ديترويت – «صدى الوطن»
سجلت العربية الأميركية رشيدة طليب –الثلاثاء الماضي– فوزاً عريضاً ومتوقعاً في انتخابات «الدائرة 13» بسباق مجلس النواب الأميركي، مطيحة بالمحاولة اليائسة لمنافستها برندا جونز، رئيسة مجلس ديترويت البلدي، التي قررت –في خطوة مفاجئة– خوض السباق من خارج ورقة الاقتراع قبل نحو عشرة أيام من موعد الانتخابات.
وبالتزامن مع فوز المرشحة العربية الأميركية الأخرى إلهان عمر بعضوية مجلس النواب الأميركي عن ولاية مينيسوتا، يأتي فوز المحامية الفلسطينية الأصل في ديترويت ليشكل علامة فارقة في التاريخ السياسي للعرب المسلمين بالولايات المتحدة، حيث أن الفائزتين، إضافة إلى كونهما عربيتين، هما ستكونان أول مشرعتين مسلمتين تحت قبة الكابيتول بواشنطن، وذلك بعد 12 عاماً من فوز أول مسلم بعضوية الكونغرس، وهو الإفريقي الأميركي كيث أليسون عن ميميسوتا أيضاً.
طليب كذلك كانت أول مسلمة تنتخب لعضوية مجلس نواب ميشيغن (2009–2012)، وقد تمكنت الثلاثاء الماضي من حسم السباق من دون منافسة تذكر في الدائرة التي احتكر تمثيلها عميد الكونغرس المتقاعد جون كونيرز لأكثر من خمسة عقود، والتي يشكل الأفارقة الأميركيون أغلبية الناخبين فيها.
وبحسب نتائج فرز الأصوات، نالت طليب 163,782 صوتاً (85 بالمئة من الأصوات الناخبة) في الدائرة التي تضم معظم مدينة ديترويت، ومدن ديربورن هايتس، غاردن سيتي، إنكستر، وين، وستلاند، ملفنديل، هايلاند بارك، إيكورس، ريفر روج، روميلوس، وبلدة ردفورد.
ومساء ا،حتفلت الناشطة الحقوقية، بالنصر الانتخابي مع مجموعة من مؤيديها والمتطوعين في حملتها الانتخابية، وشكرت في كلمة مقتضبة أفراد عائلتها ووالدتها على وجه الخصوص، وجميع من دعمها وأدلى بصوته لها.
وأشارت إلى عزيمتها القوية في مجابهة العراقيل والأزمات الطارئة، مؤكدة أن جزءاً من شخصيتها ينبع من كونها «ابنة أسرة فلسطينية»، مشيرة إلى مساندة عائلتها الكبيرة لها في فلسطين واعتزازهم غير المحدود بوصول أول أميركية من أصول فلسطينية إلى الكونغرس.
فوز جونز بولاية جزئية
وفي السباق الفرعي على المقعد الذي بقي شاغراً لـ11 شهراً، منذ استقالة كونيرز في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فازت رئيسة مجلس ديترويت البلدي بولاية جزئية لإكمال ولاية كونيرز التي تنتهي مطلع العام القادم (أقل من شهرين). وأظهرت نتائج فرز الأصوات حصول جونز على 167,763 صوتاً، بنسبة 87 بالمئة من أصوات المقترعين.
وكانت جونز تنتظر قراراً من لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب الأميركي حول ما إذا كان يمكنها أن تبقى رئيسة للمجلس البلدي في ديترويت خلال توليها عضوية الكونغرس الأميركي لولاية جزئية، حيث قد يتوجب عليها التخلي عن أحد المنصبين بعد انتخابات الثلاثاء الماضي.
وفي هذا السياق، حثت طليب زميلتها جونز على الإعلان فيما إذا كانت تنوي التخلي عن منصبها في بلدية ديترويت لتولي مسؤولياتها الجديدة في الكونغرس،، وقالت : «لست أنا فقط، ولكن بعض أعضاء المجلس البلدي أيضاً يعربون عن قلقهم، لأنه لم يتخذ بعد، قرار بهذا الشأن».
وقالت طليب لصحيفة «ديترويت نيوز»، الأربعاء الماضي: «هذا الأمر سيترك الكثيرين منا في حالة عدم يقين لناحية اتخاذ القرارات»، مؤكدة على ضرورة معرفة موقف جونز ليتسنى تنسيق المرحلة الانتقالية بالشكل المطلوب.
ويشير المراقبون إلى أن جونز سوف تخدم في كلا المنصبين، لمدة 7 أسابيع تقريباً، وحتى الثاني من كانون الثاني (يناير) القادم، لاسيما وأنها لم تفصح عما إذا كانت تعتزم الاستقالة من مجلس ديترويت البلدي لكي تتفرع لمنصبها الجديد في واشنطن.
من جانبه، أفاد رئيس فرع الحزب الديمقراطي في «الدائرة 13» جوناثان كينلوه، أن جونز «ستؤدي كلا الخدمتين في الوقت ذاته».
وكانت جونز قد أقدمت على خطوة مفاجئة للكثير من الناخبين والحزبيين الديمقراطيين، حين أعلنت قبل أسبوع من الانتخابات ترشحها في سباق «الدائرة 13» من خارج ورقة الاقتراع، ضد طليب التي كانت قد حسمت السباق التمهيدي للديمقراطيين، في آب (أغسطس) الماضي، بفارق أقل من ألف صوت عن جونز.
رئيسة مجلس ديترويت البلدي، التي حلت ثانية في السباق التمهيدي بين سبعة مرشحين، بررت قرارها المفاجئ بمظلمة انتخابية نتجت –بحسب زعمها– عن ارتباك الناخبين، بسبب وجود سباقين على المقعد نفسه، لاسيما وأنها فازت بأحدهما (ولاية جزئية لمدة شهرين) فيما خسرت السباق الآخر، الأكثر أهمية (ولاية كاملة لمدة سنتين).
وتعرضت جونز لانتقادات عديدة بسبب قرارها، حيث وصف رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن براندون ديلون قرارها بـ«الفكرة السيئة» التي من شأنها «التشويش على الديمقراطيين»، وقال: «رشيدة طليب هي المرشحة الديمقراطية، وقد فازت بالسباق بشكل صريح»، مؤكداً أن «فرص جونز صفر»، وأن طليب «ستكون عضواً عظيمة في الكونغرس».
Leave a Reply