هيوستن – حذر باحث أميركي من أن مزيدا من الناس يرزحون تحت نير الفقر بالولايات المتحدة حيث يعيش زهاء 2,8 مليون طفل وسط أُسر يقل دخل الفرد الواحد فيها عن دولارين في اليوم، وهو معيار ينطبق في الغالب على البلدان النامية.
وذكر بيتر هوتيز، عميد «مدرسة طب المناطق الحارة» في «كلية بايلور» في ولاية تكساس الأميركية، في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» أن عشرين مليون أميركي آخرين يعيشون في فقر مدقع، وأن معدلات الفقر بولايات لويزيانا وميسيسيبي وألاباما بساحل الخليج تناهز 20 بالمئة. وتقارب تلك النسبة في بعض أفقر مقاطعات ولاية تكساس 30 بالمئة.
وللفقر ضحاياه العديدون، بيد أن أشد تداعياته مأساوية في الولايات المتحدة ارتباطه الوثيق بمجموعة من الأمراض المعدية المعروفة بأمراض المناطق الحارة المهمَلة والتي يظن الناس عادة أنها قاصرة على الدول النامية. وأشار هويتز في مقاله إلى أن إصابات بحمى الضنك، وهي عدوى فيروسية تنتقل عبر البعوض، جرى التبليغ عنها في جنوب تكساس.
وهناك عدوى تنتقل عن طريق يرقة الدودة الشريطية تسمى «داء الكيسات المذنبة» وهي عدوى تحدث نوبات مفاجئة وتسبب الصرع والربو واضطرابات عصبية والليشمانيا الجلدية، وهو مرض ينتقل عبر الذبابة الرملية، والتيفوس الفأري، وهي عدوى جرثومية تنتشر عبر البراغيث.
ولعل من الأمراض المرعبة مرضا يطلق عليه اسم «داء شاغاس» وهو مرض جلدي من جراء لدغ البق الذي يتغذى من دم الإنسان، وهو السبب الأول في الإصابة بقصور القلب والموت المفاجئ بأميركا الجنوبية.
كل تلك الأمراض تصيب بنسب متفاوتة الأميركيين الذين يعانون الفقر وبخاصة الأقليات منهم بمن فيهم 2,8 مليون أميركي من أصول أفريقية. وهناك ثلاثمائة ألف شخص آخرون معظمهم من أصول إسبانية من المصابين بـ«داء شاغاس».
وتنتشر أمراض المناطق الحارة بالمناخ الحار بمناطق الجنوب الأميركي الأشد فقرا، لا سيما حيث يقطن الناس في بيوت متداعية أو لا تتوفر فيها أجهزة تكييف الهواء، وينامون والنوافذ مشرعة فتتسلل من خلالها الحشرات الناقلة للأوبئة. ومن بين العوائق التي تحول دون القضاء على أمراض المناطق الحارة بالولايات المتحدة أنها تتفشى دون أن يلاحظها أحد، ذلك أن من يُبتلون بها من المعوزين لا يلتمسون الرعاية الصحية أو بالأحرى لا يقدرون على تحمل نفقاتها.
ورغم أن موجات الهجرة هي المسؤولة عن انتقال أمراض المناطق الحارة إلى الولايات المتحدة، فإن الطامة الفعلية الآن أنها باتت تنتقل داخل البلاد بدرجات متفاوتة.
وخلص الكاتب إلى أن تلك الأمراض جاءت إلى أميركا لتبقى وأنها ستلقي الفقراء في حبائلها لعقود قادمة ما لم يتم التصدي لها. وختم بالقول إن أعدادا من الناس أكثر من أي وقت مضى بالولايات المتحدة يعيشون اليوم في فقر «وعلينا أن ننتبه إلى الأمراض الأخرى التي تعاني منها أميركا حالياً».
Leave a Reply