أعرب قاضي قضاة المحكمة الفـيدرالية فـي ديترويت جيرالد روزين عن تفاؤله بشأن مستقبل المدينة، وذلك بعد يومين من موافقة قاضي «محكمة الإفلاس الاميركية» ستيفن رودس على خطة للبلدية لاخراجها من أكبر إفلاس لم تعهد مثل حجمه أية مدينة أخرى. «يقولون دائماً «فـي البورصة المالية» أن شراء «الأسهم» عندما تكون منخفضة هي فكرة جيدة، أبلغ روزين، الوسيط الفـيدرالي فـي قضية إفلاس بلدية ديترويت الشهيرة، حوالي ١٥٠ شخصاً تجمعوا داخل «كنيسة المسيح» فـي مدينة «غروس بوينت» فـي منتدى سلسلة المحاضرات التابعة للكنيسة حول إفلاس ديترويت. وأضاف روزين «أنا وأثق بأن سهم ديترويت جيد».
القاضي جيرالد روزين |
وتحدث روزين لمدة ساعة تقريباً عن إجراءات ما وراء الكواليس التي أفضت الى النتائج التي سمحت للمدينة بالخروج من تدابير الإفلاس، بما فـي ذلك «الصفقة الكبرى»، التي أنقذت التحف الفنية فـي «معهد ديترويت الفني» وأنقذت أيضاً العديد من المتقاعدين فـي المدينة من تخفـيضات كبيرة فـي رواتبهم التقاعدية والتي خُطِط للقيام بها فـي البداية. وتحدث القاضي روزين عن اختيار رودس لترؤس جلسات المحكمة فـي القضية، وكيف ان قضايا الإفلاسات البلدية هي الوحيدة التي لا يتم اختيار القاضي فـيها من خلال عملية القرعة العشوائية. وأوضح كيف ان التقليد يقضي بأن يتصل القاضي فـي محكمة الدائرة الفـيدرالية برئيس محكمة المقاطعة الفـيدرالية، روزين فـي هذه الحالة، لتقديم توصية بشأن من يجب أنْ يشرف على الإجراءات القانونية فـي القضية. وشرح روزين كيف أنه بدأ بالتفكير فـي اختيار رودس قبل فترة طويلة من إتصال القاضي أليس مور باتشلدر، قاضي قضاة «محكمة الولايات المتحدة السادسة للإستئناف».
وأردف «كانت الأمور تتطور بسرعة جداً وديترويت كانت تترنح نحو الإفلاس. وكانت هناك، فـي إعتقادي، سيولة نقدية تكفـي فقط لحوالي ٨ أسابيع. وكان واضحاً جداً بالنسبة لي أن «الإفلاس» كان، للأسف، واقع لا محالة. أنا والقاضي رودس عرفنا بعضنا البعض لفترة طويلة. وبدون التقليل من مهارات أو قدرات أي من قضاة الإفلاس الآخرين، فـي رأيي، لم يكن هناك فـي الواقع سوى شخص واحد يمكنه القيام بذلك، بحكم خبرته، وإدارة القضية والفكر والتركيز الشديدين».
وشارك روزين بسرد قصة حصلت معه فـيما بعد خلال عملية الوساطة التي انطوت على مكالمة هاتفـية مع دارين ووكر، رئيس مؤسسة فورد، فـي مكتب ووكر فـي نيويورك، وكيف أعلن ووكر له أن شركة فورد سوف تقدم أضخم تبرع فـي تاريخها – بحجم ١٢٥ مليون دولار – إلى «الصفقة الكبرى»، من أجل المساهمة فـي النهضة إلاقتصادية لمدينة ديترويت والتقليل من التأثير المالي على «معهد ديترويت الفني» ورواتب المتقاعدين.
واستطرد «عندما سمعت بذلك كدت أقع من مقعدي على الأرض. وكانت هذه اللحظة الأولى التي أعتقدت فـيها، كما تعلمون، أنَّ هذا الشيء قد ينبت له رجلان كنايةً عن السير بمشروع التبرع».
ومن هناك، تدفقت التبرعات. مائة مليون دولار من «مؤسسة كريسغي»، أربعون مليون دولار من مؤسسة «نايت فاونديشن»، حتى بلغ مجمل التبرع من المؤسسات ٣٧٠ مليون دولار.
وأخذ روزين تلك الالتزامات المالية إلى حاكم الولاية (الجمهوري) ريك سنايدر، الذي عمل يوماً ما فـي حملة روزين الانتخابية للكونغرس التي لم تكن ناجحة فـي عام ١٩٨٢. وكان الإثنان قد التقيا فـي هذا الشأن من قبل لكن هذه المرة كان الحاكم أكثر تقبلاً وحماساً. ثم جاءت بعد ذلك مساهمة المجلس التشريعي للولاية بقيمة ٢٠٠ مليون دولار.
وقال روزين «إن أي شخص عمل مع ريك سنايدر فـي أي وقت مضى من الأوقات، سيقول لكم اذا تعهد سنايدر بالقيام بشيء فإنه يقوم به» .
وتضمنت الندوة فترة سؤال وجواب حيث سعى الحضور لمعرفة رأي روزين حول قدرة البلدية على قيادة نفسها بعد الإفلاس، من بين أمور أخرى.
احد الحاضرين أشاد بروزين وغيره من المشاركين فـي العملية لانجاز هذه المهمة وقال «شكراً لك فـي إثبات أن رجالاً من ذوي الإرادة الطيبة يمكن أنْ يلتقوا معاً ويقدروا على تحريك الجبال»، منتزعاً عاصفة من التصفـيق. ورد وزين قائلاً «آمين لذلك مع تعديل واحد فقط، وهو .. والنساء أيضاً». لكن لم يكن جميع الحضور مؤيدين للعمل المنجز لتحقيق الاستقرار فـي المدينة مالياً. فقد ذكرت شارون بوريل (٥٥ عاماً) التي تقاعدت مؤخراً من البلدية من وظيفة علم الاحياء الدقيقة، أنها شعرت «ان تخفـيضات رواتب المتقاعدين كانت حادة جداً بحيث لم يمكن تجاهلها، بغض النظر عن لهجة روزين الاحتفالية». فـي النهاية، فإن بوريل سوف تحصل على تخفـيض فـي راتبها التقاعدي بنسبة ٤.٥٪ بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. واضافت بعد خطاب روزين «بالنسبة لي، انها طعنة فـي القلب، وأنا كُنْتَ قد جنيت مالاً أكثر من ذلك بكثير فـي مكان آخر، ولكن أردت أن أخدم المدينة، وكانت هناك فوائد جيدة «للقيام بذلك» من المعاش والرعاية الصحية لكن كل ذلك تم تجريده ونزعه منا».
وخاطب روزين السائلة بوريل بالقول«فعلنا كل ما بوسعنا لتقليل التأثير على الناس الذين هم فـي مثل وضعك. ان هذا نتيجة لعقود من قيادات سيئة وحتى الآن، الرواتب التقاعدية تعرضت لأقل الأضرار، وهذا هو معنى الإفلاس والوضع كان يائساً».
Leave a Reply