«حماس»: سنستخدم كل الأدوات فـي حال رفض الهدنة
القاهرة، غزة، تل أبيب – في الوقت الذي استمرت فيه المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة الأسبوع الماضي نشطت الحركة السياسية الفلسطينية-المصرية للعمل على شروط تهدئة مع إسرائيل اقترحتها القاهرة ووافقت عليها «حماس» الأسبوع الماضي. ورغم ان الموقف الإسرائيلي الرسمي والوضع الميداني ينذران برفض اسرائيلي للعرض لا تزال حظوظ حصول التهدئة واردة بفعل زيارة مرتقبة لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان الى تل أبيب سيرشح عنها الرد الإسرائيلي.
وقد اختتم 21 فصيلا فلسطينيا الاربعاء الماضي محادثات مع مسؤولين مصريين حول التهدئة التي يفترض ان تبدأ في قطاع غزة في مرحلة اولى، بعد موافقة حركة حماس عليها مبدئيا الاسبوع المنصرم.
واكد مسؤول مصري رفيع المستوى ان الفصائل الفلسطينية توافقت بعد يومين من الاجتماعات في القاهرة على الرؤية المصرية للتهدئة مع اسرائيل تبدأ في غزة اولا على ان تمتد الى الضفة الغربية في مرحلة لاحقة.
وتلعب مصر دور الوسيط في المفاوضات الجارية لارساء تهدئة، كون اسرائيل ترفض اجراء اتصالات مباشرة بجماعات فلسطينية تعتبرها منظمات ارهابية.
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية نقلا عن مسؤول مصري رفيع المستوى لم تورد اسمه «كافة التنظيمات توافقت على الرؤية المصرية بشأن التهدئة مع اسرائيل». وأضاف المسؤول أن الاقتراح المصري يتضمن «أن تكون التهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة ويتم تنفيذها في اطار متدرج يبدأ بقطاع غزة ثم ينتقل إلى الضفة الغربية في مرحلة لاحقة».
وتابع أن الاقتراح هو «جزء من خطة تحرك أشمل تهدف إلى توفير المناخ المناسب أمام رفع الحصار وانهاء حالة الانقسام الفلسطيني».
«حماس»
ومن جهته، صرح القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار ان الفلسطينيين سيستخدمون «كل ادواتهم» للدفاع عن انفسهم اذا رفضت اسرائيل التهدئة، مشددا على ضرورة فتح «كل المعابر» اذا قبلت الدولة العبرية تهدئة. وقال الزهار في محاضرة امام مئات من الطلبة في الجامعة الاسلامية في غزة «اذا كان الرد الاسرائيلي حول التهدئة ايجابيا يجب ان يفتح كل المعابر بما فيها معبر رفح لدخول كل المواد التي كانت تدخل سابقا». واضاف انه «اذا كان الجواب لا فالشعب محاصر ويجوع وتشارك فيه اطراف فلسطينية معروفة، عندها ليس أمامنا الا ان نستخدم كل ادواتنا ضد اسرائيل للدفاع عن انفسنا». واكد الزهار انه «اذا كان الجواب لا عندها يكون الإسرائيليون قرروا ان يدخلوا فيما يدفعوا فيه ثمنا باهظا ويكونوا قرروا ان يرتكبوا جريمة انسانية» ضد الفلسطينيين. واوضح الزهار ان مدير المخابرات المصرية عمر سليمان سيتوجه الى اسرائيل «ربما ابتداء من الاحد القادم» لنقل الرد على التهدئة. واضاف «سيعلن الوزير عمر سليمان ساعة الصفر». وحول المعابر، اكد الزهار «نحن لا نقبل بوجود الدوليين -في اشارة الى المراقبين الاوروبيين على معبر رفح-كأداة في يد اسرائيل تفتح المعبر وتغلقه متى تشاء». وتغلق اسرائيل كليا معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة الى الخارج منذ حزيران (يونيو) العام الماضي بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة.
من جانبها، اكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الاربعاء انها وان كانت لا تؤيد ان تشمل التهدئة مع اسرائيل قطاع غزة وحده، فانها ستلتزم بالاجماع الوطني مع التشديد على ان اي اتفاق للتهدئة لن يمنعها من حقها في الرد على اي اعتداء.
ومن جهته اكد جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على «موقف الجبهة الرافض للتهدئة مع العدو الاسرائيلي طالما بقي الاحتلال»، موضحا انها «تعزز وتكرس أيضا الانقسام الفلسطيني، وستعطي الاحتلال الاسرائيلي فرصة للاستفراد بالضفة الغربية، ان الجبهة ستأخذ بعين الاعتبار معاناة شعبنا بما يستجيب للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني».
تل أبيب
من جانبه اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الوقت الآن هو للمواجهة مع حماس اكثر منه وقت تهدئة، وذلك بحسب بيان لوزارته.وردا على سؤال عما اذا كان التوصل الى تهدئة مع «حماس» واردا، اجاب باراك «في الوقت الراهن، نحن نخوض مواجهة مع «حماس»، هذه طريقة افضل لوصف ما يجري اكثر من الحديث عن امكانية التوصل الى هدنة». واضاف «حماس مسؤولة عن العنف والارهاب وعن الاعتداءات التي تعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر فالجيش الاسرائيلي يتحرك وسيواصل التحرك ضد جميع الإرهابيين في غزة».
Leave a Reply