واشنطن – بدأ الكونغرس الأميركي الأربعاء جلساته في 2018 في حين يتعين عليه حث الخطى وسط مهلة اسبوعين للرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين يسمح بتفادي شلل الحكومة وعمليات ترحيل جماعية لأبناء مهاجرين لم تُسوَ أوضاعهم.
وبدأت جلسات العام الجديد مع أداء اثنين من الديمقراطيين القسم كعضوين جديدين في مجلس الشيوخ، مما ضيق هامش الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون إلى ٥١ سناتوراً مقابل ٤٩ للديمقراطيين، فيما تتكثف المناقشات حول مسائل بالغة الأهمية قبل حلول موعد الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، والتي سيتم خلالها انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب وثلث الشيوخ.
والتطورات الجديدة في مجلس الشيوخ قد تقوي موقف الديمقراطيين في المناقشات وتصعب على ترامب الدفع بأجندته التشريعية في الكونغرس.
وقد فاز دوغ جونز في انتخابات فرعية الشهر الماضي في ألاباما بمقعد طالما شغله جمهوريون، فيما تم تعيين تينا سميث مكان الديمقراطي آل فرانكن الذي استقال وسط اتهامات بسلوك جنسي غير لائق.
وأدى الاثنان القسم، الاربعاء الماضي، أمام نائب الرئيس مايك بنس.
ويكتسب انضمام سميث أهمية خاصة كونه يرفع عدد أعضاء مجلس الشيوخ الإناث إلى 22 وهو الأعلى تاريخياً.
وحقق جونز، الناشط المدافع عن حقوق الإنسان وحديث العهد بالسياسة، فوزاً على المسيحي المحافظ روي مور، القاضي السابق في ألاباما وسط مزاعم تتهمه بالتحرش الجنسي بمراهقة قبل ثلاثة عقود.
الموازنة
على رأس جدول الأعمال التشريعية للعام ٢٠١٨ لتمويل الحكومة الفدرالية بحلول مهلة 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، بعد تعذر تمكن المشرعين من التوصل إلى اتفاق دائم بشأن الموازنة في كانون الأول (ديسمبر).
وعدم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى إغلاق الإدارات الفدرالية، وهو ما ستكون عواقبه مكلفة للجمهوريين –الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس والبيت الأبيض– قبل بضعة أشهر على الانتخابات النصفية.
وقد أثبت الديمقراطيون في 2017 قدرتهم على تحقيق الفوز في ولايات مترددة ومناطق محسوبة تقليدياً على الجمهوريين، مثل ألاباما.
ومع قرب انتهاء مهلة الموازنة، فإن الزعماء الاربعة الكبار في الكونغرس –ديمقراطيان وجمهوريان– سيسعون مع طاقم البيت الأبيض لتحديد سقف في الموازنة للانفاق العسكري والداخلي للفترة المتبقية من السنة المالية 2018.
وفي مذكرة إلى زملائها الديمقراطيين الثلاثاء الماضي، قالت زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي إنها ستسعى مع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لتجنب «إغلاق كارثي» للمؤسسات الحكومية.
لكنها أكدت أنهما سيدفعان بقوة لتحقيق التساوي بين سقفي الانفاق العسكري وغير العسكري، والعمل على تمويل العديد من الأولويات الأخرى ومنها إغاثة بورتوريكو التي اجتاحها إعصار مدمر.
وقالت بيلوسي «نحارب أيضاً من أجل تمويل مكافحة آفة الأفيونيات، ولقدامى المحاربين ورواتب التقاعد والاغاثة من الكوارث والمعاهد الوطنية للصحة، وبرنامج التأمين الصحي للاطفال ومراكز الصحة المحلية».
إصلاح قانون الهجرة
من المسائل الأخرى البالغة الأهمية في ٢٠١٨، إصلاح قانون الهجرة. فمن المتوقع أن يناقش مجلس الشيوخ مشروع قانون لتسوية أوضاع مئات آلاف المهاجرين الذين لا يحملون اوراق إقامة قانونية ووصلوا الولايات المتحدة وهم أطفال.
وقال الرئيس دونالد ترامب في أيلول (سبتمبر) الماضي إنه سيلغي البرنامج المعروف اختصاراً بـ«داكا» الذي يؤمن الحماية للمهاجرين الذين دخلوا البلاد بصفة غير شرعية، لكنه ارجأ ذلك ليعطي للكونغرس ستة اشهر للتوصل إلى حل دائم.
والمح ترامب الثلاثاء الماضي إلى معركة مرتقبة. وكتب على تويتر «الديمقراطيون لا يفعلون شيئاً من أجل «داكا»– لا يهمهم سوى السياسة»، مضيفاً أن الناخبين من أصول إسبانية «سينزعجون» من الديمقراطيين وسيتحولون إلى الجمهوريين للحصول على نتائج بشأن الهجرة.
Leave a Reply