عندما سألوا العظيمة فيروز: «شو صاير ببلد العيد، المزروعة ع حفافو نار وبواريد». أجابت: «بلدنا عم يخلق من جديد، لبنان الكرامة والشعب العنيد». وبعد سنوات على هذه الإجابة وأغنيتها الرائعة، تدرك فيروز جيداً أن لبنان الكرامة «مسحوا فيه الأرض»، وبقي الشعب العنيد بعناده وجهله، تابعاً لزعمائه الغوغائين الطائفيين، وأخشى ما أخشاه بأن يكون العناد مرافقاً لنا هنا في ديربورن، فيركب العناد السلبي رؤوس الكثيرين ولا يخرجون للإدلاء بأصواتهم لدعم المرشح العربي المحامي سالم سلامة لمنصب قاضٍ للدائرة التاسعة عشر في ميشيغن.
الناجحون العرب عموماً، والناجحون اللبنانيون في أميركا كثر في حقول الأدب والمال والإقتصاد ولكن من النادر أن يصبح أحدهم مرشحاً لمنصب سياسي وإجتماعي وينجح في الفوز، رغم وجود جالية عربية «طويلة عريضة»، تعمل بجد ونشاط تلتزم القانون وتدفع الضرائب ولكنها، أي الجالية، تمشي الحيط الحيط وتقول يارب السترة، فلا تنخرط في العمل الاجتماعي ولا في النشاط السياسي، الذي هو مهم وربما أهم من جمع المال وإنفاقه بما لا ينفع تماماً مثل المال العربي المهدور سفهاً وشططاً.
الجالية العربية والشرق أوسطية هنا في ديربورن تحلق بجناحيها المالي والسياسي، والسياسة هي فن الممكن كما يقال، والممكن يصنعه جيل تعلّم في الغرب، تماماً مثل المحامي سلامة، شاب عصري سلاحه المعرفة والخبرة ويؤمن بمبادئ إنسانية سامية، ولا يتنكر لجذوره وأهله وتراثه، بل يتحرى الحداثة ويحتذي بها ولديه القدرة والإصرار على تحويل نزفنا إلى صبرٍ دافىء حتى نصبح أقوياء في مواجهة الهياج اللاعقلاني ضدنا كعرب ومسلمين.
من منا لا يعرف المحامي سالم كإنسان فاضل، دمث ومثقف وخبير في حقل القضاء والقوانين، ذو خطاب مستنير يرفض الغرق في مسائل هامشيّة، تشوّه جوهر الجالية العربية.. ينبذ التعصب والجهل والأذى المجاني لمن حوله.
رجاءً من كل أهلنا وأحبائنا وكل صاحب ضمير صاح خالٍ من العناد والسلبية في ديربورن أن يدعم المرشح سلامة حتى يكون فوزه ونجاحه إن شاء الله، اللبنة الأولى في النهوض بجالية عربية جديدة تفخر بالكرامة، وعنيدة للحق فقط.
لمين العيديّة ؟؟
بهالعيد بدي قدّم هدية، لا ذهب، لا ورود جوريه.
طالع ع بالي ضم زهرة وقلب وقدمهن لكل من يقرأ هذه الكلمات عيدية، قدمهن بعيد الأضحى، عيد الإيثار والتضحية والغفران، لكل أم تتعب، وتشقى، يبدأ نهارها قبل الشمس وينتهي بعدما يذبل القمر، لا تنتظر من أحد أن يشكرها أو يحتضنها أو يمسح دمعه تعبها. تؤدي واجبها وتنام على وسادة الإرهاق والوجع وتغمض عينها على أملٍ بالغد وتطبق شفتيها صلاةً وحمداً لله تعالى.
أقدم محبتي، أيضاً إلى الأم السورية، وقبلها الأم اللبنانية وقبل قبلها الأم العراقية والفلسطينية والعربية عموماً، لك الصبر والعزاء يا أجمل الأمهات التي إنتظرت إبنها فعاد شهيداً، لأنه لا عيد أهديك إياه فقد سرقوا العيد منكِ ومنا جميعاً، وأخذوه بعيداً بعيداً وراء جبل بعيد.
وتمنيات أخرى إلى كل موجوع ومتألم في هذه الحياة. من قلبي، أقدم صلاة حارة بالشفاء، وبقدرة الله تعالى، كما شفى عبده أيوب وكما ردَّ البصر لنبيه يعقوب.
Leave a Reply