ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أحيت الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت مناسبة الذكرى السابعة والستين لاستقلال لبنان في حفل استقبال حاشد دعت إليه القنصلية اللبناينة العامة في ديترويت، وحضره ممثلون عن مختلف الجمعيات والنوادي والمؤسسات اللبنانية والعربية، يتقدمهم قنصل لبنان العام في ديترويت بالوكالة بشير طوق.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الأميركي واللبناني، ثم رحب عريف الحفل جان عاقوري بالحضور وقدم القنصل طوق الذي ألقى كلمة رحب في مستهلها بالحضور منوها بأن هذا الاحتفال كان ولايزال تقليدا تحييه الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت وفي مختلف المناطق الأميركية، قبل عيد الشكر بأيام قليلة واحتفاء باستقلال لبنان. وشدد القنصل طوق في كلمته على “أهمية التضامن بين اللبنانيين في هذه الظروف وعلى ضرورة نشر رسالة الوحدة والسلام من خلال تضامننا”. وقال “من أجل استقلالنا وسلامنا وحريتنا يتحتم علينا بذل كل الجهود الممكنة لأجل حل خلافاتنا” مستشهدا بقول الفيلسوف الفرنسي فولتير الذي قال مرة “أنا لا أتفق مع رأيك ولكنني أدافع حتى الموت عن حقك بالإدلاء به”.
واضاف القنصل طوق “إن رسالتي لهذا الحضور العظيم الليلة هي الأمل وبأن هنالك دوما ضوءا في نهاية النفق، وبعد أن تمر العاصفة سوف تعود الشمس وتشرق، وكل شتاء يعقبه ربيع”. ونوه القنصل طوق بالدور الحيوي والهام الذي تلعبه الجالية اللبنانية الأميركية في تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة ووطنها الأصلي لبنان، وقال “نحن فخورون بهذه الجالية وبالدعم والكرم اللذين يبدونهما تجاه وطنهم الأم لبنان”. وختم القنصل طوق بالتأكيد “على بقاء إيماننا ببلدنا لبنان وعدم القلق على مصيره طالما أن له ابناء من طينتكم يمحضونه كل أنواع الدعم والمساندة”.
آراء مواقف
وكانت “صدى الوطن” قد استطلعت آراء البعض، من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية والمنخرطين فيها، بمعنى المناسبة ومكانتها في وجدان اللبنانيين وثقافتهم الوطنية، مسجلة تبايناً في الآراء.. التي تراوحت بين اعتبار “يوم الاستقلال” وذكراه السنوية مناسبة وطنية تجمع بين اللبنانيين بكل أطيافهم، وبين آراء أعلنت صراحة، أو ألمحت، إلى أن لبنان لم يحقق استقلاله الكامل بعد!
فقد رأى مروان وهبة، المسؤول الإعلامي في تيار المستقبل في ميشيغن، “أنه لا توجد مناسبات كثيرة تجمع اللبنانيين، ولكن عيد الاستقلال يجمع اللبنانيين بكل مكوناتهم وأطيافهم وطوائفهم” منوهاً بأن لبنان “لا يمشي إلا بالتنوع، وإلا بالاعتراف بالآخر وبحقه في الممارسة السياسية”.
وانتقد العونيون خضوع لبنان واستجابته للتدخلات الخارجية، واعتبر منسق “التيار الوطني الحر” في ميشيغن عزيز أبو شعيا “أن الاستقلال يكون كاملا وذا معنى، عندما نكف عن ذكر المسلمين والمسيحيين في خطاباتنا، وعندما يكون اللبنانيون يدا واحدة، وعندما يتوقف تدخل سوريا وايران والسعودية بالشؤون الداخلية اللبنانية”. ووافق الناشط العوني غابي عيسى على هذا الطرح، وأضاف “لقد حقننا الكثير من معاني الاستقلال ولكن جزءا من الأراضي اللبنانية ما يزال محتلا (مزارع شبعا)، و أن الاستقلال يكون كاملاً عندما تتحرر النفسيات اللبنانية ويصبح المواطن حرا” مؤكدا “أننا كنا نحتفل بيوم الاستقلال في أيام الحرب الأهلية، واليوم نحتفل وقد غادرت معظم الجيوش الغريبة لبنان.. وعقبال الباقي”.
