لم تكن شائعة هذه المرة، وفاة صباح شحرورة لبنان باتت حقيقة مؤلمة هزت عالم عشاق جميلة الجميلات وملكة لبنان جانيت فغالي التي صادفت ببلوغها الـ 87 عاما الفجر موعدا لرحيلها الهادئ مع صلاة العصافـير.
ولدت صباح فـي حي الفغالية بوادي شحرور عام 1927 ورسمت مسيرتها بصوتها وحضورها على المسارح وفـي أدوارها السينمائية وعبر الشاشة الصغيرة.
واستطاعت الشحرورة أن تجذب إليها الانتباه منذ صغرها لتكتسح الساحة الفنية اللبنانية وتلفت انتباه المنتجة السينمائية لبنانية الأصل آسيا داغر التي كانت تعمل فـي القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها فـي لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها على التمثيل.
ثم ذهبت إلى مصر برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر فـي منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيا ووضع الألحان التي ستغنيها فـي الفـيلم.
فـي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» فـي فـيلم القلب له واحد.
اشتهرت الراحلة صباح بكثرة زيجاتها التي وصلت إلى 8 وكان نجيب شماس أولهم يليه أنور منسي وأحمد فراج ثم الفنان رشدي أباظة وجو حمود والنائب الأسبق يوسف حمود والفنان وسيم طبارة لتختم بالفنان فادي لبنان.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت الموسيقار المصري الكبير رياض السنباطي فـي تطويع صوتها لأداء الأغاني، بسبب تأثير الطابع الجبلي عليها، إلا أن صباح نجحت فـي تجاوز هذه المرحلة واكتسبت مهارة أداء الأغاني الطربية.
شاركت صباح فـي بطولة أفلام سينمائية مع ألمع النجوم لا سيما فـي مجال الموسيقى والغناء فـي حينه، مثل فريد الأطرش ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ، كما مثلت مع أحمد مظهر ورشدي أباظة وأنور وجدي، الذي ظهرت معه باسم صباح فـي فـيلم «القلب له واحد» وذلك فـي عام 1943.
ويعود الفضل فـي دخول صباح إلى عالم الفن السابع للمنتجة اللبنانية آسيا داغر التي كانت تعمل فـي مصر، وتعاقدت مع الفنانة الشابة آنذاك على ثلاثة أفلام دفعة واحدة، وجاء فـي نص الاتفاق أن صباح ستتقاضى 150 جنيها مصريا عن الفـيلم الأول، على أن يرتفع المبلغ تدريجيا.
كما كان لصباح حضور على خشبة المسرح اللبناني، إذ شاركت فـي العديد من الأعمال المسرحية يُذكر منها «عالضيعة» و«يانا يانا» و«يا دلع يا دلع».
وتماهت صباح الفنانة مع صباح الشخصية الشهيرة والمحبوبة إلى قلوب الملايين من خلال أعمال قدمتها الشحرورة عن نفسها، منها أغنية تقول كلماتها.. «جيب المجوز يا عبود ورقص أم عيون السود»، برفقة عازف الكمان الفلسطيني عبود عبد العال الملقب بملك الكمان العربي، كما غنت «أكلك منين يا بطة» و«حبيبة أمها» لابنتها هويدا.
قدمت صباح العديد من العروض الفنية فـي عواصم عالمية عدا عن العواصم العربية، حيث زارت فرنسا وبلجيكا وهولندا وانكلترا، علاوة على أميركا وكندا والبرازيل، حيث الجاليتين الكبيرتين من لبنان وسوريا.
من جانب آخر كانت الفنانة اللبنانية الراحلة قريبة من هموم وطنها العربي وما يواجهه من تحديات سياسية وعسكرية، وهو ما عبرت عنه بمشاركتها مع كبار المغنين من أبناء جيلها فـي أوبريت «الوطن الأكبر» من ألحان محمد عبد الوهاب، وبرسالة بعثتها صباح للجيش المصري بعد «نصر أكتوبر المجيد».
نالت الفنانة الراحلة تكريما رسميا من زعماء عرب، إذ منحت أوسمة من ملك الأردن الحسين بن طلال والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وكذلك الرئيس السنغالي، والشاعر ليوبولد سينغور، كما كرمها الرئيس المصري أنور السادات بمنحها الجنسية المصرية.
Leave a Reply