مجموعة “أنونيموس” يشن هجمات واسعة على المواقع الحكومية.. وتهدد بالقضاء على “فيسبوك”
واشنطن – نجحت الاعتراضات السلمية والالكترونية في تأجيل التصويت على مشروعي قانوني حماية الملكية الفكرية ووقف القرصنة الالكترونية الذي يقيدان حرية الانترنت في العالم الى حين إيجاد حل وسط. فقد سحب ثمانية نواب أميركيين تأييدهم للمشروعين بعد احتجاجات شملت احتجاب آلاف المواقع الإلكترونية على الإنترنت.
ومن بين أكبر المواقع التي حجبت محتواها على الإنترنت موقع “ويكيبيديا” الموسوعي وموقع خدمات المدونات الشهير “ورد برس”. كما قامت مجموعة قراصنة الانترنت “أنونيموس” على مواقع الادارة الاميركية.
وقد أجل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي هاري ريد التصويت على قانون حماية الملكية الفكرية ومنع المخاطر التي تتهددها على الانترنت والذي كان مقرراً الثلاثاء الماضي. كما أعلن رئيس اللجنة التشريعية في مجلس النواب الأميركي لامار سميث أن اللجنة لن تناقش قانون “وقف القرصنة الإلكترونية” حتى يتم التوصل الى حل وسط.
وجاءت هذه القرارات بعد عاصفة من الاحتجاجات أطلقها موقع “ويكيبيديا” الموسوعي والآلاف من المواقع الإلكترونية الأخرى، والتي اتشحت بالسواد لمدة يوم واحد كنوع من الاحتجاج.
وصرح سميث: “استمعت إلى المنتقدين، وآخذ مخاوفهم على محمل الجد في ما يتعلق بالتشريع المقترح لمعالجة مشكلة القرصنة الإلكترونية”. وأضاف: “من الواضح أننا نحتاج لمعاودة دراسة هذا الأمر للوصول الى الأسلوب الأمثل لعلاج مشكلة اللصوص الأجانب الذين يسرقون الاختراعات والمنتجات الأميركية ويبيعونها”.
يهدف القانونان الأميركيان إلى منع الدخول على المواقع التي تحوي مواد لم تحصل على ترخيص حقوق النشر ويمنحان كل من مالكي المحتوى الإلكتروني والإدارة الأميركية سلطة استصدار أوامر قضائية لإغلاق المواقع المرتبطة بالقرصنة ويمنعان المعلنين والقائمين على الجوانب المالية ومقدمي خدمات الإنترنت من التعامل مع المخالفين المقيمين بالخارج، الأمر الذي سيؤدي الى محاصرة حرية نقل المعلومات عبر الانترنت بشكل جوهري.
“أنونيموس” تستهدف مواقع حكومية
وفي السياق، أعلنت منظمة “انونيموس” الناشطة في مجال القرصنة الالكترونية مسؤوليتها عن تنفيذ هجمات استهدفت مواقع متعددة بينها موقع مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ووزارة العدل الاميركية وشركة “يونيفرسال” للموسيقى ردا على غلق موقع “ميغا أبلود”.
وقالت “انونيموس” ان هذه الهجمات هي الأكبر حتى الآن ردا على غلق “ميغا أبلود” الذي يعتبر من اكبر المواقع لتقاسم الملفات، بما في ذلك تمكين المستخدمين من مشاهدة الافلام الجديدة. وأصدرت المنظمة بيانا قالت فيه “نحن انونيموس نشن أكبر هجماتنا على مواقع الحكومة وصناعة الموسيقى”. واضاف البيان ان الـ”أف بي آي” لم يكن يتوقع هذا الرد من “انونيموس” وكان عليه ان يتوقعه. كما تضمن البيان معلومات فيها تفاصيل خاصة بينها عناوين وتواريخ ميلاد تتعلق بأفراد عائلة كريس دود الرئيس التنفيذي لجمعية استوديوهات هوليوود الداعمة لمشروعي القانونين.
إغلاق “ميغا أبلود”
وكانت وزارة العدل الاميركية اعلنت ان هيئة محلفين اصدرت في وقت سابق من كانون الثاني (يناير) الحالي قرارات اتهام بحق سبعة اشخاص لهم علاقة بموقع “ميغا أبلود”. وكان موقع “ميغا أبلود” أُغلق يوم الخميس الماضي بعد اتهام الأشخاص السبعة بتحقيق ايرادات بلغت 500 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية عن طريق الاحتيال على اصحاب حقوق طبع ونشر وملكية فكرية. وقالت وزارة العدل ان القضية تعتبر من اكبر القضايا الجنائية الخاصة بهذا المجال ينظر فيها القضاء الاميركي.
