ديربورن – خاص “صدى الوطن”
برغم الرسائل التي بعثها رجال دين، يطالبون القس المتعصب تيري جونز بالعدول عن خطته لزيارة مدينة ديربورن والتظاهر أمام “المركز الإسلامي في أميركا” إلا أن جونز رفض الاستجابة لتلك الدعوات.
وقد سبق وحدد مسؤولو مجموعة ميليشياوية تدعى “تنظيم التنين” (أوردر أوف ذا دراغون)” من شمال ميشيغن، ومناهضو “سيطرة الشريعة الإسلامية على أميركا”، يوم 22 نيسان (أبريل) القادم للتظاهر أمام “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن. وقال المعدون للتظاهرة: “إن التظاهرة ستكون تعبيرا سياسيا ولا شيء أكثر”.
وكانت “صدى الوطن” قد حاولت الاتصال بالمنظمين للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء التظاهرة، واكتفى المنظمون بالإجابة عبر رسالة إلكترونية تقول “هذه التظاهرة يشكلها بضعة من الناشطين الذين يتنابهم القلق ويريدون منع تطبيق قوانين أو أعراف مستوردة من الخارج في الولايات المتحدة (في إشارة إلى الشريعة الإسلامية)، ما يعني منع تطبيق أي قانون أو عرف أو أحكام تأتي من أي منطقة أو دولة خارج أميركا، كما أننا نريد أن نتظاهر ضد “الجهاد العالمي” التي تسببه سياسات الشرق الأوسط، ونريد فضح الأكاذيب الفلسطينية والإسرائيلية، التي تمنع الدفع باتجاه تحقيق السلام”.
وذكرت صحيفة “ديترويت نيوز” أن القس تيري جونز الذي سينضم للتظاهرة، تلقى تهديدا لثنيه عن الإقدام على هذه الخطوة جاءه عبر رسالة بريدية من شخص مسلم يعيش في مدينة ديربورن يحذر فيها كل من يأتي بقصد التظاهر بـ”خطر كبير، وأن مصائرهم ستكون على المحك”. وقال جونز أنه أخبر قوات الشرطة في مدينته بالتهديد الذي وصله.
وعلى الرغم من التهديد، فإن القس جونز البالغ من العمر 59 عاما، والذي يقود كنيسة “مركز توعية حمامة العالم” في مدينة غاينسفيل في ولاية فلوريدا، مصمم على المجيء إلى ديربورن. وكان جونز قد تراجع العام الماضي عن حرق نسخ من المصحف الشريف في الذكرى التاسعة لهجمات أيلول الإرهابية، وقال إنه يدرك أنه يوجد ملايين من المسلمين المسالمين، ولكنه يطالبهم بالخضوع وإطاعة والتشرف بتنفيذ أحكام الدستور الأميركي. وكان جونز قد أحرق نسخة من المصحف الشريف في شباط (مارس) الماضي. وتجمع رجال دين في منطقة ديترويت الكبرى في بداية الأسبوع انتقدوا الغرض من زيارة جونز للمنطقة.
وعلّق ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني على التهديد المزعوم لجونز واصفاً إياه “بأنه تصرف طائش، لا يفيد الجالية العربية في ديربورن”.
وناشد السبلاني أبناء المدينة “بأن يتحلوا بالوعي والحكمة لأن كل ما يتمناه جونز هو إظهارنا كمجموعة متطرفة”.
ومن ناحيته، قال القس تشارلز وليام الثاني، من “كنيسة الملك سليمان” على شاشة تلفزيون محلية: “نحن لا نتفق مع تيري جونز. ولا نقبل فلسفته، ونريد العمل من أجل حفظ هذا الدين موحدا بقدر إمكاننا”.
وأضاف “إن الكثير من الحواجز تحطمت، وأقول لكل من يسمعني: نحن نحب المسلمين ونحب اليهود ونحب جميع الناس الذين يخافون الله”.
وأرسل جيران من منطقة ديترويت رسائل يطالبون فيها جونز بإلغاء الزيارة.
وقال القس إد راو من “كنيسة مركز الميثوديست الموحد في ديترويت”: “إن هذه الخطوة تخالف الإنجيل”.
وقال الإمام ستيف الترك من “مجلس المنظمات الأميركية الإسلامية في ميشيغن”: إن الجالية المسلمة ستكون راغبة بلقاء جونز إذا وافق على إجراء حوار سلمي.
وقال رئيس شرطة ديربورن رونالد حداد، أن قسم شرطة اتصل بمكتب القس جونز للتأكد من إذن التظاهر، وقال: “إن أي شخص يأتي إلى المدينة فسوف يحظى بحماية جيدة من قبل شرطتها”.
Leave a Reply