ديربورن – سامر حجازي
أعلن القس المتعصب تيري جونز عن عودته قريباً إلى مدينة ديربورن برفقة مجموعة من سائقي الدراجات النارية في ١٤ حزيران (يونيو). وبحسب صفحة مجموعة «أميركا قومي الآن» المعادية للإسلام والمسلمين، والتي يقودها جونز نفسه، فإن القس سيحضر من فلوريدا الى ديربورن مرة أخرى، للمشاركة هذه المرة بمسيرة «حرية ديربورن» التي ستستضيفها مجموعة «الدراجين الأميركيين الوطنيين» التي تضم حوالي ٥٠٠ عضو.
وسبق لجونز أن قام بعدة زيارات الى مدينة ديربورن بهدف استفزاز سكانها المسلمين تحت شعار حرية التعبير، وقد شارك القس، الذي أقدم على إهانة المسلمين بحرق القرآن الكريم، مع أعضاء في مجموعة «أميركا قومي الآن» بإعتصام أمام «المركز الإسلامي» الكائن على شارع فورد احتجاجاً على ما أسماه «تطبيق الشريعة الإسلامية» في المدينة، كما نظم احتجاج أمام البلدية وآخر أمام ثانوية «أدسيل فورد» بحجة بلطجة الطلاب المسلمين ضد زملائهم من الطوائف الأخرى بحسب زعم جونز.
وفي السياق، كشفت المسؤولة الإعلامية في بلدية ديربورن، ماري لاندروش، لـ«صدى الوطن» أن جونز ومجموعته لم يتقدموا -الى الآن- بطلب للحصول على تصريح لتنظيم المسيرة، ولكنها أشارت الى أن جونز وجماعته حصلوا على طلب للتظاهر في منتزه «كامب ديربورن» الذي تملكه البلدية في مدينة ميلفورد، ولكن لم يتم تقديمه بعد.
ويصادف يوم ١٤ حزيران (يونيو) المقبل، «يوم العلم» في الولايات المتحدة، حيث تحتفل ديربورن بالمناسبة بحرق الأعلام الأميركية الممزقة والمهترئة وفق بروتوكول خاص وذلك احتراماً للعلم الأميركي.
ولمح جونز في بيان صحفي نشر على صفحة «فيسبوك» التابعة لمجموعة «أميركا قومي الآن»، عن نيته الإعتصام مجدداً أمام «المركز الإسلامي» احتجاجاً على «الشريعة الإسلامية»، لكن بلدية ديربون تؤكد أنه لا يمكن لجونز تنظيم أية تظاهرة في المدينة دون الحصول على إذن بلدي، إلا في حال قرر التظاهر أمام مبنى البلدية.
تسبب جونز في السنوات الأخيرة بالكثير من المشاكل والتوتر لمدينة ديروبورن بالأخص خلال زيارته في العام ٢٠١٢ والتي رفع إبانها دعوى قضائية فدرالية ضد بلدية ديربورن بعد إجباره على توقيع تنازل قبل السماح له بالتظاهر أمام «المركز الإسلامي»، وحينها شاركت شرطة مقاطعة وين الى جانب شرطة ديربورن وديربورن هايتس وشرطة الولاية في عملية حفظ الأمن في محيط أكبر مسجد في أميركا.
وقد حكمت المحكمة لصالح جونز بدعوى انتهاك حقه الدستوري بالتعبير عن الرأي، وألزمت بلدية ديربورن بتغيير سياساتها بشأن التظاهر.
وبالرغم من الإنتصار الذي حققه جونز ومجموعته على البلدية إلا أن زياراته التالية لم تنل أي إهتمام من الجالية، حيث دعا قادة محليون إلى تجاهل تحركات جونز ومجموعته، كما فشل جونز لاحقاً في إستفزاز طلاب ثانوية «أدسيل فورد» حيث واصلت المدرسة على انتظام صفوفها بشكل معتاد وسط تجاهل تام للقس الذي حاز تغطية إعلامية واسعة في زيارته الأولى الى المدينة عام ٢٠١١ والتي أدت الى اعتقاله حيث فرضت عليه كفالة بقيمة دولار واحد دفعها المحامي.
وإذا كان هناك سبب لإحتفال مجموعة جونز فهو إلغاء «المهرجان العربي الدولي» الذي كان يقام سنوياً في مثل هذا التوقيت، وقد تم إلغاؤه للعام الثاني على التوالي بعد أن كانت مجموعة تنوي الإعتصام في نسخته لعام ٢٠١٣ قبل أن تقدم غرفة التجارة الأميركية العربية على إلغاء المهرجان.
Leave a Reply