نيويورك – أعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي، الأربعاء الماضي، خفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى النطاق بين 1.75 بالمئة و1.50 بالمئة، وهو ثالث خفض هذا العام، في ظل مواصلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطه على صناع السياسة في البنك المركزي لدفعهم إلى خفض الفائدة التي رُفعت بشكل مضطرد منذ توليه الرئاسة.
ورغم قرار الخفض بربع نقطة، ألمح البنك الفدرالي إلى أنه لن يجري تعديلات إضافية على الفائدة، حتى تقييم حالة الاقتصاد الأميركي لاتخاذ الخطوة المقبلة، في حين شهد سوق الأسهم الأميركية تسجيل مستويات غير مسبوقة حيث ارتفع مؤشر التكنولوجيا «ناسداك» ومؤشر «أس آند بي» لأكبر 500 شركة أميركية، إلى أعلى مستوى لهما في التاريخ، بينما قارب مؤشر «داو جونز» الصناعي أعلى مستوى تاريخي له يوم الخميس الماضي.
قرار خفض الفائدة
وصوّت ثمانية أعضاء في الفدرالي لصالح قرار خفض الفائدة مقابل رفض عضوين فقط، وهو ما يشير إلى استجابة البنك المركزي جزئياً لمطالب ترامب من أجل حماية الاقتصاد من أضرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وشنّ ترامب هجوماً لاذعاً في اليوم التالي على مجلس الاحتياطي ورئيسه جيروم باول، قائلاً إن سياسات البنك المركزي تلحق ضرراً بالقدرة التنافسية للولايات المتحدة، مطالباً بإجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
وكتب ترامب على «تويتر» «مجلس الاحتياطي الفدرالي يضعف قدرتنا التنافسية. الصين ليست مشكلتنا بل مجلس الاحتياطي»، مضيفاً أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يجب أن تكون أقل من ألمانيا واليابان «وكل (الاقتصادات المتقدمة) الأخرى».
في المقابل، يشير بيان البنك المركزي إلى الإبقاء على الفائدة عند النطاق الحالي للاجتماع القادم على الأقل إلى حين الوقوف على تأثير قرارات الخفض الثلاثة هذا العام، خاصة أن سوق العمل لا يزال قوياً وتشهد البطالة انخفاضاً قياسياً، كما أن إنفاق المستهلكين لا يزال قوياً، وتراجعت معدلات الفائدة على الرهن العقاري مما ينعش سوق الإسكان. لكن التضخم لا يزال دون المستهدف.
وكان ترامب قد شن هجوماً جديداً على مجلس الاحتياطي الفدرالي عشية اجتماعه، قائلاً إنه بحاجة إلى اقتفاء أثر الدول الأخرى التي أقرت أسعار فائدة سلبية.
وكتب ترامب على «تويتر»: «مجلس الاحتياطي لا يفهم! لدينا إمكانيات لا نهائية، ولا يكبلنا إلا مجلس الاحتياطي».
اعتاد ترامب، على خلاف أسلافه في البيت الأبيض الذين أحجموا عن التعليق على سياسة البنك المركزي، توجيه الانتقادات لمجلس الاحتياطي على قرارات يقول إنها أبقت تكاليف الاقتراض مرتفعة للغاية ولفترة أطول مما ينبغي.
من جانبه، قال رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، في مؤتمر صحفي إن المراجعة الحالية لإطار عمل سياسة الفائدة سوف تستمر حتى منتصف العام القادم، مشيراً إلى أن البنك المركزي لا يفكر في رفع معدل الفائدة حالياً.
وأكد باول على أن السياسة النقدية للفدرالي في حالة جيدة وأن الاقتصاد الأميركي أثبت مرونة في مواجهة الصعوبات. وأضاف أيضاً أن إنفاق المستهلكين يبلي بلاءً حسناً في دفع الاقتصاد نحو المزيد من النمو، كما أن المخاطر ربما انحسرت نوعاً ما منذ اجتماع الشهر الماضي. ويرى باول أن المستويات الحالية للفائدة مناسبة ما لم يجدّ جديد على الصعيد الاقتصادي يكون بمثابة تغير كافٍ لتبرير المزيد من الخفض في معدل الفائدة.
الحرب التجارية؟
قال كبير محللي «سي أن بي سي» جيم كريمر، إن الكثيرين توقعوا تضرر الاقتصاد الأميركي بشكل كبير بسبب الحرب التجارية مع الصين، مشيراً إلى أن هؤلاء عليهم الاعتذار.
وأضاف كريمر بأن عليهم الاعتذار بعد بلوغ مؤشر «أس آند بي 500» أعلى مستوى قياسي على الإطلاق.
وأشار إلى انتعاش أسهم الشركات الصناعية بشكل أفضل من توقعات المحللين الذين رأوا أضراراً بالغة من الحرب التجارية.
بدوره، أشاد ترامب ببلوغ مؤشر «أس آند بي 500» مستويات قياسية جديدة، مشيراً إلى التقدم في المفاوضات التجارية مع الصين. وأضاف ترامب بأن المفاوضات مع الصين تسير بشكل جيد وبوتيرة أسرع من التوقعات.
Leave a Reply