علي حرب – «صدى الوطن»
ألقى القس جريميا رايت، راعي كنيسة الرئيس باراك أوباما السابقة، الكلمة الرئيسية فـي الحفل السنوي «للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز» (أي دي سي-ميشيغن)، حيث أكد على مواقفه الثابتة فـي دعم القضية الفلسطينية والدعوة الى المساواة، مشيراً الى أن المسلمين الأميركيين أصبحوا هم «العبيد الجدد» فـي أميركا بعد اعتداءات «11 أيلول».
وفـي خطابه الذي ألقاه فـي ديربورن يوم الجمعة ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كرر رايت دعمه للشعب الفلسطيني وأدان «الإسلاموفوبيا»، كما دعا لتعزيز التعاون بين العرب الأميركيين والسود.
وأكد رايت أن هناك فرقاً بين الحقيقة والرواية السائدة، وقال إنه «حالما تعتمد وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية رواية للأحداث، تتركز جميع المناقشات والتحليلات حول تلك الرواية لا الحقيقة الواقعية».
وقال رايت «لن تسمعوا الحقيقة أبداً، لأن الرواية الإعلامية أصبحت الحقيقة بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون أكثر من ذلك».
وأورد القس عدداً من المفاهيم الخاطئة التي روجها الإعلام مثل أسلحة الدمار الشامل فـي العراق وربط صدام حسين بـ«القاعدة».
وحث رايت العرب الأميركيين والأفارقة «للعيش معاً والعمل معاً والتعلم معاً. لدينا نضال مشترك وهو ليس موجهاً ضد شيء ما أو شخص ما… نضالنا المشترك هو من أجل حقوق الإنسان والتغيير لا يمكن أن يأتي إلا عندما نقف معاً كتلة واحدة متراصة».
وأردف رايت أن الولايات المتحدة قد انتقلت من «الخوف الأحمر» من الشيوعية، إلى «الخوف الأسود» من حركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين، إلى «الذعر الأخضر» من الإسلام. مشيراً الى أن المسلمين هم «العبيد الجدد» فـي هذا البلد بعد هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١».
وانتقد القس «المسيحيين الصهاينة الذين يدعمون إسرائيل لأسباب توراتية نبوية مرتبطة بالظهور الثاني للمسيح». وكرر رايت ما قاله فـي مسيرة المليون شخص فـي واشنطن فـي شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بأن «يسوع ولد على الأراضي الفلسطينية. لقد قلتها من قبل وسأقولها مرة أخرى: يسوع كان فلسطينياً».
وأشار إلى ان اسرائيل «لا تمثل اليهودية، على الرغم من ان بعض السياسيين قادة الكنيسة أقنعوا الجمهور بخلاف ذلك».
وفـي حديثٍ خاص إلى «صدى الوطن» بعد المأدبة السنوية، أفاد رأيت بأن دعمه للفلسطينيين يأتي فـي إطار الدفاع عن العدالة العالمية. واستطرد ان «اليهودية ليست دولة إسرائيل وأن بعض الناس يترددون فـي انتقاد إسرائيل خوفاً من اتهامهم بمعاداة السامية».
وفـي وقت سابق من هذا العام، وقع أكثر من ١٠٠٠ من العلماء والفنانين والناشطين السود بياناً لدعم حركة المقاطعة ضد اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. لكن استطلاعاً أجراه مركز «بيو»، نشر فـي نيسان (أبريل) الماضي، أظهر أن الأميركيين من أصل أفريقي يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من فلسطين.
ولتفسير هذا التناقض، أوضح رايت انه «نظراً لقوة اللوبي الصهيوني، فإنَّ هذه القوة تحوَّلتْ لخداع أولئك الأميركيين الأفارقة إلى التفكير بأن الانحياز لدولة إسرائيل يعني التضامن مع يسوع والكتاب المقدس».
ورداً على سؤال حول حالة حقوق المدنية فـي عهد الرئيس أوباما أعرب رأيتُ عن اعتقاده بأن «المشكلة مع النظام السياسي أكبر من الرئاسة ولا يهم من هو على رأس السلطة حيث الآن هناك رئيس من أصل أفريقي فقد كان هناك رؤساء بروتستانت والرئيس كينيدي الكاثوليكي والمعمداني الجنوبي الرئيس كارتر»، وتابع «الثقافة الأميركية ملقحة بالعنف. وتأسست هذه الدولة على أساس العنف».
وفـي إشارة إلى الاجتماع الأسبوعي الذي تقدم «سي آي أي» فـيه إيجازاً حول أهداف الطائرات بدون طيار مع البيت الأبيض ووكالات الإستخبارات الأخرى، قال رايت ان الرئيس يعقد «إجتماع قتل» كل صباح ثلاثاء.
«السود لا يملكون مصانع سلاح» أكد القس، وتابع «السود لا يملكون الكوكايين؛ ولا يزرعونه فكيف يمكن أن يحدث هذا؟ النظام هو الذي يغذي العنف وهو الذي يغذي التسلّح وهو الذي يغذي حروب العصابات – وهذا ما نحتاج أن ننظر إليه، ثقافة العنف».
وخلال المأدبة، قامت اللجنة الاميركية العربية لمكافحة التمييز بتكريم «مجلس جالية ميشيغن الإسلامية» (MMCC)، والسباحة الدولية الحائزة على الميدالية الذهبية كاتيا بشروش، ونجم رياضة الفوتبول الأميركية (NFL) السابق الدكتور بيلي تايلور، وعلي السيد رئيس مؤسسة «هايب أثلتيك» غير الربحية، ومقرها ديربورن هايتس.
Leave a Reply