رؤساء الطوائف المسيحية يتهمون الإعلام بإثارة الفزع
الموصل – بعد حركة نزوح جماعية شملت حوالى الف عائلة مسيحية اثر مقتل اكثر من عشرة عراقيين من الطوائف المسيحية بعد استهدافهم من قبل مجموعات أصولية في الموصل شمال العراق كشف قائد القوات البرية العراقية رئيس لجنة تقصي الحقائق في المدينة عن وجود خطة شاملة للسيطرة على الموصل ستساهم في عودة المسيحيين إلى المدينة خلال وقت قريب. وأشار الفريق الركن علي غيدان إلى أن الدعاية الإعلامية ساهمت في إثارة الفزع في قلوب أبناء العائلات المسيحية في الموصل بمحافظة نينوى الشمالية.
وقد اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن اتخاذ الاجراءات «الفورية اللازمة» لاعادة المسيحيين الى الموصل. وقال المالكي خلال استقباله النائبين المسيحيين الوحيدين في البرلمان يونادم كنا وعبد الاحد افرام ساوا ان «للمسيحيين الحق في العيش بامان وكرامة فهم مكون اساسي والاجهزة الامنية ستقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة لعودة المهجرين الى منازلهم، والوصول الى الجماعات الارهابية التي تقف وراء هذا المخطط».
وقال غيدان إن هناك «خطة شاملة لبسط الأمن والقانون في الموصل سيلمسها المسيحيون ويعودون على إثرها إلى المدينة عما قريب»، منوها إلى أن الدعاية الإعلامية ساهمت بشكل كبير في التأثير على العوائل المسيحية ونشر الفزع في صفوفها وتركها المدينة دون تلقي أي تهديد. وأضاف أنه بحث مع محافظ نينوى دريد كشمولة العملية الأمنية والحلول الممكنة لأزمة النزوح الأخيرة. وأوضح أنه زار مناطق النزوح والتقى عددا من العوائل النازحة في قضاء الحمدانية شرق الموصل للوقوف على أحوالها وأسباب نزوحها.
من جانب آخر حث رؤساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل أتباعهم على الالتزام بجانب التعقل والهدوء، وناشدوا وسائل الإعلام كافة بضرورة الكف عن كل ما يؤجج الخوف ويزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وجاء في بيان صدر باسمهم «أن رؤساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل يدعون أبناءهم المسيحيين من الطوائف كافة إلى الالتزام بجانب التعقل والهدوء وعدم الانجرار وراء الإشاعة الخاطئة والمغرضة وغير الدقيقة التي تهدف إلى تأويل الأمور والمبالغة في حجمها ووضعها على المستوى الديني لتحول الخوف إلى حالة مرضية ذهبت بالحكمة والفطنة».
ودعوا علماء الدين المسلمين والحكماء من أبناء الموصل إلى مضاعفة الجهود لتهدئة الوضع ومناشدة شرائح المجتمع كافة إلى احترام مبادئ الحرية الدينية وتقييم الخصوصية التي يتمتع بها المنتمون إلى الديانات الموحدة والذين تربطهم أواصر إنسانية ووطنية وتاريخية. وبينوا أن التهديدات التي انطلقت مؤخرا طالت عددا من المسيحيين في بعض مناطق الموصل فزرعت الخوف والهلع في قلوبهم لاسيما بعد أن ذهب ضحيتها بعضهم، مما حمل عددا من العوائل المسيحية إلى ترك بيوتها ووظائفها وأعمالها وتوجهت إلى القرى والقصبات المجاورة تحسبا وهربا من الخوف المحدق.
وشرحوا في بيانهم أنهم لا يجهلون الأسباب القريبة والبعيدة التي كانت وراء التحرشات والتهديدات وعمليات القتل والخطف التي طالت عددا من المسيحيين وهي توهم بأن هناك عدوا تجاههم أو حربا على المسيحية والمسيحيين، معبرين عن استنكارهم لكل ما يقال ويشاع في هذا الاتجاه الخطر الذي يريد أن يذهب بـ14 جيلا من الأخوة والتعايش بين المسيحيين والمسلمين في هذه المدينة العريقة.
وشددوا على أنهم لن يرتضوا بأي محاولة لتجزئة العراق وشعبه ولا بأي محاولة لتفكيك أواصر الوحدة الوطنية بين أبنائه. وأكدوا على ضرورة العيش المشترك بين كل الأطياف العراقية، منوهين إلى أن إثارة الفتنة والفرقة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد تصب كلها في خدمة المحتل.
وكان المسيحيون المهجرون لجأوا إلى الأديرة والكنائس في بلدات وقرى سهل نينوى، وقال جورج ميا عضو المجلس الكلداني السرياني الاشوري في القوش شمال الموصل ان «عدد النازحين تجاوز الفا وستمئة عائلة توجهت الى سهل نينوى حيث الغالبية من المسيحيين، وتوزعوا على كنائس القرى والاديرة والاقرباء والمعارف». واتهم ضياء بطرس أمين عام المجلس القومي الكلداني الحكومة بعدم حماية المسيحيين مؤكدا أن وراء هذه العملية دوافع سياسية وعصابات منفلتة وميليشيات منظمة هدفها هجرة المسيحيين واخلاء الموصل من أحد مكوناتها الرئيسية.
Leave a Reply