كابوس لا نهاية له.. هذا ما آلت إليه الولايات المتحدة، نتيجة «الفشل الذريع» للاستراتيجية المتبعة في العراق، والسبب، بحسب قائد القوات الأميركية السابق في العراق ريكاردو سانشيز، يعود للأحكام السياسية «الخاطئة والمستمرة» لمرحلة ما بعد سقوط صدام حسين. ووفقاً لسانشيز، الذي تسلّم في تموز (يوليو) 2003 قيادة الاحتلال في العراق لعام واحد، «لن تقود الاستراتيجية المتبعة، ولا التعديلات المستمرة عليها، إلى النصر»، وبالتالي فإن «أقصى ما يـمكن القــيام به مع هذه المـقاربة الخاطــئة هو تجنب الهزيمة». ومن دون ذكر جورج بـوش بالاسم، وصف سانشيز اســتراتيجيته بأنها «محاولة يائسة من قبل إدارة لا تقبل الوقائع السياسية والاقتصادية للحرب». وفي تقييم للوضع العراقي هو الأكثر حدة حتى الآن، اعتبر سانشيز أن «أميركا تعيش كابوسا لا نهاية له»، وعلى «الإدارة والكونغرس وكل الوكالات الحكومية، وخصوصا وزارة الخارجية، أن تتحمل مسؤولية الفشل الكارثي». وفي مؤتمر صحافي عقده في ولاية فيرجينيا الأسبوع الماضي، وصف سانشيز القادة السياسيين بأنهم «غير كفوئين البتة استراتيجياً وفاسدون»، ولو كانوا «في مهنتي لأقيـلوا فوراً»، أو «أحيلوا على محكمة عسكرية». وبرغم أنه لا يرى «شيئاً في واشنطن يمكن أن يثير أملاً»، أقرّ سانشيز بأن الوجود الأميركي في العراق «ضروري.. لكن للمستقبل المنظور».وردّ البيت الأبيض على سانشيز بأن استشهد بتقريري قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بتراوس والسفير الاميركي راين كروكر، حيث قالا إن «هناك تقدما يتحقق في العراق وهذا ما نركز عليه الآن».
Leave a Reply