وأعرب رجل الأعمال علي جواد عن ثقته بقدرة لبنان على تجاوز الأزمات، وقال “لا خوف على لبنان لأنه العناية الإلهية تحميه”. واضاف “جئنا إلى هنا للمشاركة في الاحتفال في استقلال البلد الذي جئنا منه.. ونحتفل بهذه المناسبة كمغتربين لبنانيين يضعون لبنان في رأس قائمة اهتماماتهم وأولوياتهم، وهم لم يقصروا يوماً في خدمة وطنهم الأم”.
وأشاد رئيس “التحالف الأميركي اللبناني” ميلاد زعرب بأهمية مناسبة عيد الاستقلال، ورأى أنها “حية بقلب كل لبناني” مشدداً على ضرورة أن يعمل اللبنانيون “موحدين وبكلمة واحدة لمصلحة لبنان أولا.. ففي هذه الحالة فقط نصل الى المعنى الحقيقي للاستقلال”.
واستذكر رئيس “نادي الجيل الجديد” سامي أبو فواز الشهيد اللبناني الأوحد في معركة الاستقلال وهو القومي السوري الشهيد سعيد فخر الدين الذي سقط في معركة بشامون، وأبدى تحفظاً على حفل الاستقلال، وقال “إن الاستقلال اللبناني لا يكتمل إلا باستقلال المواطن اللبناني وبزوال كافة الفروق الاجتماعية والطبقية بين أبناء الشعب اللبناني جميعاهم”.
وهنأ الممثل السياسي لحركة أمل في أميركا الشمالية حسن محمد بزي اللبنانيين حكومة وشعبا بعيد الاستقلال، وقال “ينعاد هذا العيد على الللبنانيين وعقبال تحرير كامل التراب اللبناني”.
جدير بالذكر، أن اختيار جون عاقوري كعريف للاحتفال، كان قد أثار حفيظة بعض الحاضرين.. على خلفية تعليقات عنصرية كتبها عاقوري على صفحته في موقع “فيسبوك”، وهو الأمر الذي دفع ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني ورجل الأعمال علي جواد إلى التحدث مع القنصل طوق لتبيان حقيقة الموقف، وأدت ردة فعل القنصل السلبية إلى انسحاب بعض الحاضرين واستياء الكثيرين من موقف القنصل.
وكانت فعاليات ونشطاء قد تداعوا إلى عقد اجتماع، مساء الأربعاء الماضي، في “نادي بنت جبيل” لبحث أفضل السبل في استكشاف موقف القنصل طوق، والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء إصراره على تكليف عاقوري بإدارة الحفل، رغم علمه المسبق بما قام من مواقف عنصرية ضد الفنان عاصي الحلاني، وضد شريحة كبيرة من اللبنانيين، ومتجاهلا نصائح بعض الأشخاص بعدم تكليف العاقوري لتلك المهمة، كون الموقف يعكس تحدياً وإهانة لكثير من اللبنانيين المستاءين من مواقف عاقوري.
وأسفر الاجتماع الذي حضره ناشطون وفاعلون من مختلف التيارات السياسية اللبنانية عن تأليف لجنة مكونة من خمسة أشخاص لمراجعة القنصل في هذا الموضوع، وهم حسن بزي ونعيم بزي والدكتور عفيف جواد وجوزيف موراني والأب بول، ومن المنتظر أن تلتقي اللجنة مع القنصل طوق مساء الجمعة (يوم صدور العدد) في المجمع الإسلامي الثقافي، حيث سيكون القنصل متواجداً تلبية لدعوة من المجمع.
Leave a Reply