بغداد – افادت مصادر امنية عراقية الأربعاء الماضي عن استعدادات يجريها نحو ثلاثين الف عنصر من الجيش والشرطة لتنفيذ عملية واسعة النطاق في الاول من آب (اغسطس) المقبل في محافظة ديالى التي تعتبر من معاقل تنظيم القاعدة، شمال شرق بغداد. وقال ضابط كبير في الجيش العراقي رفض كشف اسمه ان «العملية تهدف الى تطهير محافظة ديالى من المتمردين وعناصر القاعدة والميليشيات الذين لا يزالون فيها».
واضاف ان «حوالى ثلاثين الفا من عناصر الجيش والشرطة من مختلف مناطق العراق، سيشاركون في العملية التي سيبدأ تنفيذها في الاول آب» المقبل. من جانبهم، اكد ضباط في شرطة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) بدء العملية في الموعد ذاته. بدوره، قال ضابط في الجيش الاميركي ان «مسؤولية تنفيذ العملية ستكون على الجيش العراقي وربما يقوم الجيش الاميركي (بدور) المراقبة»، وتابع «اذا احتاجوا للمساعدة سنساعدهم واذا لا (يحتاجون) فلن نقوم بأي شيء».
وكان اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية قد قال في 13 تموز (يوليو)، في مؤتمر صحافي مشترك مع الادميرال باتريك دريكسول المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات «ستكون هناك قريبا عملية عسكرية في ديالى، وكل الاستعدادات جارية حاليا لاستكمالها». واضاف ان «هذه العملية ربما ستكون المحطة الاخيرة لقواتنا وكل الجهود والترتيبات تجري وستكون قواتنا جاهزة قريبا لهذه العملية».
ونفذت القوات العراقية بدعم من الجيش الاميركي خلال الاشهر الماضية، عمليات في البصرة والعمارة (جنوب) والموصل (شمال) ومدينة الصدر في بغداد. وتشهد محافظة ديالى التي تعتبر الاخطر في العراق، اعتداءات بانتظام بسبب مواجهات عنيفة بين المنتمين الى القاعدة وعناصر الصحوة الذين يطلق عليهم الجيش الاميركي اسم «ابناء العراق» والذين التحق بهم نحو ثمانين الف عنصر كان اغلبهم يقاتل الجيش الاميركي.
وكبد عناصر الصحوة المدعومون بالشرطة والجيش تنظيم القاعدة خسائر كبيرة وكذلك الميليشيات الشيعية المتمردة في تلك المحافظة. وما زالت اعمال العنف متواصلة لكنها اقل وقعا من الاشهر الماضية. واوضح العقيد علي الكرخي في تلك المحافظة ان «ديالى ما زالت من اخطر محافظات العراق. اعتبروها عراقا صغيرا لان فيها السنة والشيعة والاكراد والمسيحيون. وبقية المحافظات ليست مختلطة الى هذا الحد. ولذلك يصعب ارساء السلام هنا. ولذلك ايضا يكثر المتطرفون».
وشأنهم شأن بقية العراقيين يبدو ان سكان المحافظة يتوقون الى السلام واعادة الاعمار لا سيما عبر التنمية الاقتصادية التي قد ترسي الاستقرار وتضمن الامن. ومما تتميز به محافظة ديالى الريفية قبل ان تجتاحها المعارك، انها كانت مخزن الحبوب في العراق. واعرب علي عن اسفه لان «دولا اجنبية تاتي لزرع الفوضى» مشيرا الى ايران التي تجاور حدودها حدود المحافظة. وتابع «اسرنا في المنطقة خمسة اشخاص كانوا قبل 54 يوما في ايران للتدريب. انهم يسمون انفسهم «مجموعات خاصة» وهم على علاقة مباشرة بايران. ويتلقون تعليمات من الاجهزة الايرانية. ان مهمتهم تتمثل فقط في قتل الناس».
وقال ان تلك «المجموعات الخاصة» تجند العديد من المتمردين من انصار جيش المهدي، الجناح المسلح للتيار الصدري الشيعي. واضاف الضابط انه علاوة على الاسلحة ذات العيارات الكبيرة التي تزودهم بها ايران «يتلقى كل عضو شهريا ثلاثة ملايين دينار (2400 دولار) انه مبلغ مهم». وقال «حصلنا على اسمائهم وصورهم والصقناها على كل حاجز، فهربوا مذعورين». لكنه اضاف ان المشكلة هي «عندما نضغط عليهم يهربون الى ايران» في انتظار فرصة العودة.
Leave a Reply