الشعب يريد المعادلة الذهبية ق-٣: عودة شبه جزيرة القرم إلى حضن الأُمِّ الروسيَّة, ورجوع القَلَمون إلى تراب الوطن السوري وإعادة «الحكومة الشبطينية» إلى حضن.. بيتها!
لم ينتبه الكثيرون لكلام الرئيس بشَّارالأسد الهام والمحقٍّ، منذ أيام، عندما أعلن أنَّ سوريا أنهتْ عصر الأحاديَّة القطبيَّة التي جعلت الولايات المتَّحدة تتحكَّم بالعالم بعد انهيار الإتِّحاد السُّوفياتي، والذي كان فعلاً أكبر مأساة تقع في القرن الحادي والعشرين كما قال «أبو علي بوتين»، بغضِّ النظر عن موقفنا من الشيوعيَّة. ذلك لأنَّ وجود الإتِّحاد السُّوفياتي مع حلفائه شكَّل توازناً دولياً كان يصبُّ في صالح دول العالم الثالث وكتلة عدم الإنحياز وقضاياها العادلة ومنها القضية العربيَّة المقدَّسة، فلسطين، حتَّى ولو لم يكن الدعم السوفياتي بنفس قوَّة وحجم الدعم الأميركي لإسرائيل لكن موسكو الشيوعيَّة أقامتْ، على الأقل، ردعاً دوليَّاً سمح للدول النامية وقوى التحرُّر الناشئة حديثاً بتحقيق مكاسب خصوصاً في زمن الزعيم جمال عبد الناصر إلاَّ أنَّ نظام العائلة في الحجاز كان من أشدِّ المناوئين والمتآٓمرين على الحكم الوطني في مصر حيث جنَّد آٓل سعود كل إمكانياتهم ضد الشيوعية «الملحِدة» وعملوا على تأمين بيئة خصبة حاضنة للفكر التكفيري الظلامي الذي يدَّعون اليوم وضعه على لائحة الإرهاب بعد فوات الأوان. ولن ينفع أبناء سعود تملُّقهم لمصر اليوم بعد أنْ كانوا من أكبر أعدائها.
ومع إعلان بوتين ضم القرم إلى روسيا بعد الإقتراع الموافِق على انفصال الجزيرة عن أوكرانيا، يكون قد دشَّن عصر تعدُّد الأقطاب في العالم وانتقم من تفتُّت الإتِّحاد السوفياتي، أمَّا أوروبا والولايات المتَّحدة فلم يكن أمامهما إلاَّ الحديث عن عقوبات قد تقابلها عقوبات روسيَّة أشدُّ مضاضة، وإطلاق مواقف منافقة تكيل بمكيالين وبشكلٍ غير مسبوق. فهما يحاربان روسيا بقرطة نازيين ومتطرفين يمينيين جدد في أوكرانيا، ويعتديان على سوريا بجماعات «القاعدة» الاجراميَّة الإرهابيّْة. بالنسبة لسياسة الغرب «العوراء» فقلْع رئيس مُنتخَب في أوكرانيا وطرده من قبل الغوغاء حلال بحلال، كذلك خلق دولة ككوسوفو من لا شيء وتفتيت يوغوسلافيا، بينما عزْل محمَّد مرسي في مصر مع «إخوانه» المنحرفين فمسألة محرَّمة! كما أنَّ انفصال جنوب السودان مفهوم أمَّا استقلال القرم فمفروم!
وقد تصادف الإستفتاء على الإستقلال في القرم مع إنتصار الجيش العربي السوري والمقاومة في مدينة يبرود الحصينة ثم تحرير رأس العين والحصن مما يعني أنَّ بوتين لم يساوم على سوريا مقابل القرم بل ربَّما قد يساهم موقفه ورد فعل الغرب عليه بتعزيز إنجازات الدولة السورية التي ستتمكَّن من استعادة باقي المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، وأهمُّها المدن الحدوديَّة مع لبنان مثل فليطا ورنكوس (حيث ستُنكَّس فيها الرؤوس) التي شهدت تهريب أسلحة منذ بداية الأزمة قبل ٤ سنوات وعبور سيَّارات الإنتحاريين، ثم إجراء إنتخاباتٍ رئاسيَّة المرشَّح الأكبر فيها هو الرئيس بشَّار الأسد نفسه الذي اعترفَتْ كبريات الصحف الأميركية، نقلاً عن مصادر سياسية وعسكرية في إدارة أوباما، أنَّه قد ربح الحرب! الغرب «إنقرم» فعلاً من الخطوة الروسيَّة باستعادة دورها وسيادتها مما سينعكس إيجابياً على العالم كله.
