حسن عباس – «صدى الوطن»
بعد قرابة سنة كاملة من المضايقات المبتذلة والمتكررة التي وصلت إلى حد الإساءة العنصرية، أنصفت «المحكمة 20» في ديربورن هايتس عائلة عربية أميركية عانت الأمرين من تحرش جيرانها وتلكؤ شرطة المدينة في التعامل معهم.
ويوم الاثنين الماضي، أقرت المحكمة بأن كريستي آن كلين «مذنبة» في تهمتين من التهم الثلاث المنسوبة إليها، وهما تهمتان بـ«تعكير السلم». وأبلغ القاضي ديفيد طرفة –الذي ترأس المحاكمة– كلين بمسؤوليتها عن المضايقات التي تعرضت لها عائلة حوراني، والتي تمثلت بإقامة الحفلات الصاخبة، إضافة لقيام أحد ضيوفها، وهو شقيقها جيسون غلين شيرمان، بعرض عورته وأعضائه التناسلية أمام الكاميرات المثبتة على منزل العائلة اللبنانية الأصل.
وبعد صدور قرار هيئة المحلفين، أحالت المحكمة ملف كلين إلى قسم المراقبة (بروبيشن)، مع الإبقاء على كفالتها المالية إلى حين مثولها مجدداً أمام المحكمة في جلسة النطق بالحكم التي ستحدد في وقت لاحق.
وكانت معاناة جمال حوراني وزوجته هند وابنهما ذي الأعوام السبعة، قد بدأت في شهر آب (أغسطس) الماضي، عندما انتقلت كلين للعيش بجوار العائلة العربية المقيمة على شارع هابل، قريباً من متجر «إنغليش غاردنز»، الواقع على شارع فورد.
وفي أحيان كثيرة، كانت كلين تستضيف حفلات صاخبة في منزلها المتواجد بأحد الأحياء الهادئة في المدينة، وكان العديد من ضيوفها يتحرشون بالعائلة العربية ويوجهون لها الشتائم العرقية.
وقال حوراني: «لقد طلبنا بأدب، عدة مرات من كلين، التخفيف من الضوضاء، لكن في نهاية المطاف، لم يتبق لدينا خيار آخر سوى الاتصال بالشرطة التي حررت –في البداية– تحذيراً لها، ثم قامت في نهاية الأمر بتحرير مخالفة بحقها»، لافتاً إلى أنه في أعقاب ذلك، «بدأ الانتقام وتصاعدت المضايقات والتحرشات»، التي انخرط فيها شقيقها، الذي غالباً ما كان يتردد لزيارتها.
وقامت عائلة حوراني بتركيب كاميرات مراقبة حول المنزل، وقد التقطت الكاميرات شيرمان وهو يقوم بسلوكيات بذيئة، حيث قام بإطلاق شتائم عنصرية في عدة مناسبات، كما تبول على حديقة العائلة وعلى شجيراتها، وحاول فتح نافذة مغلقة بمساعدة أحد أصدقائه.
وكانت مدعي عام مقاطعة وين كيم وورذي قد وجهت عدة تهم لشيرمان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وحكمت بوضعه تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات، وغرمته بألفي دولار. ووجهت له تهمة الترهيب الإثني والتخريب الكيدي، وأمرته بعدم الاقتراب من منزل عائلة حوراني.
وكان رب العائلة العربية قد أعرب عن خيبة أمله من تباطؤ شرطة ديربورن هايتس بالتحقيق في الأمر، ما دفعه أخيراً إلى طلب المساعدة من عضو المجلس البلدي في المدينة، دايف (وسيم) عبد الله، الذي تواصل مع شرطة المدينة ورئاسة البلدية لمعالجة المسألة.
وقال عبد الله: «لقد اتصلت على الفور بدائرة الشرطة ومكتب رئيس البلدية للبحث عن حل سريع لمشكلة العائلة»، مضيفاً «إنني أتفهم إحباط العائلة العربية من الإجراءات القانونية، فالمضايقون كانوا غالباً ما يقومون بالإساءة بطريقة تجعل من الصعب على الشرطة الحصول على دليل قاطع على تصرفاتهم».
وأضاف في حديث مع «صدى الوطن»: «مع ذلك، تأكدت أن مكتب الادعاء العام بالمقاطعة، ودائرة الشرطة بالمدينة، كانوا على علم بالمشكلة وكانوا يبحثون عن حل لها.. يسعدني أن أعرف بأنه قد تم أخيراً إنصاف العائلة، بعد تلك المعاناة الرهيبة والطويلة».
وأشار إلى أنه، كخبير في العقارات، غالباً ما ينصح العائلات التي تتعرض لمضايقة جيرانها إلى بيع منازلها والانتقال إلى أحياء أكثر هدوءاً، ولكنه لم يفعل ذلك مع عائلة حوراني. وقال: «في هذه الحالة، لا يوجد سبب لبيع المنزل والانتقال إلى مكان آخر، بسبب هذا النوع من السلوكيات غير المقبولة» مشيراً إلى أن الطلب من أحد الجيران المحافظة على الهدوء في الليل هو أمر منطقي تماماً، ومن غير المتوقع عادة أن يقوم الجيران المزعجون بالانتقام».
Leave a Reply