دعت المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط ومراسلة صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى محاسبة إسرائيل بهدف إنقاذ حل الدولتين وحماية الجنود الأميركيين في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، ووصفت القدس بالقنبلة الموقوتة. وقالت هيلينا كوبان في مستهل مقالها إن على أوباما أن ينأى بواشنطن عن الأفعال الاستفزازية وغير القانونية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في القدس. وأوضحت أن القدس تشكل قلقا جوهريا لدى العديد من المسلمين الذين يفوق عددهم 1،5 مليار في العالم، وأشارت إلى أن واشنطن في حاجة ماسة الآن إلى الحفاظ على العلاقات الودية مع شعوب العديد من المناطق الإسلامية التي تنتشر فيها قوات أميركية. وتوصلت المراسلة إلى هذه النتيجة بعد جولة استطلاعية قامت بها هذا الشهر والتقت بقادة الأردن ومصر والضفة الغربية الذين أكدوا على أهمية القدس لمصيرهم السياسي ومصير حلفاء أميركا في العالم الإسلامي. وبعد أن تحدثت كوبان عن الحملة الإسرائيلية المتسارعة في تغيير الطابع العرقي للقدس عبر هدم المنازل وبناء مساكن يهودية، قالت إن القدس مجرد قنبلة إذا ما انفجرت فإنها ستلحق ضررا بالغا بالمصالح الأميركية لأنه ينظر إلى واشنطن على أنها تتغاضى عن أفعال إسرائيل الضارة. وتابعت أن العديد من المؤيدين لإسرائيل كانوا يقولون على مر العقود إن إسرائيل تقف على خط المواجهة للإرهاب وعلى الأميركيين ألا ينتقدوا أحكامها أو سياساتها. غير أن ذلك لم يكن حجة مقنعة كليا، وأضافت أن الوضع الآن اختلف كثيرا لا سيما أن الأميركيين رجالا ونساء هم من يقفون على خطة المواجهة وأن مصالحهم هي التي باتت في خطر. ووصفت الكاتبة بعض السياسات التي تنفذها إسرائيل في القدس بأنها مدمرة، منها توسيع المستوطنات التي تحيط بالمدينة، وإقامة بؤر استيطانية في قلب القدس، فضلا عن المضي في قضم الأراضي الفلسطينية عبر الاستمرار في الجدار العازل، والتفويض بالحفر الذي يهدد الآثار الإسلامية وهدم منازل الفلسطينيين التي تعدها غير قانونية. واعتبرت كوبان جميع تلك الأعمال غير قانونية حسب القانون الدولي، لا سيما أن إسرائيل التي تسيطر على القدس الشرقية والضفة الغربية هي قوة احتلال عسكرية لا حكومة تتمتع فيها بالسيادة. ورأت أن المساعدات التي تقدمها أميركا لإسرائيل يجب أن تكون مشروطة وتستخدم في تعزيز المصالح الأميركية، وهذا يعني أن الدولار والدبلوماسية الأميركية يجب أن يدعما سلاما عادلا بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيادة القانون في عالم قد تعمه الفوضى خلاف ذلك. وأوصت الكاتبة ببعض الإجراءات التي يمكن لأوباما اتخاذها مثل ربط المساعدات المقدمة لإسرائيل بمدى التزامها بالقانون الدولي، ودعم مجلس الأمن لتعزيز المعايير الدولية في المنطقة.
Leave a Reply