نيويورك – استجاب المصرف المركزي الأميركي الأربعاء الماضي للآمال المعقودة على خفض الفائدة بصورة جوهرية عندما أعلن للمرة الثانية خلال أسبوع عن خفض كبير بلغ 0,5 بالمئة.
ويأتي هذا الخفض في محاولة من المصرف المركزي للابتعاد عن شبح الركود الذي يخيم على الاقتصاد الأميركي.
وكان تقرير حكومي أميركي نشر الأربعاء قد أفاد بأن اقتصاد البلاد كان شبه متوقف خلال الربع الأخير من العام الماضي، إذ لم يتقدم سوى 0,6 بالمئة، وهو ما يشكل تراجعاً كبيراً عن توقعات «وول ستريت».
وأثار التقرير مخاوف تتعلق بحدوث انكماش اقتصادي، إلى جانب آمال بأن يقوم المصرف المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي) بإجراء خفض جديد ومهم على معدل الفائدة.
وحسب التقرير الصادر عن وزارة التجارة الأميركية أن إجمالي الناتج المحلي، الذي يعد المعيار الأكبر للنشاط الاقتصادي المحلي، فأن نسبة النمو السنوي البالغة 0,6 بالمئة فقط، تشكل انخفاضاً كبيراً عن آخر قراءة للنمو الاقتصادي، التي جرت في الربع الثالث، والتي سجلت نسبة 4,9 بالمئة، في حين كشفت استطلاعات للرأي بأن نسبة النمو ستكون بحدود 1,2 بالمئة.
ويأتي هذا التقرير وسط قلق متزايد بشأن دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، وفي الوقت نفسه يجادل بعض الخبراء الاقتصاديين بأن التدهور في الاقتصاد بدأ في الشهر الأخير من العام 2007.
كذلك يأتي تقرير وزارة التجارة الأمريكية هذا في وقت يعقد فيه المصرف المركزي الأميركي اجتماعاً لمدة يومين لدراسة ما إذا كان سيجري خفضاً جوهرياً آخر في معدل الفائدة، بهدف حفز الاقتصاد ومنعه من الدخول في حالة ركود.
وكان المصرف المركزي الأميركي قد أجرى منذ أيلول (سبتمبر) الماضي عدة عمليات خفض على معدل الفائدة، ما نسبته 1,75 بالمئة، بما فيها خفضاً طارئاً بنسبة 0,75 قبل نحو أسبوع.
وكان المستثمرون يأملون بأن يعلن المركزي الأميركي في وقت لاحق خفضاً جديدا لا يقل عن 0,25 بالمئة، في حين تأمل الغالبية العظمى منهم بألا تقل النسبة عن 0,50 بالمئة.
ويأتي الخفض الذي أعلنه المصرف المركزي الأميركي في وقت متأخر من الأربعاء الماضي استجابة لآمال الغالبية كما يتضح.
Leave a Reply