مرة أخرى، عسى أن تكون أخيرة، يضطرنا القنصل بشير طوق إلى الخروج عن الصمت ورفع الصوت عاليا بسبب الاساءات المتكررة التي يرتكبها بحق شريحة من الجالية اللبنانية في ولاية ميشيغن بشكل عام وفي مدينة ديربورن بشكل خاص، ويضطرنا سعادته مرة أخرى للخوض في أمور وتفاصيل لا نحبذ ذكرها، وكنا قد اعتقدنا بأنها أصبحت من الماضي الذي عفا عليه الزمن ولا يمكن استحضاره، إفساحا في المجال أمام تجربة “شخصية شابة” (ولو لعبت الصدف دورا كبيرا في توليها إدارة القنصلية) اختلقنا لها الأعذار في المرة السابقة، بالرغم من الاقتناع التام بأن القنصل طوق كان يقف وراء البيان العنصري الذي أصدرته وقتها ما يسمى “قوى 14 آذار” في ميشيغن والذي يتهجم بشكل وقح وفاضح على اللبنانيين في ديربورن، على أمل ان يتعظ القنصل ويصحح ما خطته يمينه من افتراءات بحق الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت.
لكن ما أقدم عليه السيد طوق قبل أيام، عندما أوكل مهمة التعريف في حفل عيد الاستقلال الذي أقامته القنصلية اللبنانية في فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن إلى أحد الموتورين والمهووسين بالشتم والإساءة والتطاول على الناس، إضافة إلى آراء عنصرية لم يستطع كتمها على موقعه على شبكة الانترنت بحق شريحة كبيرة من اللبنانيين ساهمت في استقلال لبنان وأنجزت تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي بفضل دماء الجيش اللبناني الوطني والمقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة، أظهر هذا الفعل حجم التمادي والإمعان في الإساءة من قبل القنصل طوق الذي ضرب بعرض الحائط كل الخطوط الحمر وتخطى كل المحظورات عندما مس كرامة الجالية اللبنانية في ديربورن تحت عنوان: حرية الرأي..
خاصة أن من أوكله مهمة التعريف في حفل الاستقلال اللبناني كان لتوه قد أثار امتعاض وغضب الجالية اللبنانية من خلال ما طرحه في صفحته على موقع فيسبوك من آراء عنصرية سفيفة بحق الفنان عاصي الحلاني على خلفية شخصية لا نريد الخوض في تفاصيلها. ولكنها -أي هذه الآراء- أظهرت كره هذا الشخص وحقده على شريحة كبيرة من اللبنانيين، وبالرغم من الاحتجاج الذي قدمه فاعلون في الجالية للقنصل طوق وطلبوا تدخله من أجل إزالة الإهانات من تلك الصفحة، وإذ فوجئوا بالقنصل يقدم ذلك الشخص المريض عريفا في حفل عيد الاستقلال!
للقنصل طوق كامل الحرية في أن يعتقد بما يشاء وهذا حقه دون منّة من أحد، وله كامل الحق في أن يتخذ ممن يشاء خليلا وأنيسا وعريفاً في حفلاته العائلية والخاصة، وله أن يستقدم من يشاء من مهووسي العنصرية والكراهية، وله أن يرقص على أنغام التانغو والسامبا قدر ما يريد، ولكن ليس في مناسبة وطنية عامة هي ملك للبنانيين وليست من أملاك أي فريق أو عائلة..
فإلى متى سيبقى الأستاذ طوق يستغفل الجالية اللبنانية في ديربورن ويخادعها، ويختلق لها عند كل منزلق ينزلقه أعذارا صبيانية من قبيل: لم أكن أعرف بالبيان (بيان 14 آذار العنصري ضد الجالية) أو لا أؤيد ولا أدين، أو ليس لي علم بما نشره صديقي المعرف على “الفيسبوك”، أو من قبيل أنا مستاء جدا وأعترف بأني أخطأت في التقدير، سامحوني فأنا لاأزال يافعا! أو أن فلان كان يلح علي منذ 4 سنوات للتعريف في حفل الاستقلال.
وكلها أعذار لا تعني أحدا سواه، لأن من لا يقدر على اتخاذ القرار الصحيح في موقع حساس، كالذي يشغله مؤقتا السيد طوق، فليلازم منزله، أو على الأقل، فليتفرغ للعمل على تحسين وتفعيل أداء القنصلية بدل إضاعة الوقت في افتعال المشاكل والخلافات بين اللبنانيين وفي تنفيذ أجندة حزبية سياسية متطرفة على حساب اللبنانيين وقنصليتهم العامة في ديترويت، وليترك الأمر لأهل السياسة والقيادة بدلا من التنطح الأعمى الذي لن تكون نتيجته إلا مزيدا من التهور وجني الفشل، ثم السقوط المدوي.
ليس مقبولا بعد من أحد في الجالية اللبنانية في ديربورن، وخاصة المراكز والمؤسسات الاجتماعية على اختلافها، السكوت على ممارسات القنصل طوق بحقها، واذا كان بعض فعاليات الجالية قد صفحوا عن ممارسات وإساءات سابقة بحق الجالية، فعليهم أن يحذروا إذا قبلوا بالإهانة هذه المرة من أن تصبح الجالية مطية للصغير والكبير. فلا أحد يملك الحق في هذه الجالية مهما كان كبيرا ويعتبر نفسه عظيما وحكيما أن يتجاوز حقوق الجالية وأن يسكت على إهانتها ويعطي صك براءة للقنصل طوق عبر تكريمه.
ليس مقبولا من أحد أن يقيم احتفالات التكريم والتبجيل لمن يمعن في الاستخفاف بالجالية اللبنانية وبقدراتها وإنجازاتها.
وللحديث صلة..
Leave a Reply