ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت مؤسسة “إمام” للمرجعية الثلاثاء الماضي حفل إفطار تكريمي حاشد لفعاليات الجالية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والإعلامية في قاعة “نادي بنت جبيل الثقافي” في ديربورن تحدث خلالها السيد محمد باقر الكشميري، المدير العام للمؤسسة التي تشكل مكتب الارتباط بالمرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، في أميركا الشمالية.
وهنأ الكشميري في كلمته الحضور بحلول شهر رمضان المبارك، الذي وصفه بـ”شهر التربية الروحية، وشهر العلم والمعرفة، وشهر المحبة والمودة، شهر غفران الذنوب، وشهر الصفح والتسامح، شهر الحراك الاجتماعي واعادة بناء المجتمع والعلاقات الاجتماعية على مائدة الرحمن”.
وشكر السيد الكشميري الحضور باسمه وباسم هيئة الأمناء، وجميع العاملين والمتطوعين والمساهمين في مؤسسة “إمام”. وقال “إننا كمسلمين شيعة أميركيين، نعتز بمجتمعاتنا ومؤسساتنا التي تبذل جهوداً جبارة، وتتخطى تحديات وعقبات صعبة، لا من اجل الحفاظ على ديننا وتقاليدنا وحسب، بل من أجل تنمية أفضل وأوسع على كافة الصعد بما تكفل للمسلمين الشيعة في هذا البلد الصورة المثلى للتعايش والاندماج مع الاخر كل الاخر، الاخر الذي لا يزال يخشى منا بسبب عدم معرفته الصحيحة عنا”. وأشار الكشميري الى قول الإمام علي (ع) “الناس أعداء ما جهلوا”.
وتابع: “إن المرجعية الدينية الشيعية العليا ومقرها النجف الاشرف منذ أكثر من ألف عام، كانت ولازالت، تدرس وتراقب وتتابع أوضاع المسلمين عموماً واوضاع الشيعة خصوصاً، في كل مكان، من خلال صِلاتها بالخبراء والمختصين في سائر الحقول، الذين تعتمدهم في تشخيص الموضوعات بعد أن انتهوا من استنباط الاحكام، لينطلقوا في إبداء النصح والارشاد والتوجيه للأمة أينما كانت وحسب ظروفها الموضوعية. ومنها المؤمنون في البلدان الغربية، ممن هاجروا واستوطنوا، أو ممن ولدوا وترعرعوا، فصاروا جميعاً جزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن وفق المعايير الشرعية والمعايير القانونية”.
وشدد الكشميري على أن “نداء المرجعية الدينية هو المواطنة والاندماج، مع حفظ الهوية الدينية والتقاليد النبيلة”. وقال أن هذه العبارة تستلزم معرفة المسلم الشيعي الاميركي مداليل كلمتي المواطنة والاندماج، وما هي آليات تحقيقهما. كما أشار الكشميري الى الاختلاف الكبير بين الاندماج والمقاطعة والذوبان في المجتمع الأميركي.
وقال الكشميري في الحفل الذي شهد تنظيماً عالياً “ان خلق مجتمع مسلم شيعي أميركي ناجح يكون في مصاف باقي المجتمعات الاميركية الناجحة والموفقة في هذا البلد الذي يكفل حق التقدم والتطور لكل انسان على حد سواء، يحتاج الى أبحاث ودراسات والى خطط والى تنفيذ والى جهود مضاعفة”.
وتابع: “إن مؤسسة الإمام المهدي للمرجعية، وبفروعها في مختلف الولايات، ما هي الا مؤسسة تربط المسلمين الشيعة في اميركا بمرجعياتهم الدينية من اجل تحقيق تلكم الاهداف. وانها تلتزم مبادئاً للعمل كفيلةً بالنجاح، منها مبدأ (التعاون). فلا يمكن تحقيق اهداف عظيمة مهما كانت ممكنة عبر جهود فردية او عبر مؤسسة واحدة، انما بالتعاون والتعاضد مع سائر المؤسسات التي تحقق نجاحاً ملموساً على الارض. ولذا تجدون هذه المؤسسة وبحمد الله متواجدة أينما لاقت أيدٍ تصافحها من أجل تنمية انسانية وايمانية وعلمية لابناء الطائفة اينما كانوا في اميركا الشمالية”.
كما توجه الكشميري في ختام كلمته بالشكر “لمكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف على اهتمامهم ورعايتهم المؤمنين في الغرب، وكذلك سائر مكاتب مراجع الدين الذين أولَونا الثقة والعزم على العمل”.
وكشف الكشميري أن المؤسسة في صدد شراء مبنى جديد لمكاتبها في منطقة ملائمة للانتشار السكني للجالية العربية والمسلمة في ميشيغن وقدمت العربون لعملية الشراء والتي ستسهم فيها المرجعية بحوالي المليون دولار. وأعرب الكشميري عن أمله بأن يزف بشرى شراء المركز في عيد الفطر السعيد.
كما شكر جميع العاملين والمتطوعين “الذين يبذلون قصارى جهودهم من أجل تحقيق أهداف المؤسسة. وجميع المساهمين، المساهمين: بالكلمة الطيبة، أو باليد والعطاء”.
وكان لافتاً في خلال الحفل حرص الكشميري على شكر الحضور فرداً فرداً على حضورهم من خلال تنقله بين طاولات الإفطار.
وفي ختام الحفل قدم نائب المدير العام لمؤسسة “إمام” في ميشيغن السيد حيدر بحر العلوم عرضاً للخدمات والبرامج التي اشرفت على تنفيذها المؤسسة في العامين الجاري والماضي. خصوصا خدمات تعليم اللغة العربية والخدمات الاجتماعية وخدمات الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وفي حل القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تواجه الأسر العربية والمسلمة في حوالي ٢٥ ولاية أميركية منها واشنطن وكاليفورنيا وتكساس وغيرها كما استعرض محاسب المؤسسة أحمد الزورة من مكتب براماونت التقريرين المالي والضريبي لمؤسسة “إمام” في الفترة الماضية.
Leave a Reply