صخر نصر
لا زالت قضية الكاراجات فـي ديربورن معلقة، البلدية مصرة على استخدام الكاراجات بشكل طبيعي كمكان لمبيت السيارات، وأصحاب الكاراجات يعتبرونها من أملاكهم ولهم كامل الحق فـي كيفـية استخدامها وبين هذين الرأيين يظل السجال قائما، فلا البلدية تنازلت عن رأيها ولا السكان ردوا عليها.
والحق يقال أن الطرفـين محقان فالبلدية ترى أن تعليماتها يجب أن تنفذ بعدم اشغال الكراج كغرفة معيشة والاكتفاء باستخدامه كمستودع، او مخزن للعدد والأدوات، ومكان لمبيت السيارة ووضع معدات قص الحشيش وجرف الثلج فـيه وإلى ذلك من أدوات، هذا بالإضافة إلى ماتيسر من أثاث قديم لم يتسن للمالك التخلص منه أو على وعد بإقامة (كراج سيل ) يبيع فـيه ماجمع من فائض المنزل أو مما تم إرساله من الأصدقاء والجيران لبيعه.
سألت أحد الجيران مرة وأنا فـي ضيافته بغرفة الجلوس الفاخرة التي كانت كراجا يوما ما: هل ترى أنك مستعد لإعادة الكراج الى وضعه السابق؟ فرد بنزق : هل أنا مجنون لأفعل، ألا ترى أن الكراج هو أفضل من أي صالون فـي البيت، فهو واسع ومريح ويطل على الشارع مباشرة، أستقبل فـيه زواري وأشاهد الثلوج من نوافذه العريضة، واستمتع برائحة الربيع من فتحاته، وهو ضمن منزلي الذي دفعت ثمنه وأدفع ضرائبه وتأمينه سنويا فلماذا أتخلى عن تحفة كهذه، فالسيارة مكانها على الطريق وليس داخل المنازل، وإن شاءت البلدية رفع الضريبة على الكراج لدفعت وطالما أنا مستفـيد منه ومستمتع به.
ساكن آخر من سكان ديربورن قال: الحقيقة أني حولت الكراج الى غرفة ضيافة واشتريت لها كراسي وتلفزيون وأنا لا أستخدمه سوى مرة أو مرتين فـي العام ومع ذلك فقد كلفني تجهيزه مبالغ طائلة فلم استعمله كصالون ولم أعد استعمله ككراج، خسرت المال والكراج معا.
آراء متفاوته بشأن الكاراجات ولا يتفق معظم الناس مع البلدية التي وجدت أن بعض الناس حولوا كراجاتهم الى مطابخ يشعلون النار فـيها بدون أي اعتبار للسلامة العامة أو للخطورة التي تشكلها نيران الطبخ والافران وارتفاع درجات الحرارة فـي أماكن غير مؤهلة أصلا لهكذا استعمال،وترى من الضروري عدم تغيير الصفة المعمارية للكاراجات والابقاء عليها (ككود) هام وضروري فـي بلد تتساقط فـيه الثلوج عدة أشهر فـي السنة، والشوارع لم تعد تتسع لمزيد من السيارات ، ومن الضروري إيواء بعضها فـي الكاراجات لتخفـيف الضغط والازدحام عن الشوارع خاصة وانها تعرقل سير آليات الخدمات العامة لاسيما آليات الطوارىء والنظافة وكسح الجليد وإزالة الثلوج.
وإلى أن يحسم الأمر بتصويت أو بقانون حاسم جازم، يستمر الجدل البيزنطي فهل البيضة أولا أم الدجاجة ولكل وجهة نظر صحيحة .
Leave a Reply