عماد مرمل – «صدى الوطن»
تحولت منطقة البقاع الغربي في لبنان إلى ساحة لمواجهة انتخابية محمومة بين لائحة «الائتلاف الاضطراري» الذي جمع «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» من جهة، ولائحة تحالف «حركة أمل»–الوزير عبد الرحيم مراد التي تضم عن المقعد الأرثوذكسي نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، من جهة أخرى.
ترشّح الفرزلي مستقلاً في بادئ الأمر، ثم ما لبث أن وصله «إمداد برتقالي» عابر للدوائر، مع إعلان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن دعم التيار للفرزلي الذي يكون بذلك قد جمع «المجد الانتخابي» من طرفيه المتعارضين: عين التينة والرابية.
بهذا المعنى، تحول ترشيح الفرزلي إلى مساحة تقاطع بين «التيار الحر» وحركة «أمل» اللذين يتواجهان فوق صفيح داخلي ساخن، مكوّن من ملفات شائكة، بعضها سياسي وبعضها الآخر «مكهرب».
«الاشتراكي» يهاجم مرشح «الوصاية»
في المقابل، وجد محازبو «الحزب التقدمي الاشتراكي» في ترشيح نائب رئيس مجلس النواب السابق عن دائرة حاصبيا–البقاع الغربي استفزازا لهم، ليس فقط عطفاً على تحالفه مع «التيار الوطني الحر»، وإنما ربطاً بصداقته التاريخية مع دمشق.
وفي هذا السياق، شن النائب المرشح وائل أبو فاعور هجوماً عنيفاً على الفرزلي من دون أن يسميه، محذراً من أن أبناء التبعية يطلون برؤوسهم مجدداً، ومنبهاً إلى أن الوصاية السورية التي خرجت من الباب تعود من الشباك، لينتهي به الأمر إلى المطالبة بالاختيار بينها وبين مرشحي البراميل المتفجرة والكلور القاتل.
الفرزلي: أصيل وهم طارئون
أما الفرزلي، فيقول لـ«صدى الوطن» إنه مرشح أصيل عن المقعد الارثوذكسي في البقاع الغربي، بينما بعض من يهاجمني هم طارئون. ويضيف مستعيناً بمحاكاة دينية، لشرح وجهة نظره: يأتون من مشارق الأرض ومغاربها، ويتكئون في حضن ابراهيم ويطالبون بطرد أبناء الملكوت خارجاً.
ويرى الفرزلي أن اتهامه من قبل خصومه بتمثيل الوصاية السورية هو اتهام عبثي لأغراض تتصل بالاستنهاض الانتخابي، مشيراً إلى أن انزعاج «الحزب التقدمي الاشتراكي» من ترشيحه يعكس قلقاً من مفاعيل قانون الانتخاب الجديد الذي ينهي حقبة استتباع المسيحيين ويعطل وظيفة بيضة القبان السياسية. ويضيف ضاحكاً: ماذا أفعل؟ حيث أكون، «يتخزّق مصران» البعض..
ويؤكد الفرزلي انه ترشح بشكل مستقل على لائحة «أمل»–مراد، ثم دعمني لاحقا «التيار الوطني الحر»، مشيراً إلى أن ترشيحه تحول عملياً إلى مساحة تقاطع موضوعي بين الحركة والتيار البرتقالي في انتخابات البقاع الغربي.
لن أذوب في «التيار»
ولدى سؤاله عن أزمة الثقة بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل، ودوره لحلحلتها إذا ربح المعركة الانتخابية وانتسب إلى تكتل التغيير والإصلاح، يشدد الفرزلي على أنه سيدافع عن قناعاته وآرائه في داخل التكتل متسلحاً بقوة الحجة والإقناع، وانضمامي إلى التكتل إذا فزت لا يعني أن أذوب فيه، بل ستبقى لي خصوصيتي التي قد تكون مفيدة لـ«التيار الوطني الحر» في كثير من الأحيان. متابعاً: التلاقي شيء والذوبان شيء آخر مغاير.
العلاقة ببري
ويعتبر الفرزلي أن الكلام حول نية «التيار الوطني الحر» استهداف بري بعد الانتخابات النيابية إنما يندرج في إطار محاكمة النيات، لافتاً الانتباه إلى أنه شخصياً لم يلمس أمراً من هذا القبيل خلال تفاعله مع قيادة التيار مؤخراً، ولم يشعر بان هناك عداء لرئيس مجلس النواب.
ويلفت الفرزلي الانتباه إلى انه إذا كان خيار المكوّن الشيعي في الانتخابات، وبعدها في رئاسة المجلس النيابي، هو الرئيس بري، فلا يمكن ولا يجوز تجاهل هذه الإرادة والتصدي لها، بل ينبغي احترامها وتفهمها، انسجاماً مع الميثاقية اللبنانية التي ينادي بها أصلاً «التيار الوطني الحر»، وكانت ركيزته في الإصرار على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، في اعتباره يمثل الأكثرية الساحقة من المكوّن المسيحي.
ويؤكد الفرزلي أنه سيدافع عن وجهة نظره في ما خص العلاقة مع بري، من صفوف تكتل التغيير والإصلاح في الرابية، «في حال ربحت الانتخابات وأصبحت أحد أعضائه، وذلك بمعزل عما إذا كان طرحي سينتصر أم لا، وإن كنت أعتقد انه سيؤدي على الأقل دوراً في تصويب الأمور».
Leave a Reply