وأُنشئ موقع “ميغا أبلود” في عام 2005 متيحا للمستخدمين امكانية تفريغ محتوى متعدد الأصناف والأشكال بـ”نقرة واحدة”. وتباهى الموقع قبل ايام على غلقه بأن 50 مليون زائر يمرون عليه يوميا. ويقول الادعاء العام الاميركي ان هذا “المشروع الاجرامي” حقق لمؤسسه كيم شميتز نحو 175 مليون دولار. وبعد فترة وجيزة على غلق الموقع الذي يعمل من هونغ كونغ تمكن قراصنة الكترونيون يرتبطون بمنظمة “انونيموس” من تعطيل مواقع اميركية رسمية لبعض الوقت بينها البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل ومواقع ترتبط بشركتي “وورنر ميوزيك” و”يونيفرسال ميوزيك”.
تحذير
من ناحية اخرى، حذر خبراء في شركة “سوفوس” الرائدة في مجال الحماية من الفيروسات على الانترنت من ان معجبي مجموعة “انونيموس” من مستخدمي موقع “تويتر” البالغ عددهم 294 الف شخص تخدعهم المجموعة، اذ يجري إشراكهم في الهجوم الالكتروني للمجموعة على المواقع الالكترونية المستهدفة.
ويتم إرسال ملف مرفق باسم “منع الخدمة” عبر “تويتر” تجعل من كمبيوتر المستخدم جزءا من هجوم “انونيموس” على مواقع الادارة الاميركية والمؤسسات المناهضة للقرصنة الالكترونية رداً على إغلاق الحكومة الاميركية موقع “ميغا أبلود”. وتبدو هذه الملفات عادية كغيرها، ولكنها تطلق هجوماً الكترونياً من أي كومبيوتر. ويصبح الاشخاص الذين يضغطون على الملف المرفق عرضاً، جزءاً من الهجوم الذي تشنه المجموعة.
ويعتمد ملف “منع للخدمة” على الآلاف من المعلومات التي يرسلها الكومبيوتر للمواقع الاخرى ويدمرها على الفور. وهذا الإجراء الجديد هو تغيير في النهج المعتمد من قبل المجموعة. فقال كبار مستشاري التكنولوجيا في شركة “سوفوس” الرائدة عالمياً في مجال برامج وحلول الحماية من الفيروسات غراهام كلولي ان: مجموعة “انونيموس” كانت تشجع في الماضي داعميها على تحميل برنامج يدعى “لويك” يسمح للكمبيوترات بالمشاركة في هجوم الكتروني على موقع معين ونسفه. وأضاف كلولي: “هذا التغيير في النهج المعتمد من قبل “انونيموس” والذي يقوم على اطلاق هجوم الكتروني بمجرد الكبس على ملف، يعني ان مستخدمي الانترنت يحتاجون الى الانتباه كثيراً للامر وإلا فإنهم ينضمون الى هذا الجيش من الغرباء، ما يعرضهم للسجن مدة طويلة خصوصاً ان الادعاء بأن المستخدم ضغط على الملف عرضاً لا يمكن ان يحميه من الملاحقة القانونية”.
“أنونيموس” تهدد بتدمير “فيسبوك”: إنه إداة استخبارية
بعد تهديد مجموعة “أنونيموس” بوضع حد لموقع “فيسبوك” في 5 تشرين الثاني الماضي وعدم قيامها بأي تحرك في ذاك التاريخ، عادت الأسبوع الماضي لتهدد من جديد بأن موعد الإنهاء على الموقع سيكون في 28 من الشهر الجاري.
أعلنت مجموعة “أنونيموس” في بيانها الجديد أن موقع “فيسبوك” الذي يملك أكثر من 60 ألف مخدّم سيكون عرضة لهجمة من هجمات المجموعة التي ستتمكن من إيقافه، ودعت المجموعة في رسالة صوتية عبر موقع “يوتيوب” الناس إلى التضامن مع “أنونيموس” التي تسعى جاهدة لمحاربة السياسة الأميركية التي تريد، حسب التسجيل الصوتي، أن تقيد الانترنت بقانون منع القرصنة.
وأكدت “انونيموس” أنها تطلب دعم الجماهير الواسعة لتحقيق الأهداف التي ترمي إلى فتح العيون على الخطوات التي تنتقص من خلالها الحريات مشيرة إلى أنها كانت قد اخترقت شبكة “سي بي أس” التلفزيونية و”وورنر برذرز” وموقع مكتب التحقيقات الفدرالي وأن الدور قد حان لتدمير موقع “”فيسبوك” الذي كانت المجموعة قد حذرت من أنه إحدى أدوات وكالة الاستخبارات الأميركية لجمع المعلومات الشخصية عن الناس.
Leave a Reply