ديترويت - تم كشف النقاب عن مؤامرة احتيالية نفذها رجل من ديترويت دأب على تجنيد المدمنين وأصحاب السوابق والمشردين لسرقة البضائع من متاجر «هوم ديبو» ومن ثم إرجاع المواد المسروقة وإستبدالها ببطاقات الهدايا، ما تسبب بخسائر للشركة تقدر بحوالي 600 ألف دولار على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقد تمكنت الشرطة فـي آب (أغسطس) الماضي من القاء القبض على أدلبرت أكيرمان (46 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال عمل سابقاً تاجر سيارات مستعملة، قبل أن يبدأ مخططه الجهنمي لسرقة متاجر «هوم ديبو»، والذي نجح فـيه بشكل فائق بحسب ما تظهر التحقيقات، حيث تمكن أدلبرت من جني أرباح طائلة من خلف الكواليس، ولكن الشرطة تقول إن مخططه الجهنمي انتهى به الى مواجهة عقوبة السجن من أربع الى أربعين سنة رغم أنه لم ينفذ شخصياً الجرائم المرتكبة.
خطة أكيرمان تتلخص فـي تجنيد بنات الليل ومدمني المخدرات وأصحاب السوابق للقيام بسرقة البضائع والمعدات ذات القيمة العالية من متاجر «هوم ديبو» المنتشرة فـي أنحاء منطقة ديترويت الكبرى. وكان أكيرمان يعطي الواحد منهم 20 بالمئة من قيمة المسروقات بغرض تحفـيزهم على سرقة المزيد، وبعد ذلك كان يستعين بالمشردين من أمام مراكز الرعاية، ليتولوا إعادة المسروقات واستبدالها ببطاقات هدايا (غيفت كارد) بقيمة المواد المرتجعة، حيث لا تشترط لوائح «هوم ديبو» أكثر من إبراز بطاقة هوية للسماح لحاملها بإرجاع البضائع دون الحاجة لفاتورة الشراء.
وبعد خروجهم من المتجر كان المشردون يسلمون أكيرمان البطاقات مقابل 15 الى 20 دولاراً، قبل أن يعيدهم بسيارته الى حيث التقاهم.
ومن جانبه، كان أكيرمان يبيع هذه البطاقات لزبائن «هوم ديبو» العاديين بأسعار مخفضة (حوالي 70 بالمئة من قيمتها الحقيقية).
وقام أكيرمان منذ العام 2010 باستهداف متاجر «هوم ديبو» فـي مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وواشطنو، حيث تمت سرقة شتى صنوف البضائع والمعدات وذلك لحين القبض عليه فـي آذار (مارس) الماضي بعد تكبيده سلسلة المتاجر خسائر تقدر بحوالي 600 الى 800 ألف دولار.
الخيوط تتكشف
بدأت خيوط مؤامرة أكيرمان تتكشف بعد أن لاحظ المحققون فـي «هوم ديبو» وجود نمط متكرر من السرقات التي تجري فـي العديد من الفروع المنتشرة فـي أنحاء مترو ديترويت ابتداءً من العام 2013، حيث لوحظ رجال وأحيانا نساء وعادة ما كانوا يدخلون المتاجر أزواجاً، ثم يخفون بضائع صغيرة الحجم وغالية الثمن فـي جيوبهم وتحت معاطفهم ويخرجون من ناحية قسم الحدائق ذات المخرج الواسع، وعادة تكون هناك سيارة فـي الإنتظار يصعدون فـيها وينطلقون، وهذه الحوادث تم إلتقاطها بكاميرات المراقبة وكانت السيارات من طراز «بويك» أو «دودج تشارجر» أو «بونتياك فايب».
وفـي إحدى المرات تمكن المحققون فـي «هوم ديبو» من إلتقاط رقم اللوحة المعدنية وتبين أن السيارة مملوكة لأكيرمان الذي يقيم على شارع لايكوود فـي ديترويت، وثبت من المراقبة أنه يستخدم عدة سيارات، وتم رصده فـي إحدى المرات حيث ظل لمدة ساعة كاملة يتجول على شارع غراشت بين الميل السابع والثامن وهو يتوقف عند كل زاوية ويتحدث الى البعض، وحتى صعد معه فـي سيارته شخصان قام بتوصيلهما لثلاثة متاجر «هوم ديبو».
وتحت أعين المراقبة دخلا المحلات وقاما بسرقة بعض البضائع وعادا لتسليمها له.
لكن ما شاهده المحققون لم يكن مفهوماً بل زاد الأمور تعقيداً أمامهم فقرروا عدم الإبلاغ عن أكيرمان ومواصلة التحقيقات الخاصة، فلجأ محققو «هوم ديبو» الى تركيب جهاز متابعة على سيارة أكيرمان لمراقبة تحركاته على مدار الساعة.
تباعاً، بدأت الصورة تتضح. حيث تبين للمحققين أن أكيرمان كان يتردد الى مراكز إيواء المشردين فـي ديترويت من أجل تجنيد البعض لإرجاع البضائع المسروقة واستبدالها ببطاقات الهدايا كما تم رصده وهو يتوقف أمام سجن غراشت ليصعد بسيارته أحد النزلاء المفرج عنهم وقد قام بتجنيده لسرقة «هوم ديبو».
وفـي نيسان (أبريل) 2014، تم القبض على رجل يسرق من متجر «هوم ديبو» فـي مدينة روزفـيل، وبعد التحقيق معه قال إنه كان يتسول عند تقاطع الميل الثامن مع الطريق السريع «75» قبل أن يجنده رجل إسمه عادل ولقبه «فاتس»، ليتبين أن «عادل» هو أكيرمان بعد أن تعرف عليه المشرد فـي إحدى الصور التي عرضها المحققون. وقال المشرد إنه من المفضلين لدى أكيرمان لأنه دائماً يسرق له بضائع تفوق قيمتها ألف دولار فـي كل مرة.
بالتوازي كان المحققون فـي قسم مكافحة المخدرات بشرطة مقاطعة أوكلاند يلاحظون وجود عدد كبير من بطاقات «هوم ديبو» فـي أوكار المخدرات التي كانوا يهاجمونها فقاموا بالإتصال مع «هوم ديبو» ليبدأ بينهما التعاون فـي هذا الشأن.
بلع الطعم
وفـي وقت مبكر من العام الحالي قام المحققون بتجنيد عملاء سريين وقفوا أمام أحد مراكز إيواء المشردين وبلع أكيرمان الطعم حيث سمع وهو يشرح مع العملاء السريين الصفقة قائلا لهم بأن مهمتهم إرجاع البضاعة المسروقة لـ«هوم ديبو» فـي مقابل إعطائهم 20 دولاراً. استكملت التحقيقات فـي آذار (مارس) وتم القبض على أكيرمان أمام منزله، حيث تم العثور على كمية من بضائع مسروقة من «هوم ديبو» بقيمة 6000 دولار داخل المنزل.
وقال الإدعاء فـي المقاطعة إن حجم الشبكة التي يديرها أكيرمان تؤكد أن التهمة إدارة مشروع إجرامي وهي تهمة أخطر من مجرد السرقة من المحلات.
Leave a Reply