القدس المحتلة – في ظل تواصل المساعي الأميركية والأوروبية لاستئناف المفاوضات لمنع توجه السلطة الفلسطينية لإعلان “دولتها” قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قرر السفر إلى نيويورك الأسبوع المقبل لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة يرد فيه على المسعى الفلسطيني في المنظمة الدولية لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه القيادة الفلسطينية أنها ستقدم طلبها للأمم المتحدة لعضوية فلسطين في الـ23 من الشهر الجاري في ظل معارضة من الفصائل الفلسطينية.
وقال نتنياهو، الخميس الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي بيتر ناتشس الذي يزور إسرائيل، إنه قرر السفر إلى نيويورك الأسبوع المقبل لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة يرد فيه على المسعى الفلسطيني، بعد أن كان متردداً خلال الأسابيع الماضية، مشيراً إلى أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان سيرافقه في السفر.
من ناحيته أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في مؤتمر صحفي في رام الله، أن أولوية القيادة الفلسطينية “هي الذهاب إلى مجلس الأمن وطلب انضمامنا في ظل غياب بديل جدي”. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد الأربعاء الماضي أن التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية هو أمر مفروغ منه ولا رجعة عنه.
ومع توقع الفلسطينيين أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أنهم قد يتقدمون بقرار في الجمعية العامة لرفع مستوى تمثيل الفلسطينيين من كيان إلى دولة غير عضو مثل الفاتيكان.
أما أوروبيا، فقد قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون مددت زيارتها للشرق الأوسط لإجراء مزيد من المحادثات، لتفادي المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة الذي تعارضه إسرائيل بقوة. وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الفلسطينيين للعودة إلى المحادثات مع إسرائيل، وقال إن توقف عملية السلام يضر بالشرق الأوسط بأكمله.
معارضة فلسطينية
من ناحية ثانية، أكدت القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية، التي تتخذ من دمشق مقرا لها، أن تحرك السلطة نحو الأمم المتحدة يتم بعيدا عن إستراتيجية وطنية للتحرير والمقاومة وخيارات الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية. وأشار التحالف الذي يضم حركتيْ المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين و”الجبهة الشعبية-القيادة العامة” وفصائل أخرى، إلى أن الأمر يتطلب إجراء مراجعة سياسية شاملة، والعودة إلى خيارات الشعب الوطنية، بدل إصرار فريق السلطة على مواصلة مساره “التسووي-التصفوي”. وأضاف البيان “إن أي حراك فلسطيني أو عربي يجب ألا يكون على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية في فلسطين، وخاصة حق العودة وتقرير المصير والقدس، وأن الشعب الفلسطيني ناضل ويناضل من أجل إقامة دولة فلسطينية حقيقية على أرض محررة، بعيدا عن الاتفاقات والمعاهدات التي تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية”.
وفي موقف منفصل، اعتبرت “حماس” أن توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، “مغامرة خطيرة، قد تمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني”. جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، اعتبر فيه أيضا أن “التفكير في هذه الخطوة غير المدروسة إنما يعبر عن حقيقة الأزمة التي يمر بها فريق أوسلو، بداية من فشل المفاوضات، وإطلاق تصريحات لا يوجد فيها أي تقدير لصالح الشعب الفلسطيني”.
وتابع “يريدون (السلطة) أن يغامروا بمصير الشعب الفلسطيني دون استشارة أحد، ولا يريدون أن يسمعوا كلمة حق في ذلك”، مشيراً إلى أن حركته لم تقم بأي محاولة لوقف هذه الخطوة.
Leave a Reply