الرئيس يعتزم إعلان حالة الطوارئ الوطنية لتمويل الجدار رغماً عن الديمقراطيين
واشنطن
أقر الكونغرس الأميركي، الخميس الماضي، مشروع قانون لتمويل الإدارات الفدرالية وتجنيب البلاد إغلاقاً حكومياً جديداً، غير أن المشهد السياسي في واشنطن، لا يبدو في طريقه إلى انفراج قريب، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إعلان حالة «الطوارئ الوطنية» لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، بعدما رفض الديمقراطيون تخصيص المبلغ المطلوب ضمن الموازنة الجديدة.
ولا تلحظ الميزانية التي أقرها مجلسا الشيوخ (83–16)، والنواب (300–128) سوى ربع المبلغ الذي طلبه ترامب لتمويل بناء الجدار الحدودي، حيث تضمنت الميزانية التي جاءت بحجم 333 مليار دولار، تخصيص حوالي 1.4 مليار لبناء حوالي 55 ميلاً من الحواجز الجديدة على الحدود الجنوبية، وهو مبلغ أقل بكثير من 5.7 مليار دولار التي طالب بها الرئيس الأميركي.
وخصص بند تأمين الحدود في الميزانية تمويلاً إضافياً لشرطة الهجرة والجمارك وحرس الحدود، بما في ذلك إقامة مراكز احتجاز جديدة وتعزيز القدرات التكنولوجية للحد من الهجرة غير الشرعية.
وسيمول التشريع الذي جاء في 1,159 صفحة، تسع وزارات وعشرات الوكالات الفدرالية الأخرى لغاية 30 أيلول (سبتمبر).
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، الخميس الماضي، إن الرئيس سيتخذ إجراءات تنفيذية تشمل إعلان حالة طوارئ للحصول على تمويل الجدار.
وأوضحت ساندرز أن الرئيس سيوقع مشروع ميزانية الحكومة الذي تم التوصل إليه بين الديمقراطيين والجمهوريين تجنباً لإغلاق» جديد لإدارات حكومية. وقالت ساندرز «مثلما أوضح الرئيس من قبل، سيصدر أمراً تنفيذياً بإعلان الطوارئ الوطنية، لضمان عدم تعريض الأمن القومي للخطر وعدم حدوث أزمة إنسانية عند الحدود».
وكان زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل قال قبل التصويت إنه يدعم إعلان الرئيس «حالة الطوارئ الوطنية»، وهو الإجراء الذي يسمح للرئيس بتجاوز الكونغرس لجمع الأموال من فائض موازنات الدوائر الحكومية.
لكنّ قرار ترامب لقي على الفور انتقاداً حاداً في المعسكر الديمقراطي، حيث قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: «ما يحصل على الحدود ليس حالة طوارئ». وأضافت «سنقوم بتقييم خياراتنا في حال تم اعلان حالة الطوارئ. وقد نلجأ للقضاء للوقوف ضد ذلك القرار لكن علينا أولاً أن ننتظر قرار الرئيس».
ونبهت بيلوسي، الجمهوريين إلى أنه في حال أقدم ترامب على إعلان الطوارئ لبناء الجدار فإن «الرئيس الديمقراطي القادم قد يعلن الطوارئ ضد الأسلحة النارية»، مشيرة إلى «خطورة السابقة» التي قد يقدم عليها ترامب وضرورة التعامل معها بكل جدية.
كذلك حذر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السناتور تشاك شومر، ترامب من إعلان الطوارئ، مشيراً إلى أنه تجاوز صريح لصلاحيات الرئيس.
وكان ترامب قد عبّر الثلاثاء الماضي عن عدم رضاه عن الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة مشتركة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، وقال في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع لحكومته «لا أستطيع القول إنني راض».
وكانت مطالبة ترامب في كانون الأول (ديسمبر) بتخصيص 5.7 مليار دولار لبناء الجدار، والتي رفضها الديمقراطيون في الكونغرس، قد تسببت في إغلاق جزئي للحكومة لمدة 35 يوما، انتهى الشهر الماضي من دون حصوله على تمويل للجدار.
ويتيح قانون صادر عام 1976 للرئيس الأميركي إعلان «حالة طوارئ وطنية» تمنحه صلاحيات استثنائية، لكن خطوة من هذا القبيل ستثير معركة سياسية قضائية شرسة، ولذلك لم يقدم ترامب عليها حتى الآن.
Leave a Reply