وفي «شبه الوطن» لم نعرف ماذا استفاد السنيورة وسليمان وجماعة «الدروندي» في «قرطة حنيكر الآذارية» من محاولة عدم تضمين البيان الوزاري كلمة مقاومة، التي هي ليست بحاجة أصلاً إلى بيان وزاري أو إِذنٍ من أحد، خصوصاً من مزاولي مهنة بيع الوطن! فالقافلة «ماشية» أصلاً ولا أسف على هكذا حكومة شمطاء فيها وزير داخليَّة غير صالح يلقي بياناً حزبياً فئويَّا في مؤتمر وزراء الداخليَّة العرب يحمِل فيه على المقاومة وإيران ويصوِّر إرهابيي «القاعدة» بأنَّهم ثوارٌ. الظاهر لم يقرأ مذكَّرة أسياده حول الإرهابيين ولا يعرف «حاله عن مين عم يحكي»!
ليتعظ الأغبياء من إقتحام المقاومة الأسطوري لـ«خط بارليف» الصهيو-تكفيري في يبرود وتحقيق المعجزة الثانية بعد القُصير حيث وحدات «الموساد» كانت تقاتل هناك ممَّا قضَّ مضجع العدو الإسرائيلي المتوجِّس من إكتساب المقاومة خبرة ميدانية عسكريَّة هائلة في سوريا. وهذا هو سبب غضب «صغار ١٤ آذار» الحقيقي نيابةً عن إسرائيل خصوصاً بعد الكمين الذي قتل وجرح جنوداً لها في الجولان وقبلها في شبعا واتِّهام تل أبيب لـ«حزب الله» بالعملية المحترِفة «النظيفة» ردَّاً على الضربة الإسرائيلية «غير المعلنة» على موقع الحزب في جنتا، مقابل صمت الحزب المطلق حول عمليتي شبعا والجولان والذي أذاق العدو من مذاقه. إسرائيل في مأزق كبير جدَّاً مع المقاومة وهي أخطأت التقدير وارتكبت خطأً استرتيجياً فتحتْ عليها أبواباً مُغلقة، فإذا فُتِحَتْ جبهة الجولان فلن تعرف الفكاك منها. ويتجلَّى تخبُّط تل أبيب باستخدامها تعبير «الرَّد في الزَّمان والمكان المناسِبَين». يا ألله ما أعظم هذه المقاومة التي ثأرت لأجيالنا وما أحقر صيصان كونداليسا والفتافيت التي تتطاول عليها!
السبب الثاني لسخط جماعة ١٤ الشهر يعود لأنَّهم خسروا كل شيء حتى تاريخ ١٤ آٓذار فهو اليوم الذي تحررتْ فيه يبرود وتصدَّرتْ المقاومة البيان الوزاري رغماً عن أنف سليمان والمشنوق وريفي والسنيورة وأولياء نعمتهم. لقد خسروا الدنيا والآخرة، صحَّتين.
والمضحك في الموضوع أنَّ المغترب السعودي سعد الطائر صرَّح مع فتفته «غرسون» جنود العدو في «قهوة مرجعيون للخيانة الوطنيَّة»، أنَّ المعادلة الثلاثية للشعب والجيش والمقاومة إنتهَتْ إلى الأبد في البيان الوزاري. ويبدو أنَّ العمى السياسي ضاربٌ أطنابه لدى قرطة «الدروندي» الصغار لأنَّ سعدو وفتفت صوَّبا نيران حقدهما على المقاومة بعد يومٍ واحد فقط من نصرها الأسطوري الإعجازي في يبرود. هل هناك أغبى من ذلك؟! أما جائزة «أوسكار» في الكوميديا فتعود إلى حزب «الكتائب» الذي ضرب «غنجة» والذي هدَّد بالإستقالة بعد تضمين كلمة مقاومة في البيان ليضارب على موقف «القوَّات المعرابيَّة»، ثم رضخ لرغبة العالم الذي هبَّ إلى التظاهر والإعتصام والإحتجاج والإضراب عن الطعام حتى يعود سامي عن قرار الإستقالة!! وكم كان ممتعاً ومسليَّاً الاستماع إلى «غلام الكتائب» في البرلمان بحيث تفوَّق على الكوميدي البريطاني بيني هيل! أصلاً كانت جلسة «الثقة» عاراً على الديمقراطية حيث لم تسقط حكومة في البرلمان في كل تاريخ هذا البلد المقروم ولا أدري لماذا يطرحون الثقة بحكومة كان قرار إنشائها والإتِّفاق عليها خارجياً مثل كل قرارات بلد «خيال الصحرا»؟!
