراح «الحرية» التي نشدها أبناؤها فما نالوا إلا الشرذمة وانعدام الأمن والنوم على نغمات أزيز الرصاص ودوي القنابل.
في الشهر الفضيل هاجمت اسرائيل غزة المحاصرة موقعة مئات الشهداء، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، عائلات بأكملها قضت تحت حطام الأبنية وقذائف الطائرات، أبنية سويت مع الأرض، وأمة بني «قحطان» تتشاور حول اجتماع لم ولن يحصل لنصرة غزة الجريحة المحاصرة، مكتفين بالدعاء إلى الله أن ينصرهم على بني إسرائيل، ولم يكتف العرب بذلك بل بعضهم شمت بالغزاويين، لهذا السبب أو ذاك، ناسيا أن الجميع عرب ولا ينظر الآخرون إليهم إلا بهذا المنظار.
تهافت العالم وبدأ بالتحرك عندما صمدت المقاومة الفلسطينية وعندما بدأت وسائل الإعلام تتداول أنباء عن أسر جندي إسرائيلي وقتل وجرح آخرين، والعرب لم يتحركوا، ففي رمضان شهر الرحمة والتراحم، العرب صامتون، صائمون عن الكلام والمواقف المشرفة، شقيقتهم فلسطين تذبح، وهم صامتون، لوأن بلدٍا عربياً فكر بالاعتداء على بلد آخر لهب العرب جميعا تنديداً وشجباً وتهديداً وربما عزلاً من جامعتهم المريضة، لكن من أجل الغزاويين لا أحد مهتماً، الجميع مشغولون، يناقشون ويتسمرون خلف الشاشات ويتهيأون لدفع كلف الحرب، بعضهم سيعوض العرب، وكثر سيعوضون إسرائيل..
انقضت أيام رمضان المبارك والناس هنا في ديربورن يتحضرون للقاء العيد والذي اتفق عليه مبدئيا يوم الاثنين، وكما علمت بأن المذاهب ستعيّد مع بعضها أيضا كما صامت مع بعضها، هذه البادرة الطيبة جداً والتي تدل على وفاق غير مسبوق، نأمل أن يستمر ويكون درساً للآخرين خلف البحار، حيث يشتد الخلاف ويتعاظم لدرجة الاحتكام إلى حد السيف، ومن هنا نقول لهم يا إخوتنا، تعالوا لنتفق مع بعضنا ففي الإتفاق قوة لنا جميعاً، كلكم على حق، لنتفق على فعل الخير والمحبة والإخاء والتسامح كما أمرنا الدين الحنيف، ولنترك أمورنا الخلافية جانبا لنعش في محبة ووئام ولتعود أمتنا إلى موقعها الفاعل بين الأمم. وكل عام وانتم بخير.
Leave a Reply