العالم يودع جاكسونلوس انجلوس – في حفل تأبين اسطورة البوب الاميركي مايكل جاكسون الذي حضره نجما الغناء ستيفي وندر وماريا كاري ربما كانت اللحظة التي لن تنسى هي حين تحدثت ابنته باريس (١١ عاما) ببضع كلمات انفطرت لها القلوب.
وظلت باريس هادئة على المسرح مع اخويها اثناء مراسم التأبين التي استمرت نحو ساعتين على أنغام أغنية جاكسون “نحن العالم” ثم خطفت الاضواء حتى من اعضاء عائلتها من خلال حديثها إلى الحشد الذي تجمع في مركز “ستايبلز سنتر” في مدينة لوس انجلوس.
وتساقطت الدموع من عينيها وهي تتجه نحو الميكروفون بينما كانت عمتها جانيت جاكسون تحتضنها وتربت على شعرها البني الطويل وتحثها على “التحدث”.
وقالت باريس وهي تتنهد “أريد فقط أن أقول انني منذ ولدت كان أبي أفضل أب يمكن ان تتخيلوه وأردت فقط أن أقول اني أحبه كثيرا”. وامام صيحات اللهفة من الحشد الذي ضم حوالي ١٨ ألف شخص استدارت باريس وخبأت رأسها بين ذراعي جانيت جاكسون واحتضنها اعضاء اخرون من العائلة. وتوقع مراقبون ان كلمة باريس المختصرة -التي جاءت في نهاية مراسم تأبين جاكسون التي تضمنت كلمات لخطباء مثل ناشط حقوق الانسان ال شاربتون- ستبقى في الذاكرة طويلا.
وقال المؤرخ الاعلامي رون سيمون الذي قارن بين كلمات باريس والكلمات التي نعى بها جون نجل الرئيس الاميركي جون اف. كيندي والده اثناء جنازته في ١٩٦٣ “لم يكن أحد مهيأ لذلك. تلك ستكون احدى أبرز اللحظات في مراسم التأبين”.
ولم تظهر باريس واخويها برنس مايكل جي.ار وبرنس مايكل الثاني كثيرا في المناسبات العامة وعادة ما كانت تغطى وجوههم عن المصورين بالأقنعة عندما كانوا يرافقون والدهم الشهير. وحرص جاكسون -الذي كان يشعر بملاحقة المصورين المتطفلين- على حماية الحياة الخاصة لاطفاله. وتخلل مراسم الوداع، التي تابعها مئات ملايين المعجبين عبر العالم امام نعشه المذهب وجمهور متأثر، شهادات من مقربين منه وتكريم موسيقي من مجموعة من النجوم.
وقد اعتلى المسرح خلال المراسم مغنون امثال ماريا كاري وكوين لطيفة وجنيفر هادسن ومؤسس شركة موتاون للانتاج بيري غوردون الذي اكتشف موهبة مايكل جاكسون والمغنون ليونيل ريتشي وستيفي ووندر.
وفي شهادة مطولة وحماسية قال القس آل شاربتون صديق عائلة جاكسون لاطفال النجم الثلاثة الذين جلسوا الى جانب افراد العائلة “لم يكن والدكم غريبا البتة”.
وافتتحت المراسم برسالتين من الزعيم الجنوب افريقيا نلسون مانديلا والمغنية ديانا روس، تلاهما المغني سموكي روبنسون.
وقدم مانديلا التعازي الى العائلة مؤكدا ان مايكل جاكسون كان “عملاقا واسطورة” مشيرا الى انه “بكى موته مع ملايين المعجبين عبر العالم”.
وقالت ديانا روس في رسالتها الى نجم البوب “اريد ان تعرف ان عدم وجودي في “ستايبلز سنتر” لا يعني اني غير موجودة في القلب”. وقالت ان مايكل جاكسون ‘كان جزءا عزيزا من عالمي، جزءا من حياتي”.
وبعد دقائق غنت جوقة غوسبل اغنية دينية في حين ادخل نعش المغني الى امام المسرح وسط تصفيق الحضور.
وغنت عندها ماريا كاري “آي ويل بي ذير” احدى اولى اغاني مايكل جاكسون الناجحة عندما كان لا يزال مع فرقة “جاكسون فايف” مع اشقائه.
وقرأت بعدها كوين لطيفة قصيدة لمايا انغيلو الكاتبة الاميركية السوداء ومن ثم غنى ليونيل ريتشي “جيسوس ايز لاف” تلاه ستيفي ووندر في حين كانت تعرض فوق المسرح صور عملاقة لملك البوب.
وعندما قال بيري غوردي بعدما تحدث عن بدايات مايكل جاكسون مع شركة موتاون للانتاج ان مغني “ثريلر” هو “اكبر فنان على الاطلاق” وقفت الصالة مصفقة لفترة طويلة.
وجلس في الصف الاول افراد عائلة جاكسون وقد ارتدى الرجال من بينهم قفازا ابيض براقا كما كان يفعل النجم العالمي الراحل.
وقد نقل النعش الى “ستايبلز سنتر” حيث جلس ١١ الف من محبي مايكل جاكسون امام مسرح عرضت فوقه صورة عملاقة للفنان وهو يبتسم ويخرج من الظل.
وقد حصل الحاضرون على كتيب يتضمن صورا للنجم وشهادات من عائلته والمقربين منه.
وقد ضربت الشرطة طوقا امنيا في محيط ستايبلز سنتر لكن ذلك لم يمنع الجماهير من التوجه الى وسط المدينة.
وبدأت مراسم التكريم الشعبية بعد جنازة عائلية في مقبرة فوريست لون الواقعة على تلال هوليوود.
واستمرت مراسم الجنازة قرابة الساعة في “قاعة الحرية” في المقبرة التي تتسع لـ١٢٠٠ مقعد وسط قبور نجوم كبار في السينما امثال بيتي ديفيس وفريتز لانغ وباستر كيتون.
ونقل بعدها نعش جاكسون الى “ستايبلز سنتر”. وذكرت عدة وسائل اعلام ان نعش مايكل جاكسون المذهب بلغت كلفته ٢٥ الف دولار.
ونقلت المراسم مباشرة مئات محطات التلفزة والكثير من المواقع الالكترونية عبر العالم.
وتوفي مايكل جاكسون بشكل مفاجئ في ٢٥ حزيران (يونيو) في لوس انجلوس عن سن الخمسين فيما كان يستعد للعودة الى الساحة الفنية من خلال سلسلة حفلات في لندن هذا الصيف.
Leave a Reply