قال «متل ما الله معطيهن» تُعقد جلسة لمجلس النوَّاب لطرح الثقة بريفي ومشنوق وحرب وشبطيني الخلقيني!! لا هكذا مجلس «نوائبه» مفسودون منذ زمن ويمرِّكون رواتب وفوائد على ظهر الشعب اللبناني بلا غلَّة ومن دون طائل يمكنه ان يمحِّض الثقة لأحد، ولا هكذا حكومة تجمع بين الماء والنار تستحق إعطاءها الثقة قبل أنْ تصبح بحكم المستقيلة خلال شهر ونصف. لذا أنا أدعو لاستفتاء لاستقالة الكيان الجهيض وانضمامه إلى حضن الوطن السوري لأنَّ من يتآمر على مقاومته ويمزِّق صور أسياده هو كيان باطل. وباطلٌ هذا البرلمان الذي يسمح للمدعو خالد الضاهر وأحمد فتفت بالكلام السيِّء الذي هو صفتهما!
لكن الأنكى من الكل هو وزير «زعران طرابلس» المعادي للعدل الذي كاد يختنق من غصَّته بعد تحرير يبرود منتقداً الإبتهاجات الإستعراضيَّة بالنصر الإلهي في القلمون لكنه التزم الصمت يوم وزَّع أعضاء، في ميليشياته، الحلوى على النَّاس في طرابلس بعد تفجير الضَّاحية الجنوبيّة كما يسكت اليوم أيضاً عن الإعتداء على الجيش اللبناني في طرابلس بالقذائف والعبوات الناسفة من قبل نفس «زعران الأحياء» الذين يحميهم وهو وزير عدل (بلا زغرة). كذلك صرَّح ضد حصار بلدة عرسال التي تعجُّ بالإرهابيين متناسياً خنق جبل محسن منذ عامين وإطلاق النار وتكسير أرجُل العلويين، وحتى السُنَّة الساكنين في الجبل. إنَّهم عناتروأقوياء على الأرجُل والأقدام! لقد تم كشف ١٥ سيارة مفخَّخة في يبرود ومصانع للمتفجرات والتفخيخ المتوجِّه إلى مناطق المقاومة وهذا ما حُكماً يدعو للإبتهاج والفرح وليمت الحاقدون بغيظهم.
هدف الإعتداء على الجيش بهذا الشكل الخطير وغير المسبوق هو لمحاولة طرده من الشمال بعد دخول الجيش إلى عرسال ولا نعرف إذا كان سيلقي القبض على المجرم القاتل للعسكريين علي الحجيري المحكوم بالإعدام وإبن عمِّه «أبو طاقية» المتعاون مع المخطِّطين للسيَّارات المفخَّخة الذي بشَّرنا إبن المشنوق أنَّه اختفى من البلدة. كما ونأمل إيقاف صواريخ الغدر على الهرمل واللبوة وبعلبك. عرسال جنَتْ ما حصدَتْ من فتن ومؤامرات ونُكران جميل لسوريا، لكن رغم كل هذا يقوم المغترب السعودي بإعلان دعمه المطلق لها وتتحرك قرط «الدروندي» من «١٤ آٓذار» لقطع الطرقات من أجلها ويهدِّد الصاروخ المبشَّر بالنار بحصار كل لبنان.
بعد عرسال يجب معالجة وكر الإرهاب في طرابلس والطريق الجديدة وغيرها حيث تكمن الفتنة بعد الذي شهدناه في طرابلس من تمزيق وإحراق صُوَر وإطلاق هتافات طائفية عنصريَّة (أحرق الله وجوههم بنار جهنَّم) ويجب عودة التنسيق بين الجيشين السوري واللُّبناني لضبط الحدود وتفعيل المعاهدات الأمنيَّة بين سوريا ولبنان التي أهملها نجَّار بعبدا المهتم بالأخشاب. ويجب أخيراً أنْ يرتد المشنوق عن التطاول على أبناء بريتال والنبي شيت وأهل البقاع الشرفاء فلا يساوي الخبثاء بالطيبين. الظاهر مش عارف حالو مع مين عم يحكي!
Leave a Reply