في مطلع شهر نيسان (أبريل) الحالي، كشف السيد حسن القزويني، أحد أبرز رجال الدين المسلمين في منطقة مترو ديترويت، النقاب عن تأسيس مركز إسلامي جديد في مدينة ديربورن هايتس، بإسم «المنتدى الإسلامي في أميركا»، ليكون «مركزاً جامعاً» لكافة المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءتهم الإثنية.
«نحن لا نفتتح مركزا للجالية الشيعيَّة فقط»، أكد القزويني مضيفاً «مسجدنا مفتوح لجميع المسلمين … أيضاً، نحن متنوعون إثنياً… حيث يتكون مجلس إدارة المنتدى من أفراد من لبنان والعراق وفلسطين… وغيرهم».
وأردف أن المسجد الجديد «يرحب أيضاً بغير المسلمين لحضور حلقاته وندواته المشتركة مع الأديان والتي تتناول أسئلتهم وتسمح لهم بالتعرف على الإسلام والاطلاع على حقيقته».
ويقع مقرّ المركز الجديد على شارع فورد وسط ديربورن هايتس، في موقع كنيسة سابقة تمكن القزويني من جمع الأموال اللازمة لشرائها بمبلغ فاق خمسة ملايين دولار.
الإسلام للجميع
يقول السيد القزويني إن شعار «المنتدى الإسلامي» (بالإنكليزية Islamic Institute of America)، هو «الإسلام للجميع» لأن المهمة هي «تثقيف الجميع حول الإسلام وتبديد المفاهيم الخاطئة والكاذبة». ولدى سؤاله عن السبب وراء اختيار الإسم الإنكليزي للمركز الجديد بالإنكليزية، رغم أن «المجمع الإسلامي الثقافي» في ديربورن يحمل إسماً مماثلاً Islamic Institute of Knowledge، مما قد يشكل الالتباس لدى البعض، أوضح القزويني لـ«صدى الوطن» أن المركز تثقيفي بالدرجة والأولى وكلمة «معهد» Institute تدل على ذلك.
وأضاف: «إننا نحاول أن نبين بأننا مركز تعليمي أولاً»، و«وجود كلمة أميركا (ضمن الاسم) تعبّر عن تطلعنا إلى الولايات المتحدة الأميركية بأكملها».
واستدرك بالقول: «تصورنا لرسالتنا أنها عامة وشاملة للجميع، ونحن لا نركز فقط على الجالية المحليَّة»، مؤكداً أنه لم يتم اختيار الإسم للتنافس مع مؤسسات أخرى.
وعبّر القزويني لـ«صدى الوطن» عن احترامه الشديد «لجميع المساجد في منطقة مترو ديترويت»، معرباً عن رغبته بـ«مد اليد للتعاون معهم جميعاً».
وقال «أود أن أرانا نعمل سوياً ونكمل بعضنا البعض لا أن نتنافس لا سمح الله ضد بعضنا البعض»، مؤكداً احترامه وتقديره لجميع المؤسسات الدينية العاملة في المنطقة.
الخطوات الأولى
يقول القزويني «بما أن مهمة المعهد الرئيسية هي تصحيح المفاهيم الخاطئة ودحضها»، تم إطلاق برنامج خاص للتواصل الإعلامي، مشيراً إلى أنه يتم التركيز من خلاله حالياً على مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا المتفشية في المجتمع الأميركي والغرب عموماً.
وقد تم تحديث وتطوير المسجد، الذي كان في الأصل كنيسة، ويشمل غرفة لوسائل الإعلام التي سيتم تجهيزها قريباً بأحدث التقنيات الكاملة من أجهزة كمبيوتر وكاميرات الفيديو وغيرها من المعدات الإعلامية اللازمة.
وذكر القزويني أن الغرفة سوف تستخدم فى اجراء برامج حوارية ومناقشات ومقابلات وبرامج تبث عبر الإنترنت. كما يعتزم إنشاء شعبة للمتحدثين وإعداد المسلمين الناطقين باللغة الإنكليزية للتحدث إلى وسائل الإعلام نيابة عن الجالية الإسلامية.
وقال «عندما تأتي وسائل الاعلام إلى جاليتنا، هؤلاء الافراد يمكن أن يكونوا المتحدثين باسمنا».
ومن ضمن المشاريع الأولية للمركز الرحب الذي يتسع مسجده لحوالي 600 مصلٍّ بينما تستوعب قاعة المحاضرات حوالي 1000 شخص.
وبالإضافة إلى تقديم صفوف دراسية إسلامية خلال الصيف وعطل نهاية الأسبوع في المسجد، يخطط القزويني لبناء مكتبة إسلامية ومتجر كتب، وقاعة للولائم تضم حوالي 200 شخص إضافة إلى مقهى ومقر ألعاب (أركايد) للأطفال في الطابق السفلي (بيسمنت).
كما يخطط لتوفير منطقة مخصصة للدرس والقراءة واكمال الواجبات المدرسية للطلاب مجهزة بخدمة الإنترنت مجاناً (واي فاي).
ويعلق القزويني على تلك المشاريع بالقول «لا نريد أن يشعروا بأن كل شيء هنا متعلق بالدين فقط. يجب على المؤسسة الإسلامية أن تقدم بعض المجالات للأولاد لينجذبوا إليها… وليس فقط النظر إلى المركز على أنه مكان للعبادة فحسب، بل هو كالمنزل تماماً».
حوزة علمية
أما أكبر مشاريع القزويني، الذي تولى إمامة «المركز الإسلامي في أميركا» لمدة ١٨ عاماً، فهو إطلاق أول حوزة علمية في البلاد، وهي مدرسة فقهية يتم تدريب وتخريج المشايخ الشيعة منها، حتَّى لا يضطر المسلمون الأميركيون من أي عرق انتموا إلى مغادرة الولايات المتحدة لدراسة الدين والفقه في الشرق الأوسط ليصبحوا علماء دين وقادة روحيين إسلاميين، مثلما فعل القزويني نفسه عندما درس في الحوزات العلمية في العراق.
وفسَّر القزويني ان إنشاء الحوزة «يتطلب ثلاثة عناصر. العنصر الأول هو المكان وهو متاح.. ثم الموظفين وأعضاء هيئة التدريس، والذي ينطوي على دعوة العلماء ليكونوا المدربين الرئيسيين، ثم نشر الوعي العام حول أهمية مثل هذه المبادرة».
ويقر القزويني بصعوبة توفير العلماء المطلوبين مشيراً إلى «مجتمعنا المحلي ليس فيه ما يكفي من الأئمة المؤهلين الذين يتحدثون العربية والإنكليزية»، كما أن عملية دعوة الأئمة من الخارج لإلقاء المحاضرات هنا تصطدم بحاجز اللغة وصعوبة فهم عقلية الناس الذين يعيشون في بلد مختلف ثقافياً.
وختم السيِّد القزويني كلامه بالقول «إنها مشكلة حقيقية نحتاج إلى معالجتها. لهذا السبب فكرنا، بدلاً من دعوة الأئمة، دعونا نبدأ حوزتنا الخاصة بنا هنا».
Leave a Reply