ديترويت – ناتاشا دادو
صوتت الجمعية العامة للكنيسة المشيخية في أميركا (برسيبيتريان) الجمعة الماضي لصالح سحب استثماراتها من ثلاث شركات كبرى بحجة أن إسرائيل تستخدم منتجات تلك الشركات في مستوطناتها بالضفة الغربية.
وصادقت الكنيسة المشيخية بهامش ضئيل (310 مقابل 303) على بيع أسهمها في شركات «كاتربيلر» و«أيتش بي» و«موتورولا» خلال المؤتمر العام للكنيسة الذي عقد في مركز «كوبو» وسط ديترويت من ١٤ الى ٢١ حزيران (يونيو) الماضي.
وكانت حركة مقاطعة اسرائيل لقيت نجاحاً في دول أوروبية على عكس الولايات المتحدة حيث اقتصرت المقاطعة على مجموعتين أكاديميتين صغيرتين صوتتا هذه السنة من أجل المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، لكن مجموعات أكاديمية واسعة وعدداً من الجامعات أعلنت معارضتها المقاطعة.
وقبل سنتين، رفضت الجميعة العامة للكنيسة المشيخية مقترحاً مماثلاً بسحب الاستثمارات بعد استفتاء سلبي بفارق صوتين.
وكانت الكنيسة قد قالت في بيان اصدرته قبل تصويتها على سحب الاستثمارات التي تقدر بحوالي 21 مليون دولار إن شركة «كاتربيلر» تزود الجيش الاسرائيلي بجرافات يستخدمها لهدم بيوت الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، بينما تزود «هيوليت باكارد» السلطات الاسرائيلية بمعدات المراقبة الالكترونية ومعدات الاتصالات التي تساعدها في حصار غزة، أما «موتورولا»، فتزود اسرائيل بمعدات اتصالات ورقابة تستخدم في المستوطنات الاسرائيلية غير القانونية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجدل حول سحب الاستثمارات استمر داخل الكنيسة المشيخية طيلة السنوات العشر الماضية. وتعد الكنيسة المشيخية من أهم الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة وانتمى لها عدد من رؤساء البلاد.
من جانبها، قالت الشركات الثلاث إنها تأسف لقرار الكنيسة، مؤكدة التزامها بحقوق الانسان وبالتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وسعت جماعات يهودية نافذة لإفشال التصويت لفائدة سحب الاستثمارات. ووقع أكثر من 1700 حاخام من الولايات الـ50 رسالة مفتوحة موجهة إلى المصوتين في الكنيسة المشيخية يقولون فيها إن «إلقاء اللوم على جانب واحد في حين أن الجانبين معاً مسؤولين عن الوضع الحالي ما من شأنه زيادة التوتر وتعميق التفرقة عوض الدفع باتجاه السلام».
والكنيسة المشيخية ليست الكنيسة الأولى في الولايات المتحدة التي تقرر سحب استثماراتها احتجاجا على السياسة الإسرائيلية، حيث كانت اللجنة المركزية لكنيستي «المينونايت» (جماعة الآميش) و«الكويكرز» صوتتا قبل ذلك لصالح سحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وكان ناشطون مدافعون عن القضية الفلسطينية قد نظموا تظاهرة أمام مركز كوبو مطالبين بسحب إستثمارات الكنيسة، وحملت التظاهرة عنوان «من ديترويت إلى فلسطين» وشارك فيها يهود ومسيحيون بشكل عام مع بعض المسلمين وغيرهم من باقي الطوائف والملل. وحمل المتظاهرون لافتات تصور وجه الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا مع كلام مأثور له يقول «إن حريتنا لن تكون ناجزة من دون حرية الفلسطينين».
وحملت لافتات أخرى تضمنت صور تهديم منازل الفلسطينيين من أجل بناء مستوطنات إسرائيلية بينما أشارت يافطة ثانية إلى «الشباب البروتستانتي والشباب الفلسطيني واليهودي يعملون معاً من أجل العدالة».
وقال محمد البكري أحد المتظاهرين «أنا أعتقد أن دعم الجالية اليهودية بشكل خاص هو العامل الأهم في كل مسألة سحب الإستثمارات وقضية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل عام وأعتقد أن دعم باقي الجاليات عنصر حيوي جداً لأن القضية قبل أن تكون فلسطينية هي قضية حقوق إنسانية».
وقد عبر قادة يهود محليون وعلى المستوى الوطني في البلاد عن قلقهم من إمكانية إقرار مشروع سحب الإستثمارات في المؤتمر والذي من شأنه إذا تم أن يمهد الطريق نحو إتخاذ الطوائف المسيحية الأخرى نفس الإجراء.
وقالت «اللجنة اليهودية الأميركية»، ومقرها نيويورك، إن التصويت «جاء بدافع الكراهية تجاه إسرائيل». غير أن مديرة الجمعية العامة للكنيسة، هيث رادا، أكدت أن التصويت «لا يعكس ضعفاً في مشاعر الحب التي نكنها لإخواننا اليهود».
ومن جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع برنامج «واجه الصحافة» على قناة «أن بي سي»، القرار الذي توصلت اليه الكنيسة المشيخية بـ«المخزي». وقال نتنياهو «إنه قرار مخز جدا، فغالبية الاميركيين تتفهم ان اسرائيل هي منارة للتحضر والاعتدال».
ونصح نتنياهو زعماء الكنيسة المشيخية بالتوجه الى الشرق الاوسط والاطلاع على الاوضاع هناك عن كثب، وأضاف ساخراً «ولكن هناك نصيحتان لهم، أولا تأكدوا أن الحافلات التي ستسافرون بها مدرعة، وثانياً لا تقولوا انكم مسيحيون».
Leave a Reply