أخفق مجلس ديربورن التربوي، الاثنين الماضي في تعيين عضو بديل عن رئيسة المجلس السابقة مريم بزي إثر تعيينها قاضية في محكمة وين بقرار من حاكم الولاية ريك سنايدر. وحددت رئيسة المجلس ماري لاين 19 الشهر الجاري موعداً لإعادة التصويت، وفي حال لم يتمكن المجلس من تعيين عضو جديد في غضون 30 يوماً من استقالة العضو السابق، سيتولى «المجلس الإقليمي للتعليم في مقاطعة وين» (ريسا) مهمة تعيين البديل.
ولم يتمكن أي من المرشحين الستة الحصول على الأصوات المطلوبة لإعتماد مرشح في المنصب الشاغر، فقد حازت المرشحة العربية الأميركية سيليا ناصر على 3 أصوات، كما نالت روكسان ماكدونالد صوتين اثنين، في حين امتنع عضو المجلس حسين بري عن التصويت بدون إبداء أية أسباب.
موقف بري ربما يخالف –بادئ ذي بدء– مبدأ عضوية المجلس ومهامه، الذي يحتّم على العضو المنتخب من الشعب التصويت لصالح هذا المرشح أو ذاك، إلا في حال كان أحد المرشحين من عائلته، أو لأسباب قانونية واضحة.
اكتفاء بري بالوقوف على الحياد، أثار الكثير من التساؤل والاستغراب في المجتمع المحلي، وفي أوساط الجالية العربية التي دعمت ترشحه ومكنته من الانضمام إلى عضوية مجلس ديربورن التربوي، خاصة وأن ابن الجالية لم يفصح عن الأسباب الحقيقية لموقفه ذلك. ونحن بدورنا ندعو السيد بري إلى اتخاذ موقف ريادي وحاسم ضد ماكدونالد، صاحبة الصوت الحاسم في حرمان المربي الراحل عماد فضل الله من مقابلة مع المجلس، قبل نحو سنتين، في إطار تعيين مشرف عام جديد لمنطقة ديربورن التعليمية، حينها نال فضل الله ثلاثة أصوات لترشيحه للمقابلة المطلوبة فيما صوّتت ماكدونالد ضده بشراسة غير معهودة.
ومرة أخرى، لماذا الإصرار على العضو السابقة روكسان ماكدونالد التي تركت المجلس بملء إرادتها وقررت خوض الانتخابات النيابية في ولاية ميشيغن في مواجهة المرشح العربي الأميركي عبد الله حمود؟ وبعد خسارتها الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، شجعها مناصرون لها بخوض انتخابات المجلس البلدي، ولكنها اعتذرت عن دخول السباق، بدعوى أنها «ستكرس الصيف بأكمله من أجل عائلتها»، بحسب ما جاء في أحد منشوراتها، على صفحتها في فيسبوك، في ٢٥ نيسان (أبريل) الماضي.
في سياق مواز، ترافقت فترة تقديم الطلبات وإجراءات المقابلات مع المرشحين للمقعد الشاغر مع حملة مسعورة في مواقع التواصل الاجتماعي ضد «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) قادها أشخاص معروفون بغوغائيتهم، وهم لا يفوتون فرصة إلا ويستغلونها في مهاجمة اللجنة وأعضائها والتشكيك في إنجازاتها التي تمتد لنحو عشرين عاماً، وهي إنجازات لا يمكن أن ينكرها أو يتجاوزها إلا جاهل أو حاقد ممن حملوا الضغائن ضد المنظمة بسبب عدم تبنيها ترشيح فلان أو علان!
لقد وضعت «أيباك» منذ تأسيسها في 1998 القضايا المحلية على رأس قائمة الأولويات، وتحديداً التعليم، وقد نجحت خلال عقدين من الزمن في تغيير وجه مدارس ديربورن التعليمية حتى باتت واحدة من أكبر المناطق التعليمية في ولاية ميشيغن وأكثرها نجاحاً على المستوى الأكاديمي، بعد أن كانت قبل عقدين من الزمن في حالة يرثى لها أكاديمياً ولوجيستياً، لاسيما في الجزء الشرقي من المدينة إلى جانب التجاهل التام للخصوصية الثقافية والدينية للطلاب العرب. وبفضل جهود «أيباك» التي انصبت على التعليم، لعب الصوت العربي دوراً حاسماً في رسم مسار تطوري، فتعزز التعليم وبنيت المدارس، والأمثلة على ذلك كثيرة، بينها بناء «ابتدائية غير بارك» و«متوسطة ماكولو يونس» و«معهد مايكل بري للتأهيل المهني»، وتوسيع «ثانوية فوردسون»، ومدرسة «سالاينا»، إضافة إلى تحديث المرافق والمختبرات العلمية والتكنولوجية في جميع مدارس ديربورن.
ليس سراً أن المرشحة سيليا ناصر هي عضو في «أيباك»، وكذلك العضو الحالية فدوى حمود، وقبلهما الرئيستان السابقتان للمجلس مريم بزي وأيمي بلاكبورن شولز، ولا شيء يمنع قانونياً أو أخلاقياً أن يتمتع أعضاء اللجنة بنفس حقوق المواطنين الآخرين في الترشح أو دعم أي مرشح لأي منصب كان.
بل أظهرت الشتائم والتهم التي رميت بها «أيباك» إصرار البعض على تعميق الانقسامات والخلافات بين شرائح الجالية العربية المتنوعة واستمرارهم في صب الوقود على النار من أجل أهداف غبية وضيقة تضع مصالح الجالية العربية ككل في ذيل القائمة متجاهلة –عن قصد أو غير قصد– الاستحقاقات الهامة لمجلس ديربورن التربوي خلال الفترة القادمة.
بعد حوالي ١٦ شهراً ستنتهي ولاية رئيس «كلية هنري فورد» ستانلي جونسون، وستناط بالمجلس مهمة تعيين رئيس جديد للكلية التي يشكل فيها الطلاب العرب أكثر من 35 بالمئة، ومن الضروري –في هذا السياق– أن يكون الرئيس الجديد متفهماً لمصالح الأسر العربية الأميركية في المدينة وخصوصياتها.
كذلك قد يلجأ المجلس إلى إعادة رسم حدود الأحياء التي تغطيها مدارس ديربورن العامة، بهدف حل مشكلة الاكتظاظ والازدحام في البعض منها، لاسيما ثانويتي «فوردسون» و«ديربورن هاي»، وما من شك في أن إعادة ترسيم حدود المدارس سيرافقه بعض المشاكل والصعوبات التي يجب معالجتها بما يتناسب مع تطلعات أهالي المدينة، التي تضم مدارسها العامة أكثر من ٢٠ ألف طالب يشكل العرب أغلبيتهم.
وتأسيساً على هذه الاستحقاقات، فإن «أيباك» تسعى لأن تكون أكثرية الأعضاء في مجلس ديربورن التربوي ضامنة لمصالح الطلاب العرب وتطلعات ذويهم وآمالهم من العملية لتربوية، ومن هذا المنطلق جاء دعم «أيباك» للمرشحة العربية سيليا ناصر.. التي سيكون لتعيينها في المجلس دور حيوي في تحقيق مصالح أهالي المدينة بسبب اطلاعها عن كثب على القضايا التي تواجه المجلس التربوي من جهة، وهموم أبناء الجالية والمجتمع المحلي من جهة أخرى.
Leave a Reply