«صدى الوطن» – وكالات
تتواصل المظاهرات في العديد من مدن الولايات المتحدة احتجاجاً على مقتل فيلاندو كاستيل (32 عاماً) وألتون ستيرلنغ (٣٧ عاماً) الأميركييْن من أصول إفريقية على يد الشرطة في حادثتين منفصلتين أججتا التوتر في الشارع الأميركي المنقسم على وقع السباق الرئاسي المحتدم، وذلك قبل أن تتخذ الأمور منحى أكثر خطورة في دالاس مع قتل خمسة شرطة بيض قنصاً برصاص رجل أسود، ليتحول الشارع الى «خط أحمر» يتعذر استخدامه انتخابياً في ظل التوتر القائم، وهو ما دفع كلاً من المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون الى تعليق تجمعاتهما الانتخابية يوم الجمعة الماضي.
جانب من المواجهات بين متظاهرين من حركة «حياة السود مهمة» ورجال الشرطة في باتون روج عاصمة لويزيانا. |
وعلى الرغم من حالة الاحتقان والتوتر الشديدين اللذين تعيشهما البلاد، ظهرت محاولات جلية للملمة الوضع سياسياً، حيث طمأن الرئيس باراك أوباما البلاد التي تعيش على وقع الصدمة، مشدداً على أن الولايات المتّحدة قادرة على تخطّي انقساماتها العرقية، رافضاً مقارنة ما يحصل بالأحداث التي شهدتها بالبلاد في الستينات من القرن الماضي (مزيد من التفاصيل ص ١٥).
وتسود حالة من التّرقّب في مدينة دالاس وعموم الولايات المتحدة، بعد مقتل خمسة شرطة وإصابة سبعة آخرين، ليل الخميس ٧ تموز (يوليو) الماضي، برصاص الجنديّ السابق ميكا جونسون انتقاماً من رجال الشرطة البيض.
وبحسب رواية السلطات اصطاد جونسون ضحاياه الـ١٢ «ثأراً» لبني عرقه، حيث قام باستخدام بندقية قنص لقتل رجال الشرطة البيض خلال تظاهرةٍ حاشدة خرجت في دالاس للتنديد بالعنف المتمادي للشرطة بحق السود. وكي تتفادى الشّرطة خسائر أكبر لها، قامت بقتل جونسون بواسطة رجل آليّ موجّه يحمل عبوة، بحسب بيان رسمي.
ورغم انتقال الشرطة الى موقع الضحية في دالاس وما رافق ذلك من تعاطف شعبي حرر يد الأمن، إلا أن وحشية قتل كاستيل في سانت بول (مينيسوتا) وسترلينغ في باتون روج (لويزيانا)، ظلت ماثلة من خلال تنظيم مئات الاحتجاجات والاعتصامات في أنحاء متفرقة من البلاد تضامناً مع الأفارقة الأميركيين الذين لقي ١٣٦ منهم مصرعهم على يد الشرطة منذ بداية العام الحالي، بحسب مسح أجرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
قطع طرقات واعتقالات
وفي هذا الإطار، حذرت الشرطة في ولايتي مينيسوتا ولويزيانا حيث وقع الحادثان، من أنها لن تسمح بوقوع أعمال شغب أو التحريض على الكراهية والعنف خلال الاحتجاجات الجارية التي تنظمها حركة Black Lives Matter (حياة السود مهمة) وجماعات أخرى مدافعة عن حقوق الأميركيين السود الذين تعرضوا للعنف على يد الشرطة.
وكانت مدينتا سانت بول وباتون روج قد شهدتا مواجهات بين متظاهرين وعناصر الشرطة انتهت بسقوط عشرات الجرحى، لا سيما في صفوف قوات الأمن، فيما اعتقل المئات.
وقالت سلطات لويزيانا الإثنين الماضي إن أكثر من 160 شخصاً اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي نظمت في عطلة نهاية الأسبوع. وأضافت أن الشرطة منعت المتظاهرين من الوصول إلى الطريق السريع «110» في باتون روج الأحد الماضي، محبطة تكتيكاً اعتمده الناشطون لعرقلة السير في أعقاب مقتل كاستيل وستيرلنغ.
وفي ممفيس بولاية تينيسي، شارك أكثر من ألف شخص في مظاهرة مساء الأحد الماضي دعت إليها حركة «حياة السود مهمة»، ونجح المشاركون في الاحتجاج بقطع الطريق السريع «40» لفترة قصيرة، بعد احتلالهم جسرا على نهر ميسيسبي، فيما عرقل مئات المتظاهرين في بورتسمث بولاية فرجينيا، حركة السير على الطريق السريع 264 لساعات. وفشل المحتجون في كل من أتلانتا بولاية جورجيا وسان فرانسيسكو بكاليفورنيا بالمقابل، في عرقلة حركة السير في الطرق السريعة في الأيام الماضية.
وفي مينيسوتا أغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية. وعمدوا إلى رمي الألعاب النارية على عناصر الشرطة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة شرطة بجروح. وقامت الشرطة برمي قنابل مسيّلة للدموع على المتظاهرين، داعيةً إيّاهم إلى التوقف عن رمي الحجارة عليهم. كما قامت الشّرطة بحملة اعتقالات واسعة للمتظاهرين.
وفي نيويورك قام مئات المتظاهرين بمسيرةٍ من مبنى البلدية إلى ساحة «يونيون سكوير». وأشارت شرطة المدينة إلى أنّها اعتقلت نحو 12 متظاهراً بسبب إغلاق طريق رئيسيّة في المدينة.
Leave a Reply