واشنطن – مع استمرار ارتفاع معدل البطالة وصعوبة إعادة تشغيل الاقتصاد الأميركي في ظل تصاعد وتيرة إصابات كورونا، تستمر المفاوضات بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس للتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة إنقاذية جديدة، تشمل تمديد إعانات البطالة الفدرالية للعاطلين عن العمل.
وقالت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، إن رقم تريليون دولار الذي يقول الجمهوريون إنهم يدرسونه، كحجم للحزمة الإنقاذية الجديدة، لن يكون كافياً، ليفعل ما يحتاج إليه الاقتصاد وصحة الأميركيين.
وحزمة الجمهوريين يواجهها عرض مضاد من الديمقراطيين بقيمة 3 تريليون دولار تم تمريره في مجلس النواب، ويشمل تمديد إعانات البطالة (600 دولار أسبوعياً) حتى نهاية كانون الثاني (يناير) 2021.
وأدى الارتفاع الجديد لإصابات كورونا في الولايات المتحدة إلى زيادة نسب البطالة للمرة الأولى منذ نهاية مارس. وسجّل ما يناهز 1.4 مليون طلب جديد لمساعدات البطالة بين 12 و18 يوليو، في مقابل 1,307 مليون طلب الأسبوع السابق. وهذه أول مرة يرتفع فيها مستوى البطالة خلال أسبوع منذ بدء تراجعه البطيء بداية أبريل. وكان الأسبوع الأخير من مارس شهد تسجيل رقم قياسي مع تقدّم 6.6 مليون بطلبات خلال أسبوع.
ويبلغ العدد الإجمالي للمسجّلين في لوائح البطالة نحو 16.2 مليون شخص. ويمكن لهذا العدد أن يصل إلى 32 مليونا إذا ما جرى احتساب عدد الأشخاص الذين تراجعت مداخليهم أو توقفت أعمالهم الحرة.
وبالنسبة إلى العاطلين عن العمل، فإنّ حلول شهر أغسطس يعني نهاية المساعدة الفدرالية التي أقرّت لهم بداية أبريل في إطار خطة النهوض الإقتصادية الضخمة التي أقرّتها إدارة دونالد ترامب والكونغرس في مواجهة أزمة الوباء.
وكان هؤلاء يتلقون 600 دولار إضافي أسبوعياً، ما كان يتيح لهم غالباً الحصول على مداخيل أعلى من أجورهم السابقة. وتتراوح تعويضات البطالة، التي تختلف بين ولاية وأخرى، بين 235 و823 دولاراً أسبوعياً، وتدفع ما بين 3 وستة أشهر. وساهمت هذه المساعدات في عدم وقوع ملايين الأسر في الفقر. إلا أنّ معارضيها يرون أنّها تعرقل العودة إلى العمل.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، في تصريح لشبكة «سي أن بي سي» الخميس الماضي، إنّ تمديد هذه المساعدات يمثّل «أولوية»، لكن أشار إلى أن قيمة المساعدة ستنخفض. وقال منوتشين «لن ندفع للناس المزيد من المال للبقاء في المنزل بدلاً من العمل».
غير أنّ المعارضة الديمقراطية ترغب في تمديد المساعدات بشكلها الحالي «حتى مطلع العام المقبل على الأقل».
وبدأ نواب الكونغرس، الاثنين الماضي، التباحث في خطة اقتصادية جديدة ينبغي أن تنص، فضلاً عن تمديد المساعدات للعاطلين عن العمل، على شيكات جديدة للأسر، وقروض إضافية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأكثر تضرراً، وأيضاً مبالغ تخصص للمدارس لإعادة فتح أبوابها مع إحترام التباعد الاجتماعي.
وكان ترامب يدعو إلى إعادة الحياة الإقتصادية سريعاً، كما فعلت بعض الولايات على غرار جورجيا وتكساس. غير أنّ العدوى تفشت من جديد فارتفع عدد الإصابات وسط تسجيل البلاد أرقاما قياسية جديدة، ما دفع العديد من المناطق إلى إعادة إغلاق المتاجر والمطاعم.
واتهِم ترامب طويلاً بالإنكار في مواجهة الوباء، إلا أنّه أقر ، الثلاثاء الماضي، بأنّ ثمة «ارتفاعاً جديداً مقلقا في الإصابات» في جنوب البلاد، وطالب «الجميع بوضع الكمامة حين يصعب احترام التباعد الاجتماعي»، وذلك بعدما دافع عن «الحرية» الفردية في هذا الخصوص.
وأصيب ما يقارب أربعة ملايين شخص بالوباء في الولايات المتحدة، وتوفي أكثر من 143 ألفاً، ما يوازي ربع عدد الوفيات في العالم، حسب «جامعة جونز هوبكنز».
Leave a Reply