طرابلس – رغم ضرورة التدخل الدولي لكبح وحشية نظام معمر القذافي، بكتائبه ومرتزقته، إلا أن الحذر والتشكيك بنوايا الحلف الغربي طغت على أحداث الأسبوع الماضي مع استمرار العمليات العسكرية، من حظر جوي وقصف لمواقع ومقاتلي “النظام الأخضر”،
فقد اقترب حلف شمال الأطلسي (الناتو) من الدخول في حملة عسكرية جديدة، بعدما وافق الغربيون، من حيث المبدأ، على انخراط “الناتو” في عملية فرض الحظر الجوي فوق ليبيا، بانتظار الاتفاق على هيكل هذا التدخل، لجهة تحديد المهام القيادية على المستويين العسكري والسياسي والمشاركة العربية، في وقت بدا أن الغربيين قد انتقلوا إلى مرحلة أكثر تقدماً من هجومهم على نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، إذ بدأت طائراتهم، بشن الغارات على قواته البرية، إثر التأكد من تدمير قدراته الجوية، وهو ما ترجم بهجمات جوية وصاروخية استهدفت المدن الليبية التي تحتدم فيها المعارك بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للنظام مثل أجدابيا ومصراتة والزاوية وذلك بعد أن تمكن التحالف من إحباط عملية اجتياح بنغازي، معقل الثورة الليبية، السبت الماضي.
كما كثف التحالف الدولي الضغط على العقيد معمر القذافي في اليوم السادس لعملياته عبر شن ضربات جوية جديدة في محيط طرابلس وغارات مكثفة على معقل قبيلته في سبها (جنوب). فيما واصلت كتائب القذافي قصفها لمدينة الزنتان (90 كيلومتراً جنوبي غربي طرابلس). وقال أحد السكان إن المدينة تشهد وضعاً سيئاً حيث إنها محاصرة من جانب كتائب القذافي التي تتلقى تعزيزات بقوات مدعومة بالدبابات والمركبات. وكان الثوار قد نجحوا في وقت سابق في تطهير غابة الكشافة الواقعة شرقي المدينة، كما نجحوا في صد محاولة دخول قوات القذافي من الجهة الشمالية. كذلك، هاجمت كتائب القذافي منطقتي جالو وأوجلا جنوبي غربي ليبيا بثمانين آلية محملة بالأسلحة، وتمكنت من اعتقال 15 شخصا بعد مواجهات مع الثوار.
ومع استمرار القصف على مواقع القذافي، الذي مازال متحصنا في باب العزيزية، بث التلفزيون الليبي صورا تظهر جثثا متفحمة في مشرحة طرابلس، لكن تعذر على السلطات تقديم حصيلة للضحايا. وقال متحدث حكومي ليبي إن عدد القتلى المدنيين في خمسة أيام من الضربات الجوية لقوات التحالف بلغ نحو مائة، واتهم الحكومات الغربية بالقتال إلى جانب المعارضة.
وقال موسى إبراهيم إن الحكومة الليبية تعتقد أن القوات الغربية تخطط لمهاجمة البنية التحتية للبث الإذاعي والتلفزيوني.
ويتزامن القصف الجوي الذي نفذته قوات التحالف مع بدء حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسيير دوريات على امتداد الساحل الليبي على البحر الأبيض المتوسط لمنع تدفق أي أسلحة لقوات القذافي أو المرتزقة.
وقال متحدث باسم التحالف إن البحر المتوسط كان الممر الأكثر فعالية لتدفق الأسلحة إلى قوات القذافي، مشيرا إلى أن الناتو سيرسل خلال أيام المزيد من السفن على المنطقة لتشديد الحصار البحري.
على الهامش
– أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن حوالي 320 ألف شخص فرّوا من ليبيا منذ بدء الأزمة في البلاد في أواسط شباط (فبراير) الماضي، مشيرة إلى أن المئات من الليبيين انضموا إلى الأجانب الفارين إلى مصر مع بدء الضربات الجوية الدولية لليبيا.
– أُفرج الأسبوع الماضي عن صحافيي “نيويورك تايمز” الذين تمّ اعتقالهم في 15 آذار (مارس) في مدينة أجدابيا الليبية أثناء تغطيتهم للصراع، واجتاز الصحافيون الأربعة وهم أنتوني شديد وتايلرهيكس ولينسي أداريو وستيفن فارل الحدود التونسية الليبية.
– رجحت صحيفة “فايننشال تايمز” أن القذافي يعتبر الذهب مفتاحاً رئيسياً للمعركة التي يخوضها حاليا، ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن للمركزي الليبي مخزونا من الذهب يبلغ 143 طنا. وتقدر قيمة هذه الكمية من الذهب بأكثر من 6.5 مليارات دولار، وبذلك تكون ليبيا من بين أكبر 25 دولة عبر العالم تمتلك مخزونا من الذهب
Leave a Reply